سوريا
29 تشرين الأول 2018, 06:52

البطريرك يوحنّا العاشر يبارك أبناء جبل الشّيخ

قام بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر أمس بزيارة رعائيّة إلى أبرشيّات جبل الشّيخ في سوريا، حاملاً شعاره البطريركيّ "بالنّعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبّة يتناسق البنيان"، وقد رافقه في جولته: المتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم) (حمص وما يليها)، والأساقفة: موسى الخوري، أفرام معلولي (الوكيل البطريركيّ)، والأرشمندريت إليان صنيج، والأرشمندريت ألكسي شحادة مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتّنمية في بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، والأرشمندريت يعقوب الخوري، وكهنة وشمامسة.

 

البداية كانت في بلدة حينة، حيث ترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة مار الياس، بعد الاستقبال الرّسميّ والشّعبيّ، توجّه خلاله إلى المشاركين بعد كلمات وُجّهت إليه قائلاً: "أنتم بلد المروءة، المحبّة، الضّيافة، الكرامة، الثّبات والصّمود، ووجودنا مع بعضنا البعض في حينة هو رسالة إلى العالم أجمع أنّنا باقون وثابتون كلّنا كعائلة واحدة مسلمين ومسيحيّين.

إنّ الإرهاب والتّطرّف والقتل والدّمار الدّامي وعدم قبول الآخر، كلّ ذلك مفاهيم غريبة عن قيمنا ومجتمعنا لأنّ شعبنا شعب طيّب محبّ يتوق إلى السّلام وينشده وبالتّالي فنحن مدعوّون أن نتحلّى بالخليقة الجديدة وهي المحبّة وكلّ عمل صالح لكي نكون أبناء المحبّة. وها نحن في سوريا باقون، سوريا هي الوحدة الواحدة الموحّدة من شمالها وجنوبها".

بعد القدّاس، دشّن البطريرك يوحنّا بئر النّعمة الّذي سيؤمّن مياه الشّرب لأهالي البلدة.

ثمّ تفقّد البطريرك يوحنّا رعيّة القدّيس جاورجيوس في بلدة عين الشّعرة، وقد ترأّس فيها صلاة الشّكر على نيّة أهالي البلدة.

في كلمته، حيّا "هذا البلد بلد العلم والثّقافة والعيش المشترك"، مشيرًا إلى أنّ الّذي يتعلّم يؤمن بلغة الحقّ، مؤكّدًا على صمود شعبها بالرّغم من الإرهاب، وتمسّك أبنائها بإيمانهم وإرثهم وحضارتهم.

هذا وزار البطريرك يوحنّا العاشر رعيّة القدّيس جاورجيوس في عرنة، حيث رفع الشّكر لله بحضور أئمّة ومشايخ من طائفة الموحّدين الدّروز.

بعد الصّلاة، أقيم احتفال تكريميّ على شرف رأس كنيستهم في صالون الرّعيّة حيث رحّب به راعي أبرشيّة حمص وما يليها المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم  بكلمة مؤثرة أشار خلالها إلى أنّ الزّيارة "هي زيارة بركة وسلام" مخاطبًا بطريركه قائلاً: "أنتم أهل البيت والبيت يكبر بمحبّتكم أنتم، وبوجهكم المشرق المعطاء للجميع والّذي يستشفّ منه المؤمن إيمانًا عميقًا".

من جهته، ردّ البطريرك يوحنّا العاشر فقال: "إنّه ليوم تاريخيّ سيكتنز أفئدتي ووجداني حيث تذكّرنا في جبل الشّيخ عبارات الوفاء المروءة الصّمود، تذكّرنا الثّبات في هذا الجبل الشّامخ. لقد قطعنا بصعوبات كثيرة أعاقت اجتماعنا مع بعضنا، ولكنّنا نلتقي اليوم لنوجّه رسالة إلى كلّ أنحاء العالم بأنّنا كلّنا عائلة واحدة تعيش بروح المحبّة والتّلاقي، نحن خلائق الله وعلينا أن نتحلّى بنوره وبفضيلته لأنّنا أصحاب حقّ وعدالة وإنّ كلّ ما حصل في ديارنا هو أمر مرفوض وغريب عن قيمنا وثقافتنا.

نحن في جبل الشّيخ (جبل حرمون)، هذا الجبل المقدّس الّذي وطأه القدّيسون والرّجال العظام، فنحن معكم وإلى جانبكم في جبل الشّيخ والسّويداء وجرمانا وفي كلّ المناطق والدّليل على ذلك أن بطريركيّتنا قد وقفت إلى جانبكم أثناء حادثة السّويداء وقدّمت ما بوسعها من مساعدة لتؤكّد روح الأخوّة والتّلاقي والمحبّة.

بوركت عرنة وبورك هذا الشّعب الطّيّب، واسمحوا لي أن أحيّي المطران جاورجبوس (أبو زخم) وهو ابن هذه البلدة العريقة الّتي أنبتت الغرس الصّالح أمثال المطران جاورجيوس، كما أحيّي كلّ الشّهداء وكلّ من هو في ضيق أو شدّة نتيجة الظّرف الّذي تمرّ به بلادنا اليوم".

في ختام الجولة، التمس الشّعب بركة البطريرك يوحنّا العاشر الأبويّة، وبارك دارة المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم في عرنة.