سوريا
29 حزيران 2018, 13:17

البطريرك يوحنا العاشرمن دمشق: لنتخل عن الانسان العتيق ونتمسك بالانسان الجديد الذي يلبس النور والصلاح!

كيف لنا أن نتجدد ونتبدل ونتذكر الاهتداء بذكرى عيد مؤسسي الكرسي الأنطاكي؟ ما هي خارطة الطريق الروحية التي يجب اتباعها؟ كيف يقرأ البطريرك يوحنا العاشر الصورة الكنسية التي طبعت لقاءات اصحاب الغبطة البطاركة في لبنان؟ ما هي رسالته الأبوية لأبناء أبرشية جبيل والبترون وما يليهما مع اقتراب تنصيب المطران الجديد سلوان موسي؟

هذه المحاور وضعتها تيلي لوميار ونورسات على طاولة البطريرك يوحنا العاشر من الدار البطريركية- دمشق لتخرج بحصيلة من الحوارات.
قبل بادىء ذي بدء، عايد غبطته أبناء الكرسي الأنطاكي بمناسبة عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس في بلاد الوطن والانتشار  مؤكدا ان" اجتماعنا مع بعضنا البعض في هذا عيد الكرسي الانطاكي لا سيما في دير الرؤية القديس بولس الرسول البطريركي- تل كوكب هو اجتماع  يدل على ايماننا ورسالتنا، ونحن نبني بيتنا مدماكا فوق مدماك باتحادنا وتعاضدننا مع بعضنا البعض. وكلنا اعتزاز بأن القديسين الرسولين بطرس وبولس هما مؤسسا الكرسي الأنطاكي، هما اللذان قدما حياتهما شهادة وكرازة من اجل يسوع المسيح، وكم احوجنا اليوم الى ايمان بطرس وبولس".
وحول السؤال عن فكرة التخلي عن الانسان العتيق والتجدد المستمر قال غبطته:" نحن بحاجة دائما الى ان نتجدد ونتبدل ونتخلى عن الانسان العتيق الذي يجمع في داخله الحقد، الكراهية، الأنا، القتل، التكفير، وان نلبس لباس النور أي لباس الانسان الجديد المفعم بالصلاح والمحبة والعطاء وبذل الذات من اجل الٱخر والقيام بكل الاعمال الصالحة".
واضاف البطريرك في حواره عبر تيلي لوميار ونورسات ان" خارطة الطريق الجديدة هي ليست خارطة طريق شخصية بل هي خارطة طريق لبلداننا واوطاننا، هي دعوة لكل إنسان كي يلتصق بالارض ويبتعد عن الظلمة والبغض والتعدي على كرامات الناس وبخاصة في هذه الأيام، ومن هنا نؤكد اننا في مجتمعاتنا وديارنا كلنا بحاجة ان نحمل في داخلنا السلام والمحبة، ونشكر الله اننا ما زلنا مع بعضنا مسيحيين ومسلمين نشدد على التٱزر والمحبة والتعاون بين بعضنا البعض".
وفي الوقت الذي تشخص فيه الأنظار الى لبنان ولا سيما الى ابرشية جبيل والبترون وما يليهما مع اقتراب موعد تنصيب المطران الجديد سلوان موسى خلفا للمتروبوليت جورج خضر بعث البطريرك يوحنا العاشر رسالة ملؤها المحبة حيا فيها المتروبوليت جورج خضر قائلا:" ان المطران جورج خضر بات شخصية معروفة في كل العالم المسيحي وغير المسيحي بمواقفه وكلماته واعماله التي لا تعد ولا تحصى، ولا سيما الموقف الاخير الذي اتخذه عندما اراد ان يستعفي من مهامه نظرا لكبر سنه ما دفع المجمع الى اتخاذ قرار او تدبير استثنائي افضى الى تعيين المطران سلوان موسى مطران بيونس ٱيرس والارجنتين كي يكون مطرانا على ابرشية جبيل والبترون وما يليهما وان يحمل الوديعة والأمانة من المطران جورج، وبالتالي فإن حدث التنصيب هو عرس كنسي أنطاكي وجبل لبنان هو في قلب الكرسي الأنطاكي".
وعن قراءته للقاء اصحاب الغبطة البطاركة في المقر البطريركي للسريان الأرثوذكس في العطشانة وما تبع ذلك من لقاءات وجولات قال:" نجتمع دائما على المحبة ونتباحث بشكل متواصل في قضايانا وهمومنا من اجل خير ابنائنا وبلادنا واوطاننا، انها لقاءات ملؤها الاخوة وها هي صورة الكنيسة الحقيقية. كما اننا نعمل على تحضير وتهيئة اجتماع يجمع الكنائس الأرثوذكسية في العالم والكنائس الشرقية القديمة ما بين شهري تشرين الاول والثاني المقبلين".
وفي ما خص زيارة  وفد من اساقفة اميركا وهيئة مجلس الكنائس في اوروبا لملاقاة البطريرك يوحنا  رأى غبطته ان"  هذه الكنائس تتحسس لما يحدث ببلداننا وتشعر بهمومنا وشجوننا وكل الزيارات تصب في اظهار المحبة وروح التعاون والتٱزر ووضع اليد باليد والتركيز والمساعدة في العمل على اعادة إعمار الكنائس وتثبيت الوجود المسيحي من جهة، والتأكيد ان قرار شعبنا هو قرار الثبات والبقاء في هذه الديار"