لبنان
30 تشرين الثاني 2018, 14:29

البطريرك لحّام يصدر من جديد مجلّة "الوحدة في الإيمان"

أعلن بطريرك الرّوم الملكيّين السّابق غريغوريوس الثّالث لحّام في بيان عن إعادة إصدار مجلّة "الوحدة في الإيمان" قريبًا، جاء فيه بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

 

"بعد تفكير طويل وصلاة حارّة واستشارة واستلهام الرّوح القدس، قرّرت أن أشمّر عن ساعد الجدّ وأعيد إصدار مجلّة الوحدة في الإيمان الّتي أسّستها عام 1962! وبعد وقفة تأمّليّة، كتبت هذه السّطور مجيبًا على سؤال داخليّ أعرضه على نفسي ويوجّهه إليّ من اطّلع أو سيطّلع على هذه الورقة، الّتي تشرح أسباب إعادة إصدار هذه المجلّة. وهذا ما كتبته منذ أيّام، وبالتّحديد يوم 21 تشرين الثّاني 2018 عيد دخول السّيّدة مريم العذراء إلى الهيكل. ينتهي نشيد العيد بهذه التّحيّة لمريم العذراء: السّلام عليك يا كمال تدبير الخالق!
التّدبير هو التّعبير عن مشيئة الله علينا جميعًا! وباللّغة اليونانيّة إيكونوميا. رأيت واكتشفت في هذه العبارة إرادة المخلّص بإعادة إصدار هذه المجلّة الّتي كانت حلم شبابي كطالب جامعيّ في روما (1956-1961) وبعد عودتي من روما. أقدّم على هذا العمل الشّاقّ وأنا في عمر 85 وبعد استقالتي من خدمتي البطريركيّة، لهذه الاعتبارات الرّوحيّة الكنسيّة والوحدويّة:
- لأنّ الوحدة هي موضوع صلاة يسوع الأكثر حرارة، الّتي صلّاها مساء يوم آلامه وصلبه: يا أبتاه أن يكونوا واحدًا!
- لأنّ الوحدة هي غاية تجسّد السّيّد المسيح وحياته. وكتب عنه الإنجيليّ: أتى ليجمع أبناء الله المتفرّقين إلى واحد (يوحنّا 11: 52).
- لأنّ الوحدة هي التّعبير عن سرّ الثّالوث الأقدس، وهو سرّ الله وحياته الإلهيّة.
- لأنّ الوحدة الإلهيّة هذه، هي نموذج الوحدة الكونيّة الإلهيّة والبشريّة.
- لأنّ الوحدة هي حلم أجيال الكنيسة الطّالعة. هي حلم ومطلب المؤمنين من رعاتهم شرقًا وغربًا.
لأجل هذه الاعتبارات أقدم على إعادة إصدار هذه المجلّة، لأنّ الوحدة هي حلمنا وموضوع آمالنا وصلواتنا وأمانينا ومساعينا جميعًا، وإنّني أدعو الجميع إلى المشاركة في هذه المجلّة الوحدويّة والشّرقيّة، بحيث تصبح هذه المجلّة (كما كانت في سنوات ظهورها قبل 56 عامًا) مجلّة الجميع وللجميع. وقد ساهم في تدبيج مقالاتها بطاركة ومطارنة وكهنة وعلماء وأعلام مسكونيّة ووحدويّة وشرقيّة. لا بل سأعمل لكي تكون هذه المجلّة بعد إنحجابها عام (1980) بسبب أحداث الحرب اللّبنانيّة ومآسيها، تصبح مجلّة الوحدة المسيحيّة الشّرقيّة المشتركة".
وقال: "يسرّني أن أعرض أمامكم في هذه الرّسالة أهمّ المواضيع وأبواب المقالات الّتي ستعالجها هذه المجلّة:
-  إفتتاحيّة توجيهيّة هادفة.
- أخبار مسيرة الحركة المسكونيّة في الشّرق العربيّ، في الفاتيكان في المجلس المختصّ بالحركة المسكونيّة.
- أخبار مسكونيّة في العالم.
- مقالات روحيّة... نسكيّة... رهبانيّة.
- مقالات حول المعاهد الإكليريكيّة لتنشئة الكهنة والرّهبان والرّاهبات... لدى كلّ الطّوائف.
-  مقالات حول تاريخ الكنائس الشّرقيّة، لاسيّما في وضعها الرّاهن.
- مقالات حول حركة التّجديد في قطاع الطّقوس والصّلوات منذ الخمسينات وحتّى اليوم.
- الحياة النّسكيّة في الشّرق، في التّاريخ ولاسيّما في العصر الحديث.
-  مقالات وأخبار حول التّعاون المسكونيّ بين الكنائس في الشّرق: في العمل الرّاعويّ، الاجتماعيّ، الشّبابيّ واللّيتورجيّ، بحيث نستعرض هذه القطّاعات في التّاريخ، اليوم، وفي الواقع والمرتجى.
-  مقالات ونصوص حول آباء الكنيسة، لاسيّما حول الوحدة المسيحيّة والرّوحانيّة المسيحيّة.
- أقوال ونصوص من رعاة الكنيسة حول الوحدة المسيحيّة: بطاركة، مطارنة... وذلك منذ 40 إلى 50 سنة.
- مقالات حول الفكر الكنسيّ: كنسيّات بين الشّرق والغرب... وحول موقف كلّ كنيسة من الوحدة المسيحيّة.
- مقابلات حول هذه الموضوعات وسواها وآراء رعاة الكنيسة، حول الأحداث الهامّة في كلّ كنيسة أو طائفة.
- مقابلات حول المواضيع نفسها مع كهنةـ رهبان- راهبات- علمانيين- رجال ونساء... شباب... عائلات.
- وسيكون مجال خاصّ حول الحوار والوحدة والتّواصل بين المسيحيّة والإسلام واليهود في المنطقة. لأنّ صلاة يسوع لأجل الوحدة هي صلاة شاملة لا تعرف حدود الطّائفة والدّين والمعتقد".
وختم: "هذا هو تصوّري حول إعادة إصدار مجلّة الوحدة في الإيمان. تصلكم هذه الرّسالة أيّها الأحبّاء، ورغبتي أن تعطوني رأيكم بشأن هذه الأفكار، وأكون شاكرًا لكلّ فكرة أو اقتراح لأجل إطلاق المجلّة من جديد. وأنا مستعدّ لاستقبال المقالات إذا توفّرت، حول المواضيع المطروحة، وبالطّبع ستعرض على لجنة إدارة المجلة. وعلى المخلّص اتّكالنا. ومن خلال هذه المجلة سنحاول أن نستجيب لصلاته لأجل وحدة جميع المسيحيّين، لكي يقدّموا شهادة صادقة لرسالته الإلهيّة. ونصلّي مع الكنيسة، لأجل سلام العالم أجمع وثبات كنائس الله المقدّسة واتّحاد الجميع (مطلع ليترجيا فم الذّهب).
مع شكري ومحبّتي وطلب الدّعاء".