أوروبا
07 آذار 2016, 08:03

البطريرك ساكو يكرس كنيسة مار يوحنا الرسول في باريس

كرسَ غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو ظهر يوم الاحد 6 اذار 2016 الكنيسة الكلدانية الجديدة في باريس "كنيسة مار يوحنا الرسول"، في احتفال مهيب اشبه بكرنفال.

وقد شارك بالاحتفال مع غبطته السادة الاساقفة الكلدان الاجلاء مار شليمون وردوني ومار رمزي كرمو ومار يوسف توما ومار باسيليوس يلدو والاب صبري انار منسق كهنة فرنسا والعديد من كهنة الكلدان في اوروبا واكد غبطته ان هذا الحضور للأساقفة مع غبطة البطريرك تعبير على تقدير الكنيسة الكلدانية لأبنائها في فرنسا وافتخارها بما انجزوه.
 
وحضر حفل التكريس شخصيات دينية ورسمية في مقدمتهم نيافة الكردينال اندريه فان تروا رئيس اساقفة باريس وعدد من السادة الاساقفة اللاتين والشرقيين، ومونسنيور داؤد بفرو من كندا ومونسنيور فيليب نجم من مصر، بالاضافة الى عدد كبير من الاباء الكهنة وايضاً راهبات قلب يسوع الاقدس والشمامسة.
 
كم حضر الاحتفال معالي وزير الداخلية الفرنسي السيد كازنيف ووكيل وزارة الخارجية وسفير جمهورية العراق وتركيا ومحافظ مدينة سارسيل وبونفيل، بالإضافة الى شخصيات رسمية اخرى وجمع غفير من المؤمنين داخل الكنيسة وخارجها يقدر باكثر من الفي شخص، مع حضور فعال لوسائل الاعلام الفرنسية وقناة المخلص الفضائية الكلدانية.
 
بعد القداس اقيم احتفال وعشاء بسيط في قاعة الكنيسة الجديدة وكانت المفاجأة بالقاعة قطعة كيك كبيرة بمناسبة الذكرى الثالثة لتنصيب مار ساكو بطريركاً للكنيسة الكلدانية التي تزامنت مع تكريس الكنيسة.
 
 
وفيما يلي الترجمة العربية لكلمة غبطة البطريرك التي القاها باللغة الفرنسية:
 
ايتها الاخوات، أيها الاخوة،
نيافة الكردينال اندريه فانتروا، شكرا على احتضانكم هؤلاء اللاجئين الكلدان ومساعدتهم على الاندماج في مجتمعكم وكنيستكم. هم اولادي لكنه اليوم هم أولادكم أكثر بسبب الاقرب.
 
معالي الوزير، شكرا على كلماتك المؤثرة والمشجعة وعلى الدعم الكبير. نحن نعول كلنا في الشرق على دور فرنسا في البحث عن سبل سلمية ودبلوماسية كفيلة لتحقيق سلام دائم في العراق والمنطقة ليتمكن مواطنيها من العيش بأمان وحرية وكرامة.
 
 شكرا لكم ايها المؤمنين على هذا الانجاز الجميل، شكرا على سخائكم ومحبتكم وتعلقكم بكنيستكم. شكرا على الرجاء الذي يملأ قلبكم. كنتم في قرى بسيطة واليوم في مدينة كبيرة وقد تمكنتم من تطوير حياتكم وتكييفها على الوضع الجديد والاندماج فيه. هذا حقا مدهش! شكرا لكهنتكم الذين يخدمونكم بسخاء الإباء: صبري ونرساي وميخائيل وعزيز وفادي. الرب يباركهم. كذلك اذكر الكهنة الذين سبقوهم وسبقونا الى السماء الخوري دومنيك دهان والخوري فرنسيس اليشوران والأب بطرس يوسف، هم في السماء فرحون بهذه الكنيسة الجديدة الذي فيها يعبد الله بالروح والحق.
شكرا لكل من ساهم في انشاء هذه الكنيسة (الاسقفية المسؤولة عن الشرقيين) شكرا لدولة فرنسا حكومة وكنيسة على احتضانهما اياكم على ارضها وتقديمها لكم كل وسائل العيش الكريم.
 
هذه الكنيسة الكلدانية الجديدة في سارسيل هي علامة على الاندماج والتثاقف وهي الثانية في فرنسا. تمكن هؤلاء الكلدان القادمون من جنوب تركيا من الحفاظ على لغتهم وطقوسهم وتقاليدهم وتكييفها مع البيئة الجديدة بانفتاح بالرغم من معاناتهم في المناطقة الجبلية التي كانوا يعيشون فيها. هذا الجهد والمثابرة والاخلاص للأيمان ادى الى النجاح الذي نشاهده اليوم. بينهم كهنة وراهبات وشمامسة ولدوا وتدربوا في فرنسا. هذا يظهر حيويتهم وهم أمل للكنيسة الكلدانية التي تعاني الاضطهاد في اماكن عديدة.
 
هذه الكنيسة المبنية حديثا تعبير قوي عن وحدتكم وشركتكم مع كنيستكم الام، الكنيسة الكلدانية.
الكنيسة الحقيقية هي أنتم، أنتم بروحيتكم ومحبتكم وحضوركم أنتم حجارة حية كريمة. هذ هو اهم من البناء الحجري. كم كنيسة توجد اليوم تحولت الى امكان عامة او بيعت بسبب غياب المؤمنين. هذا امر محزن. اثبتوا على ايمانكم، وتمسكوا بقيمكم المسيحية واخلاقكم ورجائكم، عيشوا كمسيحيين ملتزمين وكأعضاء فاعلين في مجتمعاتكم. كونوا علامة حية للمسيح في وسطكم العلماني. كونوا له علامة لفرح الانجيل والاخوة البشرية والتضامن والانفتاح حتى يعود الى جّذوره المسيحية… لا تتركوا أحدا ولا ظروفا ولا المجتمع الجديد الذي أنتم فيه يزيل قيمكم. تمسكوا بهويتكم. وانتهبوا من خطر وسائل الاتصال الاجتماعي.
 
دور العائلة: العائلة عندنا مقدسة، العائلة المسيحية الشرقية كانت عمومًا عائلة أبوية متماسكة ومحبة ومضحية وملتزمة. وكانت تعد في المجتمع المتعدد الذي كنا نعيش فيه انموذج "نور ورجاء". كنيسة بيتية ومدرسة بها نتعلم ان نحب ونغفر ونتقاسم الحلو والمر بقناعة ودفء ونكبر وننضج. انها مكان لاهوتي حقًا. حافظوا على وحدة العائلة وقدسيتها. ولا تتركوها تتأثر بالمتغيرات التي أضحت بمثابة تحديات مقلقة كالفردانيّة وثقافة المتعة والمادية، أي أعطني فأعطيك والابتعاد عن الدين.
هذا يتناقض مع شفيع كنيستكم مار يوحنا المعمدان الذي قال له ينبغي ان ينمو ولي ان أنقص.
 
دور الشباب: الشباب طاقة حيوية هم مستقبل الكنيسة والمجتمع عليهم تقع مسؤولية الاعمال الإنسانية والخيرية وتوحيد القلوب والتضامن. عليهم ان ينضجوا ويكبروا ويتحملوا مسؤولياتهم بكل جوانبها. الحرية ليست مقياس الحقيقة الوحيد، فالمقياس الأول هو حبنا وايماننا وعطاؤنا وخدمتنا. لا بان كل واحد هو أيقونة الله. والعائلة هي بمثابة ايقونة.
 
 في هذا القداس لنصلِّ من اجلكم ومن اجل كهنتكم. نحن فخورون بهم وبكم. صلوا من اجلنا ومن اجل عودة السلام والاستقرار عاجلا الى العراق وسوريا والمنطقة. لنا امل بان العنف سينتهي والسلام سيعود… بركة الرب تشملكم.

 

المصدر : بطريركية بابل للكلدان