البطريرك ساكو يطالب بمجلس لكنائس العراق
"على ضوء زيارات قام بها بعض الإخوة أعضاء مجلسكم الموقّر، رأيت أن أكتب إليكم هذه الرّسالة الأخويّة.
ينتظر مسيحيّونا في هذه المرحلة الصّعبة والهامّة عملاً مسيحيًّا موحّدًا، ومناسبًا للظّروف الّتي يمرّون بها، مدركين أنّه لا توجد جهة تقف إلى جانبهم وتساعدهم وتحميهم غير الكنيسة، ممثّلة بنا جميعًا. وقد أكّد لنا العديد من المؤمنين أنّه لا يمكن لأحد أن ينكر ما قامت به الكنيسة الكلدانيّة خلال نكبة مسيحيّي العراق، في استقبالها للمهجّرين في بلداتها وقراها وكنائسها وإعانتهم من دون استثناء، إضافة إلى مساعدتها للمئات من طلّاب الجامعات بلا تمييز، وتحرّكاتها محلّيًّا وعالميًّا لحمل صوتهم ودعمهم والحفاظ على حقوقهم.
من باب الوقفة التّاريخيّة، والمحبّة، وانتظارات شعبنا المسيحيّ في العراق، رأيت وبروح المسؤوليّة، إنّ واجبي الضّميريّ يحتّم عليّ تسليط الضّوء على جملة مؤشّرات:
بما أنّ المجلس لم يقدّم شيئًا ملموسًا طوال السّنوات الماضية، فمن الضّروريّ أن نتجاوز سلبيّات المرحلة السّابقة، انطلاقًا من إيماننا ومحبّتنا لمسيحيّينا وبلدنا. ومن ثمّ الاستجابة الوجدانيّة من كلّ واحد منّا، تجاه الحاجة الملحّة إلى تنظيم لقاء عامّ، من أجل إعادة النّظر و"بموضوعيّة" في شكل المجلس الحاليّ وفق معايير جديدة، ورؤى معمّقة بنحو مصيريّ مشترك للحاضر والمستقبل.
وعليه أقترح ما يلي:
1- تسمية المجلس بـ"مجلس كنائس العراق" على غرار مجلس كنائس الشّرق الأوسط ومجلس الكنائس العالميّ، مع الاحتفاظ بتسمية الطّوائف لغرض المراجعات الرّسميّة مع الدّولة.
2- إعادة النّظر في هيكليّة المجلس ونظامه الدّاخليّ، والاستفادة من المجالس العالميّة والشّرق أوسطيّة ذات الصّلة، مع اختيار ديمقراطيّ لرئيس المجلس ونائبه والأمين العامّ والمحاسب، كذلك إعطاؤه كيانًا معنويًّا مستقلّاً بإيجاد مقرّ رسميّ له.
3- من شروط العضويّة، أن يتّفق الجميع بالتّعهّد المسؤول على أنّ المجلس:
- لا يتدخّل في خصوصيّات الكنائس ولا فعاليّاتها وعلاقاتها وانتمائها القوميّ، وحرّيّتها في مراجعة أيّ مسؤول والاشتراك في أيّ مؤتمر.
- مهمّة المجلس هي التّعبير عن مواقف مشتركة إنسانيّة واجتماعيّة وسياسيّة تتناسب مع كلّ مرحلة.
- المطالبة المستمرّة بالتّعاون مع ممثّلينا في مجلس النّوّاب بإنصاف المسيحيّين، ورفع الحيف عنهم، وضمان كامل حقوقهم.
- السّعي لتنظيم النّشاطات المشتركة: كأسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين أو الصّلاة من أجل السّلام.
- تفعيل الحوار الشّجاع والهادف مع المرجعيّات المسلمة والدّيانات الأخرى حول مبادئ العيش المتكافئ المشترك، واحترام الاختلافات تعميق وترسيخ المشتركات".
وختم البطريرك ساكو رسالته قبل التّوقيع، معبّرًا عن أمله الكبير بعدم تفويت هذه الفرصة.