البطريرك ساكو يتسلّم رسالة من وزير خارجيّة فرنسا، والمضمون؟
"لدى احتفاله بعيد العنصرة، أعلن قداسة البابا فرنسيس عن تعيينكم كردينالاً. لذا أودّ أن أبعث إليكم التّهاني الحارّة لهذا الامتياز الّذي يغمر بالفرح العدد الكبير من أصدقائكم الّذين في فرنسا.
إنّ الأب الأقدس بإدخالكم إلى مصاف الكرادلة، إنّما يحيّي العمل الدّؤوب الّذي تقومون به في خدمة الجماعة الكلدانيّة في العراق وفي العالم، وخصوصًا في فرنسا، ولكن أيضًا في خدمة الشّعب العراقيّ بأجمله، وذلك بصرف النّظر عن الانتماءات المذهبيّة. إنّني أتمنّى أن تحظى النّداءات الّتي لا تنفكّون عن إطلاقها من أجل مواطنة متساوية لجميع العراقيّين، فتحقّق معالجة جدّيّة غير مبنيّة على المذهبيّة أو السّياسة، ولكن من أجل احترام حقوق الإنسان واستبعاد العنف وحوار الأديان، فتستلهم كلّها من هذه التّرقية الّتي كرّمتم بها، قوّة جديدة لكي يصل صوتكم إلى الجميع.
أنتم لمدركون أنّ فرنسا متمسّكة بأمانتها إزاء الواجبات الّتي تعلّمتها عبر التّاريخ تجاه مسيحيّي الشّرق. وقد تطوّعت بعزم من أجل حماية ضحايا العنف الإثنيّ والدّينيّ في الشّرق الأوسط، وخصوصًا بتنظيمها مؤتمر باريس في أيلول 2015 والّذي شرّفتمونا فيه بمشاركتكم. كونوا واثقين أنّ فرنسا ستبقى مستمرّة وأمينة لقيمها من أجل تعزيز مسألة السّلام والعدالة في الشّرق الأوسط، كما فعلت ذلك بإعلانها النّيّة على عقد مؤتمر آخر في باريس في عام 2019 المقبل.
إنّ علاقاتكم بفرنسا لقديمة ومكثّفة. إنّكم تتقنون لغتنا، وتعرفون ثقافتنا وتقاسمونا قيمنا. لذلك أودّ أن أقول مرّة ثانية بأنّ غبطتكم الموقّرة تحلّون عندنا دائمًا في بيتكم في فرنسا.
وإذ أجدّد تهاني لكم مرّة أخرى، أرجو من غبطتكم الموقّرة قبول تأكيدات اعتزازي".