العراق
30 تشرين الثاني 2018, 07:43

البطريرك ساكو من بغداد: في زمن الميلاد علينا أن نتعلم الدروس من الماضي والعراق يشهد على خارطة شفاء جديدة وداعش لن يعود مجددا

جملة قضايا وموضوعات وضعتها قناة تيلي لوميار ونورسات على طاولة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان من البطريركية الكلدانية في بغداد خلال مواكبتها أعمال مؤتمر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك السادس والعشرين.

في طليعة هذه التساؤلات هي مسألة العودة حيث أكد غبطته "ان العودة هي قناعة عند الشعب ومن يريد أن يعود إلى أرضه فالأمور والتسهيلات متاحة أمامه والكنيسة تعمل على إعادة ترميم البيوت وتأمين كل ما يلزم، فالعراق بات يشهد على خارطة طريق جديدة من الشفاء رغم التحديات التي تتمثل بتأمين مقومات العيش الكريم، لكن كلنا ثقة بأن العهد الجديد للدولة العراقية سيعمل على إعداد خطة استراتيجية وخلق بيئة جديدة تعزز مبدأ المواطنة والمساواة وهذا ما نادى به بطاركة الشرق الكاثوليك أيضا خلال لقائهم برئيسي الجمهورية والوزراء في العراق عقب عقد مؤتمرهم لأول مرة في العراق بعد 25 عاما".
وحول السؤال عن إمكانية العودة في ظل عدم وجود ضمانات قال غبطته:" نحن نعلم إن ما حصل في قرانا وبلداتنا هو مأساة لكن هذه المأساة أعطتنا خبرة في الصمود والصبر، علمتنا كيف نتعاضد مع بعضنا عائلة واحدة في الهم والمصير، لكن وبالرغم من كل تلك القساوة التي ألمت بشعبنا في العراق نستطيع ان نقول أن الخوف من  عودة داعش الى قرانا باتت عودة مستبعدة لان دخول هذا التنظيم وخروجه هو" مسيس" من قبل بعض الدول وبالتالي اليوم لا مخاوف من عودته والوضع الأمني هو مستقر والعائلات بدأت بالعودة، واذا ما بحثنا عن مقومات العيش وتأمين فرص عمل وغير ذلك كلها امور ستتأمن لكن الأهم في ذلك هو أن لا نخسر أرضنا وننصهر في قيم وعالم غير قيمنا ونعيش الذوبان وننسى تراثنا وأرضنا الذي لا يعوض لا بالمال ولا بالجواهر وهذا ما يحتاج الى وعي كبير من قبل العائلات التي تهجرت وعليها أن تفكر بجدية بعودتها الى أرضها وقراها وهذا هو حال كل بلدان الشرق ليس فقط العراق".
واوضح البطريرك ساكو" أنه في ظل ما يحكى من أن اعداد المسيحيين في العراق او في الشرق بات اعدادا قليلة  بسبب نزيف الهجرة،  نستطيع ان نؤكد أن حضورنا لا  يقاس بالاعداد إنما بمدى تأثيرنا في المجتمع حيث نعيش، ومن هنا نوجه رسالة للعالم برمته أنه حتى لو بقي مسيحي واحد في هذا الشرق فإن حضورنا سيبقى قويا" ووجه المسيح لن ينطفىء من الشرق."
ورأى غبطته "أنه من الضروري أن نتعلم الدروس من الماضي ونقرأها بإمعان ونأخذ العبر، وان نعود لنعيش سوية مع أخوتنا تحت سقف العيش المشترك فما يجمعنا هو اكبر مما يفرقنا لا سيما ان العراق بات يشهد على خارطة من عيش المصالحة والنظرة للآخر بنظرة محبة ولم نعد نرى تلك الخطابات الدينية العالية الصوت إنما زالت وهذا أمر مهم يبعث الطمأنينة  في النفوس ويشجع على العيش معا".
مقابل ذلك، نوه غبطته بالدور الذي قام به المجتمع المدني في العراق والدور التي أدته السيدات العراقيات المسيحيات ما أعطى ثمارا" في إعلاء الصوت وصون العائلات والمحافظة على الأخلاق والقيم، لذا لم نعد نسمح لأي كائن من كان أن" يعيرنا بأقلية او بحسابات الأرقام"، فنحن اصلاء واصحاب أرض وحق، وفي نهاية النفق هناك نور وحياة ولا يأس وبالتالي على الانسان المسيحي أن يفكر بجدية بالعودة عوضا"  من الابتعاد كي يلعب دورا" اساسيا" في بناء الوطن لأن الوطن يريدنا والتاريخ ينتظر منا بصمات تاريخية فعلينا ان نعود ليكون لنا الدور الفاعل والمؤثر."
ولأن ميلاد العراق هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة قال غبطته:" إن الميلاد في العراق له طعم جديد ويشهد على ولادة جديدة مع بدء العودة الى ارض الآباء والأجداد، ونأمل في هذا الزمن المجيد أن يزول الحقد والكراهية والفساد وان ننعم بالسلام وراحة البال كي يتحقق الميلاد الحقيقي".
والى قناة تيلي لوميار ونورسات توجه بالقول:" ان تيلي لوميار باتت ظاهرة حداثوية لتعزيز الرسالة المسيحية لمسيحيي الشرق الأوسط، وباتت صوت كل موجوع وفقير ومهمش لدرجة جذبت القناة العديد من المسلمين كي يتعرفوا على القيم المسيحية من خلال برامجها وهذا ما جعل منها منارة لإرساء قواعد المحبة والسلام بين مختلف الشعوب والديانات.
وتوجه بشكر خاص الى الاعلامية ليا عادل معماري في قناة نورسات لجهودها وعطاءاتها  وتفانيها من أجل مسيحيي الشرق ولا سيما مسيحيي العراق متمنيا لها النجاح والمثابرة بهذا الخط الاعلامي الرسالي الذي عجز عن تطبيقه الاعلام الآخر، مؤكدا لها ان العراق هو بلدها الثاني وابواب الكنيسة مشرعة أمامها في كل الأمكنة والأزمنة. سائلا" الرب أن يزرع سلامه في ربوع العراق وسائر المنطقة".