البطريرك ساكو: على العراقيّين اليوم أن يتضامنوا مع بعضهم
وقال نقلاً عن "البطريركيّة الكلدانيّة: "ما حصل للأقلّيّات الدّينيّة والعرقيّة جريمة ضدّ الإنسانيّة.. وما عاناه الإيزيديّون مخجل ومحزن. إنّها كارثة تعود إلى عقليّة عصر الجاهليّة من غزو لمناطقهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم وبناتهم. من المؤسف أنّ مستوى معاناتهم بعد مرور أربع سنوات عليها لا يزال عاليًا. لذا على العراقيّين اليوم أن يتضامنوا مع بعضهم للقضاء على الفكر الدّاعشيّ والفكر الإقصائيّ.. وأن نلتقي كإخوة وأخوات في العراق، في فسحات تسنح لنا أن نفكّر معًا ونعمل معًا لتنتهي آلامنا، ونعود إلى الحياة الحرّة الكريمة. الكلّ يتحمّل المسؤوليّة: رجال الدّين والسّياسيّون وعموم النّاس، في مواجهة التّحدّيات: البطالة، الفقر، الظّلم، الفساد، التّطرّف الدّينيّ، والسّعي لتعزيز حقوق الإنسان ورفض مظالم النّاس: عبر مبادرات شخصيّة وجماعيّة ومؤسّساتيّة. من أجل شعبنا الفقير والمتألّم، المهجرّ والمهاجر والخائف من المستقبل، والّذي ملّ من الخطابات لذا علينا أن نحوّلها إلى خطط ومشاريع تنفّذ. وهنا أذكر كم عانينا نحن المسيحيّين. مليون مهاجر، 100 كنيسة ودير استهدف وأحرق وفجّر ونحو ما يقارب 23 ألف عقار استولت عليها مافيات وتغيير ديمغرافيّة بلداتنا!
نحن نعيش في عصر يختلف عن العصور الماضية، عصر طرأت عليه تغييرات ثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة مؤثّرة كالحرّيّة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والدّيمقراطيّة والعلمنة والعدالة والمساواة وظهور جماعات متطرّفة إرهابيّة كالقاعدة وداعش. علينا أن نفهمها بشكل صحيح ونتعامل معها بما يلائم حياة النّاس ويحقّق لهم التّقدّم والرّفاهيّة والسّعادة من دون أن يمسّ العقيدة والقيم الأخلاقيّة…
وبناء عليه أقترح:
1- مكافحة الاستعمال السّلبيّ للدّين، أيّ استعماله لتحقيق غايات شخصيّة وسياسيّة والحثّ على الفرقة والكراهيّة والإقصاء والعنف. وهذا يتطلّب إصلاح مناهج التّربية والتّعليم وإعداد المعلّمين والخطباء على إعطاء مساحات لاحترام الدّيانات، وبناء الثّقة، والاعتماد على المعرفة الصّحيحة لدين الآخر…
2- تجديد فهم النّصوص لتعزيز المشتركات الإنسانيّة والوطنيّة وإشاعة روح التّسامح والمودّة واحترام حقّ التّعدّديّة الدّينيّة والفكريّة..
3- الدّولة هي القاسم المشترك لتنظيم شؤون المواطنين وهذا وفق مبادئ أساسيّة عامّة: كالمواطنة والمساواة الكاملة للجميع بعيدًا عن أيّة اعتبارات …
4- الإستفادة من فشل خبرات الرّبيع العربيّ في التّحوّل إلى الدّيمقراطيّة من أجل التّوصّل إلى عقد اجتماعيّ يساهم فيه جميع مكوّنات المجتمع ليصبح خطّ عمل لبناء السّلام والاستقرار".