العراق
15 أيلول 2017, 12:39

البطريرك ساكو: "المسيحيّيون عاجزون عن المحافظة على حقوقهم ووجودهم وسط صراع بغداد وإقليم كردستان"

في عصرِ عدمِ الاكتراث للإنسان ولا لحقوقِه، وانعدامِ الأمنِ والأمان، وجوّ النزاعات والحروب، التي لا ترحمُ بشراً ولا حجراً، يأتي نداءٌ جديد للبطريرك الكلدانيّ روفائيل لويس ساكو لإستئناف "حوار الشجعان"، بين حكومتي بغداد وإقليم كوردستان العراق. ومن خلال هذا النّداء أكّد البطريرك ساكو أنّ المسيحيّين غيرُ قادرين على المحافظة على حقوقهم ووجودهم في المركز والإقليم، مشيراً بكلامه إلى أنّ معظمَ الأحزابِ والفصائلِ المسيحيّةِ المسلّحةِ هي للاسترزاق وبعيدةً عن همومِ المسيحييّن وقضاياهم، لذا إن حصلت مواجهةٌ عسكرية، فسوف يهاجر من تبقى من المسيحيين، ولن يبقى لنا وجودٌ يذكر في العراق والإقليم.

 

وبهذا النّداء كشف البطريرك ساكو أنّ السّياسةَ المهيمنةَ بعد سقوط النّظام، كانت ولا تزال عبارةً عن تكتيكِ براغماتي للحصول على المصالح والحفاظ على المناصب، وقد وصل الوضع الآن بسبب إعلان إقليم كوردستان عن رغبته بالاستفتاء وحقِ تقريرِ المصير، إلى صراعِ وجود غيرِ واضحِ المعالم. وحثّ البطريرك ساكو لإحياءِ مفاوضات المصالحة وتعزيز السلم الأهلي، بالإضافةِ إلى تغليب صوتِ الاعتدال.

ولفت إلى أنّ المواجهةَ العسكريّةَ وأجواء التوتّر المرتفعة تُثير المخاوف، في وقتٍ يدقُّ البعضُ طبولَ الحرب، دون ترقّب نتائجِها الكارثيةِ على الجميع، حاسماً أنّ ذلك سيؤثّر أوّلاً وأخيراً على الأقليّات والتي وبحسب تعبيره ستكون هي الخاسرُ الأكبر، كما حصل خلال احتلال تنظيم داعش الإرهابي لسهل نينوى، حيث تمّ استهدافُها بالقتل والتّشريد والتّغيير الديمغرافي والهجرة.