الفاتيكان
14 شباط 2018, 12:15

البطريرك العبسيّ: الشّركة الكنسيّة لا تظهر بالاعتراف بالإيمان الواحد فقط بل أيضًا بالتّعاضد

إلتقى البابا فرنسيس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الكاثوليك يوسف العبسيّ، بحضور مطارنة السّينودس الّذي كان انعقد بداية الشّهر الجاري في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة، حيث كان الهدف من الزّيارة قدّاس الشّراكة الكنسيّة.

 

في اللّقاء الّذي سبق القدّاس، ألقى البابا كلمة رحّب فيها بالبطريرك والسّادة المطارنة، ودعا المطارنة إلى البحث عن أفضل السّبل لمساعدة المؤمنين وأبناء الكنيسة وليكونوا أفضل رعاة وشهود حقّ لا يسعون إلى الجاه، رعاة فقراء غير متعلّقين بالمال والجاه، بل بوجه الله والانحناء أمام المؤمنين وقيادتهم إلى حيث المسيح وعدم الاكتفاء بما في الأرض، خصوصًا في هذه المرحلة حيث يتعرّض المسيحيّون لشتّى أنواع القهر والتّهجير لاسيّما في سوريا الّتي يذكرها البابا دائمًا بصلواته كما يذكر جميع أبناء الكنيسة ممّن اضطرّتهم الظّروف إلى الهجرة بحثًا عن العيش الكريم.

ومنح البابا البركة الرّسوليّة للعبسيّ وصحبه طالبًا منهم الإكثار من الصّلاة من أجل السّلام وألّا ينسوا أن يذكروه في صلواتهم ليلهمه الله خير الكنيسة وأبنائها.

من جهته، ألقى العبسيّ كلمة باسم كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك عبّر فيها للحبر الرّومانيّ البابا فرنسيس كيف أن الشّركة مع كنيسة روما دفعت كنيستنا للعمل من أجل وحدة الكنائس الّذي هو همّ كنيستنا الرّئيسيّ وخصوصًا في أرض الشّرق حيث عاش السّيّد المسيح وحيث يدعونا اليوم في هذا الزّمن الصّعب لنكون شهودًا على قيامته. لهذا تفرح كنيستنا لمساعي البابا  في تعزيز العلاقات الأخويّة بين المسيحيّين.

وأكّد العبسيّ أن الشّركة الكنسيّة لا تظهر فقط بالاعتراف بالإيمان الواحد بل أيضًا بالتّعاضد. فعبّر للبابا عن الامتنان لكنيسة روما لوقوفها إلى جانب كنيستنا خلال كلّ الحروب الّتي مرّت بها بلادنا ولا زالت تمرّ خصوصًا في سورية حيث الكرسيّ البطريركيّ وحيث يعاني الملايين بسبب الحرب.

كما لفت البطريرك العبسيّ إلى أنّه على رغم كلّ هذا الألم والتّهديد كنسيتنا وأبناؤنا لا زالوا متمسّكين بأرضهم لبيقوا فيها شهودًا للإنجيل.

هذا واحتفل البابا فرنسيس في اليوم التّالي للّقاء بالقدّاس الإلهي الّذي يعتبر قداس الشّركة الرّسوليّة بين كنيسة روما وكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك.

في عظته، قال البابا إنّ البطريرك يوسف العبسي أتى ليحتفل بقدّاس الشّركة. هو أب لكنيسة عريقة وقد أتى ليعانق بطرس ويعبّر عن شركته معه. وقال عن كنيسة الرّوم الكاثوليك إنّها كنيسة غنيّة لها لاهوتها ضمن لاهوت الكنيسة الكاثوليكيّة ولها ليترجيّة رائعة ولها شعبها الخاصّ الّذي يعاني على الصّليب كما عانى يسوع. وقدّم الذّبيحة الإلهيّة على نيّة المتألّمين والمسيحيّين المضطهدين في الشّرق الأوسط، وقدّمه على نيّة الخدمة البطريركيّة للبطريرك العبسيّ.

وفي نهاية القدّاس، توجّه البطريرك بالشّكر باسمه وباسم سينودس كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك للبابا، لصلاته من أجل مسيحيّي الشّرق ومن أجل الجهود الّتي يبذلها في دعم قضيّتهم. كمّا عبّر العبسيّ عن تأثّره بالمحبّة الأخويّة الّتي أبداها الأب الأقدس خلال اللّيتورجيا الإلهيّة وعن جمال الشّركة الّتي تجمع كلّ تلاميذ المسيح.

ويعود البطريرك العبسيّ والوفد المرافق عند الرّابعة والنّصف من عصر يوم الخميس حيث سيعقد مؤتمرًا صحافيًّا في صالون الشّرف في مطار رفيق الحريري في بيروت.