أميركا
27 أيلول 2018, 07:47

البطريرك الرّاعي من كندا: نحمل تقاليدنا الغنيّة لنغني بها المجتمع الّذي استقبلنا

أقام قنصل لبنان في مونتريال- كندا، أنطوان عيد حفل استقبال على شرف البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي والوفد المرافق في دار السّفارة، شارك فيه راعي أبرشيّة كندا المارونيّة المطران بول مروان تابت ونائبه المونسينيور بيار القزّي، ومطارنة الاغتراب، ومطران السّريان الكاثوليك مار بولس أنطوان ناصيف ممثّلاً بالأب إيلي يشوع، الشّيخ سعيد فوّاز ممثّلاً دار الإفتاء في كندا، الشّيخ عادل حاطوم ممثّلاً مشيخة عقل طائفة الموحّدين الدّروز، السّيّد نبيل عبّاس ممثّلاً المجلس الإسلاميّ- الشّيعيّ الأعلى، الشّيخ علي سبيتي ممثّلاً المجمع الإسلاميّ، الرّئيس العامّ للرّهبانيّة اللّبنانيّة المريميّة الأباتي مارون الشّدياق، الرّئيس العامّ للرّهبانيّة اللّبنانيّة الأنطونيّة الأباتي مارون أبو جودة، المدبّر العامّ في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة طوني فخري ممثّلاً الرّئيس العامّ للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الجامعة اللّبنانيّة في كندا المهندس رولان الدّيك، منسق حزب الكتائب في مونتريال ڤنسان الشّدياق، ومنسّق حزب الوطنيّين الأحرار جوزف خيرالله، وعدد من أبناء الجالية اللّبنانيّة في كندا وفاعليّاتها وعدد من الكهنة والآباء وأركان القنصليّة.

 

بداية ألقى عيد كلمة رحّب فيها بالبطريرك الرّاعي والوفد المرافق "في قنصليّة لبنان العامّة في مونتريال وفي مقاطعة كيبيك، المدينة الّتي احتضنت الآلاف والآلاف من اللّبنانيّين الّذين أتوا بحثًا عن فرصة عمل أو توقًا لمستقبل أفضل لأولادهم أو حبًّا بالمغامرة أو رغبة بالعيش بأمان وسلام وطمأنينة."

وقال بحسب "تيلي لوميار/ نورسات": "قد تختلف أسباب هجرتهم ولكن من المؤكّد أنّهم يحملون لبنان في وجدانهم ويعشقون وطنهم الأمّ ويفتخرون بوطنيّتهم وانتمائهم إلى وطن الأرز ويشمخون عاليًا بنجاحاتهم وإبداعاتهم وتفوّقهم في بلد إقامتهم، لكن للأسف، إنّهم قلقون، خائبون، خائفون، مفجوعون بالأوضاع الاقتصاديّة والبيئيّة والمعيشيّة والاجتماعيّة الّتي وصلت إليها البلاد. وهم يعوّلون على حكمة غبطتكم لتصحيح المسار كونكم رأس البطريركيّة المارونيّة المشرقيّة الّتي أعطت لبنان حدوده الحاضرة، وكانت وما زالت الدّار الّتي احتضنت جميع اللّبنانيّين مسلمين ومسيحيّين، والقلعة الحصينة الّتي دفعت عن لبنان جميع التّدخّلات الخارجيّة فانكسرت على أبوابها جميع سهام الباطل. فأعطيت مجد لبنان لأنّها حمت كرامة وعزّة جميع اللّبنانيّين."

وتابع:" معًا نحو آفاق جديدة، عنوان المؤتمر الخامس لأساقفة الأبرشيّات المارونيّة خارج النّطاق البطريركيّ والرّؤساء العامّين للرّهبانيّات، يتلاقى بلا أدنى شكّ مع مؤتمر الطّاقة الاغترابيّ الثّالث لأميركا الشّماليّة والّذي انعقد في مدينة مونتريال تحت عنوان نبض الشّباب.

إنّ هذه الفئة الشّبابيّة تشكّل النّسبة الأكبر من الجالية اللّبنانيّة في مونتريال، وهي عن حقّ نبض ووهج الجالية اللّبنانيّة، لذلك نحثّ جميع اللّبنانيّين في جميع المناسبات على تسجيل وقوعات الأحوال الشّخصيّة العائدة لهم، وتسجيل أولادهم وتربيتهم على القيم والمبادئ والثّقافة اللّبنانيّة. هذه اللّبنانيّة Lebanity هي فرادتنا وتميّزنا ورابط انتمائنا مع جميع اللّبنانيّين المنتشرين في جميع أصقاع العالم."

وختم: "في النّهاية لا بدّ من توجيه كلّ الشّكر إلى مقاطعة كيبك الّتي سهّلت اندماج اللّبنانيّين وأمّنت لهم جميع وسائل العيش الرّغيد."

 

البطريرك الرّاعي ردّ بكلمة شكر فيها القنصل عيد على هذا الاستقبال، منوّهًا بما يقوم به مع معاونيه في القنصليّة، لاسيّما التّعاون مع المرجعيّات الرّوحيّة من أجل الحفاظ على الرّباط بين لبنان المنتشر في كندا ولبنان المقيم، في تسجيل قيودهم الشّخصيّة لكي تظلّ العائلة اللّبنانيّة هذه الأرزة المزروعة في لبنان والمنتشرة أغصانها في العالم بأسره، وتبقى واحدة موحّدة .

وتطرّق إلى الأوضاع في لبنان وقال: "نحن معكم نتألّم ونأسف لما وصلت إليه الأوضاع في لبنان، هذا الوطن الّذي كان مفخرة في تقدّمه ونموّه حتّى استحقّ أن يسمّى سويسرا الشّرق، أيّ الوطن الجميل والمتطوّر والسّبّاق والقويّ باقتصاده وماله والمتماسك في شعبه، بلغنا اليوم إلى مرحلة تقلق على كلّ المستويات، فالوحدة الوطنيّة مجتزأة، والاقتصاد خطر، الأوضاع الماليّة أكثر فأكثر، ولكنّنا نرفع الصّوت باستمرار، واليوم نرفعه من هنا من هذه القنصليّة اللّبنانيّة العامّة، لنطالب القيادات السّياسيّة في لبنان لأن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم، وأن يدركوا أنّ العمل السّياسيّ له مبرّر واحد وهو خدمة الخير العامّ وقيام الدّولة ومؤسّساتها، أمّا أن يصبح العمل السّياسيّ مصالح فرديّة ومذهبيّة وفئويّة وهدرًا ونهبًا وسرقة للمال العامّ، فهذا لا يرضاه أيّ لبنانيّ محبّ لهذا الوطن". 

وأضاف: "قال أحد رؤساء الحكومات اللّبنانيّة في هذه الأيّام الأخيرة إنّ لبنان ليس منهوكًا ليس منهوكًا، لبنان منهوب، فهذا لا يليق لا بلبنان ولا باللّبنانيّين ."

وأردف: "من العار علينا وعلى الطّبقة السّياسيّة، خصوصًا بعد أن تنادت الأسرة الدّوليّة وعقدت ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان وجيشه وموضوع عودة النّازحين السّوريّين فيه، وكيف أنّه في مؤتمر سيدر قرّرت الدّول أن تؤمّن للبنان بين هبات وقروض ميسّرة ومساعدات بقيمة إحدى عشر مليون نصف دولار، على أن تباشر الدّولة اللّبنانيّة بالإصلاحات في القطاعات والهيكليّات لكي ينطلق الاقتصاد ويحمى الوطن، فإذا بنا تمرّ ستّة أشهر على هذه المؤتمرات والسّياسيّون يتلهّون بمصالح الصّغيرة والرّخيصة".

وتابع: "نعم كلّهم مسؤولون ولا يستثنى أحد، الوطن يُبنى بالتّضحيات وبروح التّجرّد وبالعطاء وليس بالأخذ، فعندما نعطيه يعطينا أكثر، ونحن من هذه الدّار اللّبنانيّة الّتي منها نحيّي رئيس الجمهوريّة وكلّ المسؤولين في لبنان، نعلن إيماننا بوطننا ونحافظ على صمودنا فيه بالرّغم من كلّ المصاعب، وأنتم تدعمون أيضًا أهلكم وأقاربكم وبلداتكم، ونحن هناك نشدّ الحزام، نعضّ على الجرح، نصمد لكي يحمى هذا الوطن الّذي يستحقّ منّا كلّ عطاء وتقدير".

وقال: "من المعيب أن يكون سقط على أرض لبنان شهداء من كلّ الطّوائف والمناطق ودمغوا أرض لبنان بدمائهم، لا يحقّ لنا ولا للسّياسيّين أن نعيش وكأنّ لا قيمة لهذه الدّماء، كما لا قيمة للجراح وللّذين هجّروا ونكلّ بهم فاضطرّوا إلى هجر هذا الوطن الحبيب، نعم أقولها بألم معكم ونقول للمسؤولين في لبنان تحمّلوا مسؤوليّاتكم وكونوا على مستوى هذا الوطن، واخرجوا من مصالحكم الصّغيرة والرّخيصة وشكّلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه".

وختم: "الوطن لا يخصّ أحدًا بل يخصّ شعبه والتّاريخ". 

وفي الختام، قدّم البطريرك الرّاعي ميداليّة البطريركيّة المارونيّة للقنصل عيد، ودوّن كلمة في سجلّ التّشريفات. ثمّ زار دير مار أنطونيوس الكبير في مونتريال حيث كان في استقباله المدبّر فخري ورئيس الدّير الأب بيار أبو زيدان ورهبان الدّير وجمهوره، ورفع منه الصّلاة على نيّة لبنان وأبنائه المقيمين والمنتشرين في أنحاء العالم، وكان البطريرك الرّاعي زار صباحًا دير القدّيسة رفقا في لونغوي حيث أقيم له استقبال حاشد وصلّى، وبعدها ألقى كلمة بالمناسبة.