لبنان
14 أيلول 2018, 05:00

البطريرك الرّاعي اختتم أنشطة رابطة قنّوبين- حديقة البطاركة- الدّيمان

ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الاحتفال الختاميّ لنشاطات السّنويّة الخامسة عشرة لحديقة البطاركة في الدّيمان، والّتي تنظّمها رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، بحضور رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ممثّلاً بالوزير بيار رفّول، الرّئيس نجيب ميقاتي ممثّلاً بالدّكتورة نسرين الضّنّاوي وزير الخارجيّة جبران باسيل ممثّلاً بغسّان بريص، العقيد سيمون مخايل ممثّلاً مدير عام قوى الأمن الدّاخليّ اللّواء عثمان، المطارنة بولس صيّاح، مطانيوس الخوري وجوزيف نفّاع، طلال الدّويهيّ، مدير عامّ وزارة الأشغال مطانيوس بولس، مدير المراسم في القصر الجمهوريّ أنطوان شقير وحشد كبير من القادة الأمنيّين والقضاة وعائلات البطاركة وأبناء المنطقة.

 

وتفقّد بداية البطريرك الرّاعي والوزير رفّول والمشاركونأشغال بيت الجماعة الرّهبانيّة المارونيّة mission de vie  والّذي قدّمه باخوس ناصيف والمشغل الحرفيّ تقدمة أنطوان الصّحناويّ. ثمّ وضع البطريرك حجر الأساس لبيت الذّاكرة والإعلام ليزيح بعدها السّتارة عن اللّوحة التّذكاريّة ويقصّ الشّريط التّقليديّ مفتتحًا مركز رعاية العجزة "بيت داوود". وبعد جولة في المركز ألقى مقدّم المركز مروان الحايك كلمة قال فيها: "بعد إزاحة السّتارة وافتتاح بيت العجزة أعترف برهبة المكان والزّمان والحدث. هو يوم من الأيّام المهمّة لا بل الأهمّ في تاريخ عائلتنا المجتمعة هنا، هو تقدير منّا كعائلة إلى ربّ هذه العائلة لا مجرّد استذكار لمن غاب فقط بالجسد، هو تذكير لمن حرث الأرض بسواعده وأعطى من نفسه ليعيل عائلةً متواضعة لكن طموحة ركيزتها المحبّة أو لا شيء كما ورد عن رسالة القدّيس بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس حين قال: "إن لم تكن في المحبّة فلست بشيء ولا أنتفع شيئًا". هو تقدير لمن غرس فينا فتوّة الفلّاح، المواظبة، الصّبر، التّعلّق بالأرض واحترام الإنسان. هو تقدير لمن حرث ونثر في الأرض بذورًا صالحة. أنبتت وزنات مستقيمةً وبيت داود الّذي أنتم في صدد افتتاحه أبينا اليوم، هو أحد هذه الوزنات الّتي حاكها الوالد الحائك الكبير فينا إخوتي وعائلتي وأنا.

أردنا هذا البيت مركز رعاية حاضنة لشيخوخة حقّها علينا الكثير، بيت للبلسمة والمواساة، وتضميد ما لم يندمل من جراح ربّما، لكن أيضًا بيت لحديقة على كلّ منّا ارتيادها للتّأمّل في الحياة بفائض قسوتها وحلوها المرّ أحيانًا.

أردنا هذا البيت مبنيًّا على صخرة صلبة من قنّوبين كما بنى الوالد بيته وبيتنا على حنان صخرة والدتنا الصّلب أمّ العائلة وجامعتها وصاحبة الفضل الأساس فيما نحن عليه اليوم. نريد لهذا البيت أن يتكاثر وينمو كما تكاثر نسل داود وأنبت فروعًا جديدة وصلت إلى 62 فرعًا ما بين أولاد وأحفاد وأولاد الأحفاد. حاك والدي فينا وفيَّ كلّ جنين وها نحن اليوم وفي زمن يتمتّع فيه العرفان بالجميل بذاكرة قصيرة للأسف نردّ له في عليائه حيث يستكين مزهوًّا بزهوه بعض من هذا الجميل استذكارًا وتقديرًا وتعلّقًا بكلّ القيم الّتي نحن عليها بفضله. قبل نحو قرن قال إبن هذه الأرض وملحها "أن تعطي ممّا تملك فإنّك تعطي القليل، أمّا أن تهب من نفسك فهذا عين العطاء".

 

وختم: أعطى والدي داود ومحاسن كلاهما من نفسيهما فكانت هبتهما عظيمة. بيت داود أحد منازل كثيرة عمّرها داود الحايك بأرجائنا فليكن ذكره مؤبّدًا".

 

بدوره ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "صاحب المعالي ممثّل فخامة رئيس الجمهوريّة شكرًا لحضورك شخصيًّا، وشكر كبير لفخامة الرّئيس الّذي أوفد وهو حاضر معنا ونحن نرافقه بصلاتنا ودعائنا وهو يحمل راية لبنان إلى المراجع الدّوليّة، نرجو له أن يتمّم الرّبّ كلّ نواياه الطّيّبة والصّالحة لخير لبنان، وأن يعضدك شخصيًّا، وأنت دائمًا كنت بقربه ويده اليمين في كلّ مسار حياته. نرجو أن تحمل له منّا جميعًا تحيّةً أن يكون قد أوفدك اليوم ولأنّ مثل هذا اللّقاء اعتدنا أن يكون برعاية رئيس الجمهوريّة وحضوره في حديقة البطاركة، في كلّ الأحوال هو حاضر معنا وفي قلبنا وخاطرنا. نرجو له التّوفيق والعودة إلى لبنان متمّمًا كلّ نواياه الصّادقة.

 

يطيب لي أن أحيّي بإسمكم وبإسم الجميع العزيز الأستاذ مروان حايك لأنّنا معه بتأثّر عميق دشّنّا وباركنا بيت رعاية العجزة والمسنّين الّذي كما سمعتموه يقول إنّه علامة إخلاص للمرحوم الوالد، هو حاضر معنا بروحه وبركته وهو الّذي يباركك من عليائه في كلّ عمل تقوم به. هذه ليست المرّة الأولى الّتي يقوم بها مروان الحايك بما يقوم، وله أياد بيضاء عديدة ومتنوّعة في حديقة البطاركة. والآن وضعنا الحجر الأساس لمركز رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث مركز الرّسالة والإعلام وهو أيضًا قدّم نفسه لكي يتمّ هذا البنيان. هذا المركز أرادته الرّابطة استكمالاً لما تقوم به من عملين أساسيّين العمل الأوّل هو جمع الوثائق الّتي تعود إلى ذاكرتنا إلى تاريخنا العميق المتجذّر في وادي قنّوبين، وقد نشروا أكثر من كتاب حول هذه الوثائق. واليوم يعزمون بالإضافة إلى إظهار الوجوه الّتي تميّزت بروحانيّة قنّوبين أو من قنّوبين وهم إمّا تحت سماء لبنان أو في الشّرق الأوسط أو أيّ مكان آخر، نحن نرجو لرابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث كلّ التّوفيق في هذين العملين الكبيرين، لأنّنا من خلالهما نحن نتعرّف لتاريخنا ومن يعرف تاريخه يعرف تاريخه يعرف حاضره كيف يبنيه ويعرف كيف يستشرق وكيف يخطّط لمستقبله. أمّا الذي يجهل تاريخه فهو يجهل ماضيه ولا يعرف كيف يعيشه وبالتّالي لا يعرف كيف يخطّط لمستقبله معروف القول الشّهير لأدهم الّذي قال "إن أردت أن تبيد شعبًا أنسه تاريخه". وهذا يكفي فيضيع في حاضره ويضيع في مستقبله، أنا أخشى على هذه الأرض في لبنان الّتي تتوالى فصولها الّتي لا تنتهي ولم تنته بعد لكن تتبدّل فصولها كي ينسى اللّبنانيّون تاريخهم وماضيهم. ولذلك بدأنا نعيش هذا الضّياع اليوم. فتحيّة كبيرة لرئيس رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث أمينها العامّ والمدير والمنفّذ والمفكّر الأستاذ جورج عرب. شيخ نوفل الشّدراوي شكرًا على تعبكم مع كلّ الّذين يعاونونكم وتحيّة لسيادة المطران المشرف المطران جوزيف النّفّاع النّائب البطريركيّ العامّ في هذه المنطقة.

 

ونحن نلتمس شفاعة البطاركة الّذين تحيي الرّابطة ذكراهم من خلال ما ترفع لهم من تماثيل تذكّرنا بهم وبروحانيّتهم، واليوم نحن نستشفع ثلاثة ترفع تماثيلهم وقد أزحنا السّتارة عن الأوّل وهو البطريرك القدّيس يوحنّا مارون البطريرك الأوّل على كنيستنا، ورفعنا السّتارة عن تمثال البطريريك يعقوب عوّاد والبطريرك يوسف تيّان وكلّ واحد منهما مميّز في تاريخه وفي حياته.

 

أنا أحيّي الجمعيّة الرّهبانيّة رسالة حياة الّتي تتولّى خدمة هذا البيت، بيت رعاية العجزة والمسنّين، منذ الآن أشكرهم وهم سيبدأون كما عرفت في الرّبيع المقبل أشكرهم وكلّ الآباء والأخوة على هذه الرّسالة الّتي يقومون بها في خدمة أهلنا الّذين أعطوا امتياز العيش الطّويل وليت كلّ إنسان يعطى مثل هذا الامتياز، فمن يكرّم المسنّين بيننا إنّما يكرّم الحياة يكرّم الله الّذي وهبها. ومنذ الآن أحيّي كلّ المسنّين وكلّ العجزة الّذين أعطاهم الله أن يعيشوا طويلاً على أرضنا في هذا المكان سيجدون السّعادة والفرح ويتطلّعون إلى المستقبل فهذه أهمّيّة هذا المكان أن يعيش الإنسان دومًا نحو المستقبل."

وختم: شكرًا لحضوركم شكرًا لوسائل الإعلام الّتي تنقل هذا الحدث الجميل، تحيّة لكلّ شعبنا اللّبنانيّ، تحيّة لوطننا العزيز لبنان الّذي هو ونحن هنا على كتف الوادي المقدّس هذا وطن متجذّر هنا مرتفع ببهائه مثل الأرز. هذه دعوتنا هنا، نبقى هنا، نتجذّر ومن هنا نرتفع بكرامة نحو العلى بنعمة الله وعنايته".

 

بعد ذلك أزاح البطريرك وممثّل الرّئيس عون السّتارة عن تمثال البطريرك الأوّل مار يوحنّا مارون الّذي صمّمه الفنّان نصري طوق وقدّمه المهندس روني عبد الحيّ، كما رفع السّتارة عن تمثال البطريرك يعقوب عوّاد للنّحّات نصري طوق وقدّمته عائلة المرحوم الشّيخ جوزيف رزق الله عوّاد، بحضور أرملته نجيبة وابنه رزق الله وأفراد العائلة وكاهن الرّعيّة القاضي أنطونيوس جبارة الّذي ألقى كلمة شكر فيها البطريرك متوجّهًا إليه بأعمق مشاعر المحبّة، سائلاً الوزير رفّول نقل التّحيّة لفخامة الرّئيس آملاً أن يوفّق الله الرّئيس في قيادة مسيرة إنقاذ لبنان، وشكر عائلة الشّيخ المرحوم جوزيف عوّاد على تبرّعهم بإقامة التّمثال والنّحّات ورابطة قنّوبين، سائلاً الله أن يعزّز فينا نعمة الوفاء لتراثنا وماضينا من أجل مستقبلنا .

كما أزاح البطريرك والوزير رفّول السّتارة عن تمثال البطريرك يوسف التّيّان للنّحّات نايف علوان والّذي قدّمه جيمي مارون، وبحضور حشد كبير من أفراد عائلة التّيّان .

 

بعدها افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، وبمشاركة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ممثّلاً بوزير الدّولة لشؤون رئاسة الجمهوريّة بيار رفّول، واحة عصام فارس للتّنمية والتّراث في موقع حديقة البطاركة في الدّيمان، بحضور مدير مكتب فارس العميد وليم مجلي، وحشد من القيادات الرّوحيّة والزّمنيّة. ونظّمت رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث احتفالاً للمناسبة بدأ بقص الشّريط التّقليديّ عند مدخل الواحة حيث رفعت معالم الزّينة ويافطات التّرحيب بالرّئيس عون والبطريرك الرّاعي وفارس.

 

ثمّ كانت جولة في أرجاء الواحة الموسّعة والمؤهّلة لتشكّل مركز الاستقبال العصريّ الأوّل للوادي المقدّس المزوّد بمطبوعات الإرشاد السّياحيّ، وبلوازم الإسعافات الطّبّيّة الأوّليّة، وبوجود الأدلّاء لمرافقة المئات من زوّار الموقع دوريًّا، والمجهّز لتأمين الخدمات الأوّليّة لهم بمن فيهم أصحاب الحاجات الخاصّة. كما تمّ توسيع المساحات الخضراء في الواحة وجهّزت بالمقاعد ولوازم الاستراحة.

 

بعد جولة الاطّلاع افتتح أمين النّشر والإعلام في رابطة قنّوبين الزّميل جورج عرب اللّقاء بكلمة شرح فيها مشروع واحة عصام فارس القائمة منذ سنة 2004 بعد إقامة حديقة البطاركة، والّتي تواكب تطوّر موقع الحديقة وتحقيق أبعاده التّاريخيّة والثّقافيّة والتّنمويّة. ثمّ ألقى العميد مجلي كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس حيّى فيها رئيس الجمهوريّة العماد عون والبطريرك الرّاعي، وقال: "أملنا هو بمستقبل وطننا بالرّغم من الصّعوبات والتّحدّيات، الأمل الّذي تعزّزه قيادة عماد البلاد رئيسها ورمز وحدتها المؤتمن على دستورها، العماد ميشال عون، وبحكمتكم يا صاحب الغبطة تنشرون ثقافة اللّقاء والحوار والانفتاح، وتبشّرون بقيم العدالة والحرّيّة الّتي توحّد جميع البشر".

 

وأضاف: "إنّ العناية المتّصلة بتراثنا الرّوحيّ والوطنيّ تعزّز فينا الأمل بمستقبلنا على قاعدة أنّ من يجهل تاريخه وماضيه لا مستقبل له. وموقع حديقة البطاركة في الوادي المقدّس هو أبرز المواقع اللّبنانيّة ذات الأبعاد التّاريخيّة والثّقافيّة، الّذي يحتضن تراثًا مشتركًا لكلّ المسيحيّين ولإخوانهم المسلمين. ونحن من التزامنا بقيم هذا التّراث، وبما تشكّله من مقوّمات أساسيّة في هويّتنا الوطنيّة، وفي دورنا المشرقيّ، كان انخراطنا في هذه المسيرة المشرقة، منذ إقامة حديقة البطاركة سنة 2004، وانطلاق مشروع المسح الثّقافيّ الشّامل لتراث الوادي المقدّس، وها نحن نكمل الدّور ببركة غبطة البطريرك الكاردينال الرّاعي. وتعزيزًا لهذا العمل الثّقافيّ غير المسبوق وضعنا أنفسنا في صميمه شركاء فاعلين مؤمنين برسالتنا كمسيحيّين في لبنان والمنطقة".

 

وختم فارس كلمته قائلاً: "إنّني بعميق المحبّة والأمل أجدّد تحيّاتي لكم جميعًا وأؤكّد أنّني دومًا معكم كأنّني مقيم بينكم، وأنتم في قلبي وكلّ لبنان في قلبي. وشكرًاً".

 

ثم كانت كلمة البطريرك الرّاعي بدأها بتحيّة كبيرة لفخامة الرّئيس الذّي بالأمس عندما التقى الجالية اللّبنانيّة في ستراسبوغ وجّه إليهم كلمة طمأنينة ونحن نقول من هذا المكان واحة دولة الرّئيس عصام فارس كما نراها بتركيبتها الهندسيّة الجميلة، نحن في حالة طمأنينة ولهذا نقول لفخامة الرّئيس أنّنا كلّنا نعمل معه من أجل ضمانة شعبنا لأنّه مهما إكفهرّت الجواء وعصفت الرّياح يبقى لنا سقف كما هنا نستظلّ تحته هو سقف الوطن اللّبنانيّ. وأضاف: "أنهى دولته كلمته بقوله "أنا معكم ولو بعيدًا وأنتم في قلبي وفي محبّتي" هذا كلام لا يقوله من شفاهه بل يقوله من قلبه كما نحن نعرفه. عندما سمعت هذه الكلمة أتت على بالي التّرتيلة الّتي نرتّلها للعذراء نقول لها "وإن كان جسمك بعيدًا عنّا فصلواتك تتبعنا" نقول له وإن كنت بعيدًا عنّا يا دولة الرّئيس فمحبّتك معنا وترافقنا.

 

وأودّ بإسم رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وبإسم الحضور وكلّ من يأتي إلى هذه الواحة، واحة دولة الرّئيس عصام فارس، أن نكنّ له كلّ الشّكر مقرّون بالدّعاء لكي يعضده الله ويحقّق أمنيته الكبيرة. وتابع: كم تمنينا مع الشّعب اللّبنانيّ أن يكون في لبنان وهو تمنّى أيضًا ذلك ونحن نؤكّد التّمنّي أن يكون هنا وفي عداد المخلصين المحبّين للبنان الّذين يعملون في سبيله، وفي الخارج هو يحمل القضية اللّبنانيّة في كلّ المحافل الدّوليّة، وفي كلّ مكان التقيناه حديثه لبنان، همّه لبنان، قلبه في لبنان، جسمه في الخارج لكن عقله في لبنان، نقول له شكرًا على كلّ هذا من خلالك أيّها العزيز العميد وليم مجلي. إسمك مجليًا ومحبّة دولة الرّئيس فارس مجلّية ومجلي بشخصه، هذا الوجه الصّبوح اللّبنانيّ. نحن هنا في مكان لم يره دولة الرّئيس لكن حسبه أنّه مكان يلتقي فيه اللّبنانيّون، إنّه يعطي من كلّ قلبه يضحّي ويتفانى وهمّه أنّ النّاس تعيش بسعادة، لا يهمّه أن يرى ما صنعت يداه، هذا مثل رائع في العطاء. لم ينتظر يومًا كلمة شكر ولم يطلب يومًا كلمة شكر. وعندما ألتقيه "وأقول له شكراً" يجيبني شكراً لكم، شكراً للبنانيين الصامدين في لبنان، قولوا لهم أن يصمدوا، أنا معهم بمحبتي وقلبي معهم. نحن اللّيلة نستحضرك معنا في الخاطر والذّكرى والقلب والوجه الصّبوح دولة الرّئيس عصام فارس، ونحيّيك تحيّة كبيرة ونشكرك على هذه الواحة الجميلة بإسم كلّ من يطأ أرضها فيشعر براحة بال وطمأنينة على كتف الوادي المقدّس".

 

وفي الختام، أقيم عشاء تكريميّ في واحة عصام فارس تخلّله سهرة تراثيّة وقدّم خلاله البطريرك الرّاعي إشارات الانتساب إلى رابطة قنّوبين للسّادة نجيبة جوزيف عوّاد، روني عبد الحيّ، جوزيف الحلبي وجيمي مارون وعدد من الشّعراء والفنّانين الّذين شاركوا في إحياء أنشطة السّنويّة الخامسة عشرة لحديقة البطاركة.