لبنان
03 تشرين الأول 2019, 06:30

البطريرك الرّاعي أطلق حملة مكافحة سرطان الثّدي من مطرانيّة زحلة المارونيّة

ترأس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساءً، قداسًا احتفاليًا في كاتدرائية القديس مار مارون في كسارة- زحلة، بمناسبة إطلاق الحملة السنوية السادسة لمكافحة سرطان الثدي للعام 2019، التي تنظمها أبرشية زحلة المارونية ولجنة المرأة في الأبرشية.

وعاونه في الخدمة راعي أبرشية زحلة للموارنة المطران جوزف معوّض، والنائب البطريركي العام المطران بيتر كرم، والخوري مروان غان، والأب شربل غنطوس، بحضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وعقيلته، ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، والنوّاب: محمد القرعاوي، عبد الرحيم مراد، سليم عون، عاصم عراجي، وإدي دمرجيان، والوزيرين السابقين خليل الهراوي وغابي ليون، والنواب السابقين إيلي ماروني، وشانت جنجنيان، وحسن يعقوب، ومحافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده، المحامي العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، المعتمد البطريركي الأنطاكي لدى كنيسة روسيا المطران نيفون صيقلي، رئيس أساقفة زحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثودكس أنطونيوس الصوري، مطران زحلة للسريان الأرثوذكس يوستينيوس بولس سفر، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، قادة الأجهزة الامنية، رؤساء دوائر حكومية، فعاليات سياسية قضائية اقتصادية واجتماعية، رؤساء بلديات ومخاتير، أعضاء لجنة المرأة، أخويات، آباء وراهبات وحشد من المؤمنين.
إستهل القداس بكلمة ألقاها المطران معوّض رحب فيها بالكاردينال الراعي شاكرًا له رعايته ومباركته هذه الأبرشية وقال: "تشرفوننا صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بالاحتفال بالقداس الإلهي في كاتدرائية مار مارون زحلة، في مناسبة رعايتكم لحملة الوقاية ضد سرطان الثدي التي تقوم بها منذ ست سنوات لجنة المرأة في أبرشية زحلة المارونية. تباركون بحضوركم هذه الأبرشية، وتدعمون فيها المبادرات الكنسية والإنسانية. ولقد أوليتم اهتمامًا خاصًا برسالة المرأة في الكنيسة والمجتمع انسجامًا مع روحانية المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ونهج الأحبار الأعظمين مثل القديس يوحنا بولس الثاني الذي كتب رسالة "كرامة المرأة".
وتابع معوّض: "فمنذ ارتقائكم إلى السدة البطريركية أنشأتم مكاتب راعوية، ومن بينها مكتب راعوية المرأة. وهو مكتب يقوم بأعمال ومساعٍ متنوعة على صعيده الخاص وعلى صعيد التعاون والتنسيق مع لجان المرأة في الأبرشيات. ولجنة المرأة في أبرشية زحلة هي ناشطة، وتقوم بدورها بأعمال سنوية متنوعة لخير المرأة الروحي والاجتماعي، وتتوّجها بحملة الوقاية ضدّ سرطان الثدي، في تشرين الأول، وتضيء المطرانية باللون الزهري، العلامة المألوفة للتذكير بحملة الوقاية، وتصلّي وتوعّي وتوفّر إمكانيات الفحص المبكر الذي يزيد من نسبة الشفاء. وحضوركم، صاحب الغبطة والنيافة، ورعايتكم لهذه الحملة ويوسّع من مدى تأثيرها في سبيل تشجيع المرأة المرأة الأم والابنة والزوجة والشقيقة والعاملة والرسولة والمكرسة على القيام بتدابير الوقاية بالفحص المبكر من أجل سلامتها الغالية على المجتمع."
وأضاف معوّض: "وهذه الحملة تكشف مكامن الخبث المؤذي. وأنتم صاحب الغبطة والنيافة ما فتئتم بكلامكم الصريح والمباشر تكشفون عن مكامن الخبث المشوهة للحياة الخلقية، والناخرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تكشفون هذه المكامن بهدف إصلاحها ومعالجتها. ولجنة المرأة التي يرشدها الخوري مروان غانم وتديرها السيدة نيفين هاشم مع فريق من السيدات الكريمات، تريد أن تكون ببركتكم، هذه الحملة، شهادة للسيد المسيح الذي شفى المرأة، كالمرأة المنزوفة وحماة بطرس."
وختم معوض: "تفضلوا صاحب الغبطة والنيافة بقبول شكرنا في هذه الكنيسة التي ننضم إليكم فيها لنرفع قدّاسنا وصلاتنا على نية سلامة كل امرأة وشفاء كل مريض ومريضة، بشفاعة أمنا مريم العذراء أمّ الحياة ومثال المرأة."
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "طوبى للبطن الذي حملك، وطوبى للثديين اللذين أرضعاك، بل طوبى لمن يسمع كلمة الله ويعمل بها".
إنّ تطويب المرأة لمريم هو تطويب بأمومتها الجسدية، أمّا يسوع فطوّب مريم بأمومتها الروحية ما يعني أنّ الأمومة الروحية والجسدية وحدة لا تتجزأ بل تعطي الواحدة للأخرى قيمتها. كلنا مدعوون كمؤمنين من أي دين كنا بأن نؤمن بأن نقبل كلمة الله أن نقبلها ونعمل بها، فالكلمة الإلهية إنما تُصنع في القلوب بالإيمان والحب ونجسّدها بالأفعال والمبادرات والمواقف، سواء في حياتنا العائلية أم الاجتماعية أم الكنسية أم الوطنية. هذا ما يتبيّن لنا اليوم في كلام الرب وبتطويبة المرأة، الرب يسوع أظهر قيمة أمومة مريم في الجسد من خلال حملها بالروح، فلو لم تقبل مريم الكلمة الإلهية أوّلاً بإيمان وحبّ في قلبها لما أصبحت الكلمة الإلهية جنينًا في حشاها، هذا ما يعني أنّه شرح سرّ أمومتها بالجسد."
وتابع غبطته: "نحن نصلّي اليوم وقد اجتمعنا من أجل كل المرضى من أجل كل أمّ تنقل الحياة البشرية وتعتني بها وتغذيها ماديًا وروحيًا، ونصلّي من أجل كل مؤمن ومؤمنة لكي نقبل كلمة الله في قلوبنا. وإلّا فنحن لا نستطيع أن نجسّدها في الأفعال والمواقف وهذه حاجة لمجتمعاتنا. يسعدنا أن نحتفل بهذه اللّيتورجية الإلهية معكم بدعوة من سيدنا المطران جوزف معوض لكي نحيي مع لجنة المرأة في زحلة الحملة السنوية لسرطان الثدي التي فيها تتاح للسيدة إمكانية القيام بصور إشعاعية للثدي من أجل اكتشاف سرطان الثدي إذا وجد ومعالجته. إنّها مبادرة يليق بها كل تكريم وكل شكر. نعم إنّ هذه المبادرة من راعوية المرأة في زحلة تمدح وتشكر عليها، لكن نودّ أن نقول إنّها تدخل في إطار التوعية الضرورية وهي توعوية ثقافية وعلمية ولقد بيّنت الصور والمبادرات التي قاموا بها في العام الماضي والتي شارك بها نجو 800 سيدة تبين وجود 11 حالة شفيت كلها."
وأضاف الرّاعي: "عندما نقول هذا الكلام لا نعني به أن تعيش المرأة في وسواس، إنما معرضه للتوعية وللانتباه ولذلك أقول إنّ للمبادرة ممدوحة ومشكورة من لجنة المرأة بقيادة أخينا المطران جوزف معوّض وتشجيع إخواننا المطارنة الحاضرين معنا والذين يدعمون هذه اللجنة في سبيل السيدات. نعم ذكرنا راعي الأبرشية في كلمته وأشكره عليها. عندما نتكلّم عن المرأة فلا نتكلّم فقط عن المرأة الأمّ، بل أيضًا المرأة الأخت، والجدة والعاملة والمكرّسة في المجتمع التي تقوم بأيّ نشاط في المجتمع، لذلك فإنّ الصور الشعاعية ضرورية لكي تعيش المرأة في تمام وكمال حالتها الجسدية لكي تؤدّي الرسالة التي يجب أن تعيشها."
وقال: "من خلال إنجيل اليوم نحن مدعوون لننفتح على الكلمة الإلهية التي هي نور ومن دونها ظلام. إنّها حياة ومن دونها موت. إنّها هداية ومن دونها ضياع. إنّها خصوبة ومن دونها عقم. كلّنا في الكنيسة والدولة والعائلة بحاجة لننفتح لسماع الكلمة الإلهية التي من دونها لا يمكننا أن نعيش الحق والخير والكمال.
نحن نعاني على كافة المستويات في لبنان لذلك علينا قبول هذه الكلمة في قلوبنا لنجسّدها أفعالا.
كلنا نعاني من الشوائب والشواذات ولكن الحلّ واحد وهو أن ننفتح على كلام الله مع قبول الكلمة الإلهية نلتقي نتحرّر ونقوى ونهتدي ونقوم بأفعال عظيمة لمجتمعنا."
وإختتم الرّاعي قائلاً: "أودّ أن أستفيد من كلام الرب في إنجيل المرأة التي طوبت كل أمر ومعها نطوّب كل أمّ نصلي من أجل كل أمّ وامرأة ليطيل الله بعمرها ويحميها لتبقى راية وحياة لتؤدي دورها في البيت ولا ننسى أبدًا أنّ الرب يسوع علّمنا أنّ الأمومة الحقيقية هي الأمومة الروحية."
وبعد إضاءة مبنى المطرانية باللون الزهري وإطلاق الحملة ألقت رئيسة لجنة المرأة في الأبرشية نيفين هاشم كلمة قالت فيها: "روحي عملي الصورة"، تلات كلمات كفيلة بأن تغيّر مصير إنسانة. كثيرات هنّ اللواتي يتقاعسن عن إجراء فحوص الكشف المبكر لسرطان الثدي، لخشيتهنّ من النتيجة: "ماذا لو جاء الكشف إيجابيًّا. متغاضيات عن الحقيقة العلمية بأنّ الكشف المبكر يضمن لهن أعلى فرص الشفاء. وبأنه إذا ما اكتشفن المرض متأخّرات، فالندم: "ماذا لو كنت قد قمت بالكشف، على صحّة السلامة"، لن يعود ينفع.
كثيرات هنّ النساء اللواتي يهملن صحّتهنّ، لصالح تدبير شؤون عائلاتهنّ وواجبات حياتهنّ المهنية، تحت وطأة ضغوط الحياة وهمومها وأعبائها المادية. لذلك فإنّ لمحيطها، لعائلتها، لشريكها، لمجتمعها، ولكنيستها دورًا في تذكيرها وتشجعيها ودعمها على أن تقدم على إجراء فحوص الكشف عن سرطان الثدي، وبشكل دوري، لاسيّما وأنّ هذه الفحوص باتت متوفّرة مجّانًا أو بشكل شبه مجاني، معتمدة من الدولة أو في جمعيات راعوية كلجنة المرأة في أبرشية زحلة المارونية، وذلك خلال الحملة الوطنية لوزارة الصحة، الممتدة من تشرين الأول لغاية كانون الثاني. نيافة الكاردينال، مجيئكم اليوم إلى زحلة، لأطلق حملة لجنة المرأة في الأبرشية، للوقاية من سرطان الثدي، إنّما هو بمثابة رسالة شخصية، بفيض من محبّة غبطتكم الأبوية، وقوّة دفع لكل فتاة وسيدة أن "روحي عملي الصورة".
وتابعت هاشم: "فكما نهتدي بكلام غبطتكم ونيافتكم، لننمو بالفهم الروحي، ونعيش حياة روحية وفق تعاليم المخلّص، تقع في نفوسنا دعوتكم اليوم، لكي نعتني بأجسادنا التي هي هياكل لأرواحنا، ونقس نعمة الحياة التي وهبنا إيّاها الخالق. نعمة لا يقدرها إلّا من كاد أن يفقدها، أؤكّدها لكم كناجية من سرطان الثدي، بفضل الكشف المبكر. لذلك يتوجّب على كلّ ناجية من هذا المرض أن تكون عنصر توعية في محيطها. من هنا فإنّ هذه الحملة، التي تنظّمها لجنة المرأة في الأبرشية، منذ 6 سنوات، عزيزة جدًا على قلبي، وشكر للرب على ما أنعم به علي من وعي وقوةّ، لأعبر هذه التجربة، وأثمرها وزنات."
وأضافت هاشم: "لقد سجّلت حملتنا على مرّ هذه السنوات الست: 860 صورة مجانية، ومن نتائجها 11 ناجية وتلك ليست مجرّد أرقام بل إحدى عشر أمّ وأخت وابنة. وأيّ غبطة تلك، لنا نحن سيدات اللجنة، لنجهد طوال السنة في تنظيم الأنشطة وجمع التبرّعات لغرض تمويل الحملة وإطلاقها ومتابعتها، وهذه أيضًا من ثمار شركائنا، الذين يلبّون الدعوة إلى نشاطاتنا مسهمين بتمويل الحملة، ومستشفى خوري العامّ شريكتنا الدائمة، نتمنّى أن تعود عليهم وعلى عائلاتهم بركة وعافية. نضيء سنويًا، مقرّ مطرانية زحلة المارونية، باللون الزهري، شعار حملة الكشف المبكر لسرطان الثدي. زهري هو اللون، إنّما نبغي منه أن تنبّه النّساء بألّا يتجاوزن الخط الأحمر. وللضوء هذه السنة، ألق من نوع آخر، تتوهّج به حملتنا: أن يأتي إلينا بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، هنا في الأطراف، ويرعى حفل إطلاق حملة للجنة نسائية تستهدف صحة المرأة، بركة نغرف منها ونستزيد. ونفتخر بأنّه على رأس كنيستنا راع، يجمع رعيته من كل أطرافها، قدر دور العلمانيين في الكنيسة، ويعلي شأن المرأة، عنصرًا فاعلاً في رعيتها ومجتمعها، مكلّلاً النجاحات".

 

المصدر: بكركي