البطريرك الراعي يكرّس جدرانيّة مار شربل في كاتدرائية سان باتريك - نيويورك
"هوذا اليوم الذي صنعه الرب، تعالوا نسرّ ونفرح فيه"، ثمّ عرض لفكرة اقامة الجدرانيّة التي تشكّل مزاراً للقديس شربل؛ موضحاً أنّه لم يتردّد في الموافقة على اقتراح أنطون الصحناوي، كون القديس شربل ليس فقط قديس لبنان، انّما هو قديس الكنيسة الجامعة والعالم كلّه، بفضل عجائبه الكثيرة هو الذي عاش حياة التقشّف وكرّس نفسه لعبادة الرب. وأضاف:"نحن هنا اليوم لنصلّي مع البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، الذي تربطني به علاقة أخويّة وصداقة متينة منذ أن عرفته في روما، وهو قائد عظيم ونستلهم منه. انّ غبطته ممثّل خير تمثيل بيننا، من خلال المطران غريغوري منصور هنا في نيويورك، والمطران الياس عبدالله زيدان في لوس انجلس." وتابع الكردينال دولن:"يا صاحب الغبطة نحن نسمع الكثير من السياسيين والعسكريين ومن خبراء وغيرهم يتكلّمون عن الأوضاع في الشرق الأوسط، ولكن نحن نسمع، لا بل نصغي فقط الى صوت بطريركين عظيمين: أنتم يا صاحب الغبطة البطريرك الماروني بطريرك أنطاكيا، وبطريرك روما قداسة البابا فرنسيس. ونحن سعداء جدّاً ونتشرّف بحضوركم بيننا اليوم." وختم قائلاً:"ليبارك الله بشفاعة القديس شربل لبنان وشعبه ويمنح السّلام الى بلدان الشرق الأوسط ."
ثمّ كانت كلمة للبطريرك الرّاعي، قال فيها:"عجيب الله في قدّيسيه!" من محبسة جبل عنايا في لبنان حيث عاش الأب شربل، الرّاهب اللّبناني الماروني، بعيداً عن جميع الناس، ومجهولاً من الجميع ومنسيّاً، ينقلنا اليوم قدّيساً عالميّاً إلى كاتدرائية أميركا العظمى، سان باتريك في نيويورك. إنّه يسطع في هذه الجدرانيّة الفسيفسائيّة التي كرّسناها مع نيافة الكردينال، وسيادة المطارنة والآباء وهذه الجماعة المصلّية، نجماً لبنانيّاً مارونيّاً مسيحيّاً. إنّه يحمل معه فيها جمال المسيحيّة المشرقة المتألّمة، مع آلام شعوب الشرق الأوسط، ولا سيّما في الأراضي المقدّسة، فلسطين ومصر والعراق وسوريا وتركيا ولبنان. كما يحمل آمالها ورجاءها بفجر القيامة. آلامٌ وموتٌ وقيامة! هذا هو سرّ المسيحيّة في العالم. إنّه سرّ المسيح الفادي، وسرُّ الكنيسة. لقد عاشه القدّيس شربل بملئه. تألّم وتقشّف ومات عن ذاته في محبسته، وأقامه الله ممجّداً، قدّيساً عابراً للقارّات والبلدان والأديان، يوزّع نعم الله بسخاء. إنّه علامة رجاءٍ لمسيحيّي الشرق الأوسط ولشعوبها كافّة، في هذه الظروف الصّعبة والدّقيقة للغاية، انّه صوتهم جميعاً هنا في الولايات المتحدة الأميركيّة وفي كل مكان. فالشّكر والتسبيح لله الذي وهب كنيسته القديس شربل، والذي يكشف بواسطته وجه محبّته ورحمته. والشّكر والتّكريم للقدّيس شربل الذي يشعّ كلؤلؤة على جبين الكنيسة، وفي هذه الكاتدرائية بمزاره. والشّكر لكم نيافة الكردينال Timothy Dolan على تجميل كاتدرائيّة سان باتريك بوجه القدّيس شربل، كما أشكركم على كلمتكم النّابعة من القلب. والشّكر للعزيز أنطون صحناوي الذي قدّم بسخاء هذه الجدرانيّة الفسيفسائيّة." وختم الكردينال الراعي:"صلاتنا إلى الله، بشفاعة القدّيس شربل، أن يفيض نعمه ورحمته وسلامه على العالم أجمع، فنرفع المجد والتسبيح للثّالوث القدّوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين."