لبنان
18 تموز 2017, 05:01

البطريرك الراعي يحتفل بقداس عيد القديسة مارينا - وادي قنوبين

ترأس البطريرك الراعي قداس عيد القديسة مارينا في وادي قنوبين التي انتقل اليها غبطته أمس من الديمان يرافقه النائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزف نفاع والمطران بولس صياح ووزيرة السياحة الاردنية لينا عناب والوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا ن والمسؤول الاعلامي في البطريركية المحامي وليد غياض ،وامين سر البطريرك الخوري بول مطر.وكان في استقباله امام دير القديسة مارينا كاهن رعية قنوبين الخوري حبيب صعب والمختار طوني خطار والراهبات المقيمات في دير سيدة قنوبين وحشد من ابناء البلدة والمؤمنين .

 

وعلى وقع قرع اجراس الكنيسة والترانيم الدينية دخل غبطته الكنيسة وصلى بداية امام مدفن البطاركة  ثم تراس الذبيحة والقى بعد تلاوة الانجيل المقدس عظة تحدث فيها عن حياة القديسة مارينا وشجاعتها وقال: علينا أن نكون مستعدين كل يوم لأن الرب يطلب منا في ظروف حياتنا اليومية  موقفا بناء وعملاً صالحا.و لهذا السبب خلق الإنسان على صورة الله ليكون الرب حاضراً من خلاله في حياته اليومية. نحن نحتفل اليوم بعيد القديسة مارينا في مغارة القديسة مارينا التي عرفت الساعة التي وضعها الرب فيها وطلب منها موقفاً فإلتزمت به فكان موقفها بناء بعيدا عن الكذب والتضليل الذي روج عنها ،موقف صبر ورجاء وصلاة حتى إتضحت الحقيقة وهذه بطولة عاشتها رغم كل مواقف الحياة صغيرة كانت أم كبيرة     و يجب أن يكون هناك بطولة دائما في حياتنا اليومية.

 

      وتابع: من خلال هذا الإحتفال السنوي العريس الآت من الله آت في حياتنا اليومية العذارى الحكيمات هن الأشخاص اللواتي  لديهن نوع من التفكير في معنى الحياة والجاهلات هن الصفييات اللواتي يعشن في الصفية دون أي قراءة لمعنى الحياة مثل العصافير يفكرون كيف يأكلون وينامون لكن ليس أبعد من هذا. المصابيح هي دليل على العقل من أجل الحقيقة الإرادة من أجل الخير القلب من أجل الحب والحنان والزيت هو الذي ينور العقل بالإيمان والذي ينور إرادة الرجاء والذي يحيي القلب هو الحب وهذه الفضائل الثلاث هي الفضائل الإلهية المعطاة للإنسان  فالعقل لا يعمل بعلاقته مع الله والناس والعقل بحاجة  للحقيقة ولكن الحقيقة بحاجة للإيمان  النور الإلهي الإرادة هي لفعل الخير ولكن بحاجة للنعمة الإلهية لنقويها لتستمر بالخير ولا تتجه نحو الشر والقلب لديه مشاعر ولكن ليس للحقد والبغض ولكن للحب، الحب الإلهي المسكوب في قلوب البشر. الرب الآتي، يأتي في حياتي كل يوم ولا أعرف متى يأتي لأنني مهموم وغارق في مشاكلي اليومية وإذا أنا واجهت مشكلة ظلم أنسى أن الله طالب مني موقف عدالة وأنسى أن أعطي المصالحة وإذا كنت في مركز أو موقف أو بيئةً تعيش الكذب والتجني والنهب المطلوب مني أن أتخذ موقفاً والله  يقول لي  أتخذ موقفاً. هذا ما يقوله لنا الرب يجب ان تبقى مصابيحنا مضاءة بالرجاء والحب وعلينا أن نعرف دائماً أن نملك انفسنا ولا ندع امور حياتنا تملكنا .

 

واضاف :القديسة مارينا جميعكم تعرفون قصتها ،أباها ترمل ودخل الدير وطلب منها أن تتبعه الى الدير وهي فتاة تعيش مع الرهبان فأخذت إسم مارينوس وعاشت في هذا الدير على أساس راهب من الرهبان. يذهبون الى بعض المناطق ليقدموا رسالة وعادوا بعد شهرين يأتوا الأهالي الى الدير ويشتكوا على مارينوس بالإدعاء بأنه إعتدى على إبنتهم وهي حامل منه وعندما ولدته أتت به الى مارينوس فعاش هذا الطفل في المغارة. فكتمت سرها الى يوم مماتها فموقفها موقف الصبر والإحتمال حتى النهاية وعلمتنا من خلاله أننا كل يوم نعيش في المشاكل ويأتينا الإعتداء علينا وعلى غيرنا هنا ظلم وهنا أكاذيب وهنا تضليل علمتنا أن نأخذ موقفاً أن نحمي العدالة من الظلم ونقوم بالمصالحة ونبدي السلام للأصدقاء وإلا ما نفع الحياة . وفي مجتمعنا اليوم لا يتجرأ احد على قول الحقيقة حتى دفاعا عن شخص مظلوم. علينا أن نأخذ موقفاً وهذه هي الشهادة.       فالعالم بحاجة لشهادة لصالح الحق والخير والجمال والعقل والسلام. نحن في عالم من الشر والقتل  ولا أحد يتجرأ على قول الحقيقة ونرى التجني والظلم والحروب على البشر وملايين من الناس مشردون على الطرقات ولا أحد يستطيع قول كلمة الحق لأنه يوجد مصالح إقتصادية وسياسية ، القديسة مارينا تعلمنا كيف نصمد بوجه الشر ونحن نلتمس اليوم شفاعتها لأجل كل واحد منا في حياته اليومية في البيت والمجتع والكنيسة والدولة وأن تبقى عقولنا وإرادتنا وقلبنا مضائين بالإيمان والرجاء ودائماً مدركين واعين أن ندافع عن الحق والخير والظلم والجمال والسلام.وأن نكون دائماً مستعدين.

 

وتوجه بالتحية الى المطران نفاع قائلا :أريد أن أحيي معكم المطران جوزيف نفاع النائب البطريركي العام الجديد في المنطقة واليوم نفتتح خدمته هنا من وادي القديسين وقنوبين ومغارة القديسة مارينا والكرسي البطريركي  لينطلق من الجذور ويندفع  الى الأمام والرب يكون معك وفي المناسبة نحن نذكر دائماً في صلاتنا المطران مارون العمار الذي خدم على الكرسي البطريركي لمدة خمس سنوات في هذه المنطقة اليوم دعاه الرب ليكون في أبرشية صيدا وقد عشق هذا الوادي . ونحيي ايضا الراهبات الفاضلات اللواتي يقمن في دير سيدة قنوبين كما أحيي كل الرعية والآباء.

 

وبعد القداس انتقل البطريرك والمطارنة والكهنة الى باحة دير سيدة قنوبين حيث اعدت الراهبات مأدبة قروية على شرف البطريرك ومرافقيه.