البطريرك الراعي يحتفل بقداس عيد السيدة في الصرح البطريركي الديمان
كلام البطريرك الراعي جاء خلال ترؤسه قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان يعاونه المطران فرنسوا عيد ورئيس دير ماريوسف للاباء اللعازرين الاب شربل خوري والوكيل الاب لابا عساف وبحضور النائب ابراهيم كنعان سفير لبنان في الارجنتين انطونيو العنداري والقنصل انطوان عقيقي وحشد من المؤمنين وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك عظة بعنوان :"لأن القدير صنع بي العظائم" وفيها : أتينا من مختلف المناطق من قريب وبعيد ومعنا شبيبة من بلدان الإنتشار من القارات الخمس إجتمعنا اليوم في عيد إنتقال أمنا وسيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء لكي نعطيها الطوبى ولكي نعظم معها الرب على ما أجرى فيها من عظائم. ونجدد إيماننا بأن الله يواصل عظائمه في التاريخ عبر كل مؤمن ومؤمنة ونصلي لكي يكون كل واحد وواحدة منا من عداد هؤلاء. ننفتح بالإيمان والرجاء والمحبة لكي يواصل الله عظائمه في تاريخ البشر. ويسعدني اليوم أن أحييكم جميعاً وان أرحب بكل الحاضرين معنا، فإنني أبدأ بالتحية بسيادة أخي المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما ورئيس معهدنا الحبر الماروني في المدينة الخالدة. كما أرحب بسعادة سفير لبنان بالإرجنتين وأرحب أيضاً بكل الشبيبة الآتية من القارات الخمس والتي تنظم لهم الأكاديمية المارونية التابعة للمؤسسة البطريركية للإنتشار برنامجاً ثقافياً وسياحياً وترفيهياً في لبنان.
إنني أحيي وأشكر رئيسة هذه الأكاديمية ونائبتها السيدة هيام بستاني والتي هي أيضاً المديرة التنفيذية للمؤسة المارونية للإنتشار التي منها ولها تنتمي الأكاديمية المارونية. إنني أحيي ولا أنسى أبداً مؤسسي هذه المؤسسة المارونية للإنتشار أبينا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار نصر الله بطرس والوزير ميشال إده نتمنى لهما العمر الطويل والصحة الكاملة. أود أن أحيي كل العاملين في كل عواصم العالم منهم حاضر معنا يعملون من خلال هذه المؤسسة من أجل خدمة المنتشرين من أجل رباطهم بالوطن الأم وبخاصة من أجل تسجيل وقوعاتهم في المؤسسة في لبنان في قيود النفوس اللبنانية وهكذا تستمر هذه العضوية متينة فيما بيننا. أحيي سعادة النائب إبراهيم كنعان الحاضر معنا وكنتم حاضرين أمس لأننا دشنا في الكرسي البطريركي في قنوبين رسالة البطاركة التي تكرمتم بتقديمها أنتم والسيد الوالد الشيخ يوسف تحية كبيرة له الى جانب المزار الجميل في بكركي للسيدة العذراء نشكر حضورك معنا. طبعاً نحيي كل الشخصيات الحاضرة معنا وكل المؤمنين لكن أود أيضاً أن أحيي المخيم الرسولي في بقرقاشا الذي ينظمه الآباء الليعازاريون أحييهم الأب شربل خوري ولابا عساف وأحيي الأب باتريس سافاتور لأن هذا المخيم الرسولي في بقرقاشا يقوم به الآباء الليعازاريون مع مؤسسة تيتاني دوريان غروب فرنسيه إنني أحيي مؤسس هذا اللقاء مع الآباء الليعازاريون وأشكرهم على العمل الروحي في بقؤقاشا. أحيي أيضاً معنا مؤسسة التعاضد للرسالة والصداقة الفرنسية السوسسيسون إنتريد ميسيون أميتيو أحيي رئيسها السيد إيلي مظلوم الذين في كل سنة في بشري ينظمون مخيماً ثقافياً فرانكوفونياً لأطفالنا وأولادنا في رعية مار سابا وأحيي كاهنها الخوري شربل مخلوف. أشكرهم جميعاً وقد أنهوا هذا المخيم الثقافي وإضطروا للعودة الى فرنسا.
وتابع: نحن اليوم نعظم أمنا مريم العذراء لأن الرب حقق فيها العظائم وآخرها وتتويج هذه العظائم أنه نقلها بنفسها وجسدها الى مجد السماء الى جانب إبنها ملك الملوك وسيد السادة وبإنتقالها تم تتويجها ملكة السموات والأرض عظائم الله فيها كثيرة نحن نتأمل في ثلاثة منها هي ركائز إنتقالها بالنفس والجسد الى السماء. الركيزة الأولى أن الله بإمتيازه عصمها من خطيئة آدم الذي يولد فيها كل إنسان وتسمى الخطيئة الأصلية التي تزول منا بالمعمودية لكن الرب قبل المعمودية لم يشأ أن تولد هذه التي ستكون أم القدوس لم يشأ أن تجرح طبيعتها بخطيئة آدم فعصمها من الخطيئة الأصلية وهي بالنعمة الإلهية عصمت نفسها من كل خطيئة شخصية. فجدير بهذه الأم التي لم تعرف خطيئة لا بالجسد ولا بالنفس ولا بالروح ان لاتعرف فساد القبر. الركيزة الثانية أن مريم هي أم الإله المتجسد الدائمة البتولية التي أصبحت وهي أم يسوع التاريخي عند الصليب أصبحت أم البشرية أم الكنيسة وبولس الرسول يسمي يسوع البكر في إخوت كثيرين. هذه التي هي أم الإله هذه التي أعطت الجسد للإله هذه التي غذت الإله من أمومتها هذه التي رافقته وربته جدير أن تكون بجانبه بنفسها وجسدها. والركيزة الثالثة هي أن مريم شاركت يسوع بآلام الفداء بكلمة نعم من البشارة الى الصليب ظلت بإيمان ثابت ورجاء وطيد تتحمل وتتألم حتى مرارة الصليب فأضحت شريكةً الفداء. وعندما أعلن هذه العقيدة الإيمانية المكرم البابا بولس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1950 قال: "من أجل هذه الإعتبارات شاء الله بإمتياز خاص ان ترفع مريم بنفسها وجسدها الى السماء وتتوج الى جانب إبنها ملك الملوك وسيد السادة ملكة السموات والأرض".
وأضاف: إخوتي أخواتي، عظائم الله تتحقق فينا عبر التاريخ ويريد منا أن ننفتح بالإيمان والرجاء إليه لكي يستطيع أن يواصل عظائمه في التاريخ وبالحقيقة عظائم كثيرة حققها الله في مؤمنين ومؤمنات حققها في القديسين والطوباويين حققها في حبساء هذا الوادي المقدس حققها في البطاركة الخمس وعشرين الذين عاشوا في الإماتة والتقشف وحرمان الذات في هذا الوادي المقدس حقق عظائمه بشعب مجيد قام وإنتشر في العالم كله حققها في أبينا القديس مارون الذي مثل حبة حنطة ماتت فأعطى الكنيسة المارونية.
وتابع: أيها الإخوة والأخوات هذا هو إيماننا الله ينتظر من كل واحد وواحدةً منا من موقعه ان يحقق عظائمه في التاريخ في العائلة في المجتمع في التجارة في الإقتصاد في السياسة في الإعلام لأن كل شؤون الأرض تغمرها عظائم الله. شرفنا كبير أن نكون نحن من هؤلاء الذين يعطون الله الإمكانية أن يواصل عمله. إننا نحن نصلي اليوم لكي كل إنسان بإيمانه ينفتح لتتميم إرادة الله بعظائمه، نحن أعمالنا كثيرة أعمالنا صغيرة لكن أعمال الله كبيرة بصغرنا وبضعفنا يحقق الأمور الكبيرة.
نحن فيما نصلي أيضاً في هذه الأيام التي نعيش فيها أزمةً وطنية كبيرة وأزمةً أكبر على مستوى المنطقة نحن نصلي اليوم لكي ينفتح جميع رجال السياسة عندنا أكان في البرلمان أو في الحكومة أو في الأحزاب أن يفتحوا قلوبهم الى الله أن يخرجوا من ذواتهم ومصالحهم الضيقة من نظرتهم الخاصة من أسر مواقفهم من إرتباطاتهم لكي يستطيع الله أن يحقق عظائمه في وطننا من خلالهم فيجعلهم بناة دولة ووطن بناة سلام وإستقرار دولة قائمة على ركائز أساسية أربعة مثل ركائز البيوت، الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة. نصلي من أجل كل مسؤولي الدولي لكي يخرجوا من حساباتهم الخاصة لكي يحقق الله سلامه في هذه المنطقة التي أعلن منها السلام للعالم من فلسطين والأراضي المقدسة سوريا والعراق كل هذا المشرق منه إنبثق إنجيل السلام للعالم، نحن نصلي لكي يعمل المسؤولون المحليون والمسؤولون الدوليون لكي يحقق الله عظائمه في هذه المنطقة من العالم. إننا نصلي في عيد انتقال أمنا وسيدتنا مريم العذراء الى مجد السماء لكي نرتفع كلنا الى قمم الروح والأخلاقية والمسؤولية ونخرج الناس كل من موقعه من الزمات التي تتخبط ونتخبط فيها أزمات سياسية إقتصادية معيشية بيئية أمنية بدءاً بإنتخاب رئيس للجمهورية يكون بمثابة مدخل أساس لإنتظام جميع المؤسسات الدستورية العامة الكفيلة بمعالجة كل هذه الأزمات والكفيلة بإحترام المواطنين المطالبين عبر إعتصاماتهم ليس فقط بحقوقهم الشخصثية بل وبخاصة بالخير العام الذي هو الواجب الأساسي واجب الجماعة السياسية ومبرأ وجودها الوحيد.
وختم داعياً للعذراء قائلاً: يا مريم أمنا في عيد إنتقالك الى السماء بالنفس والجسد ويا آخر عظائم الله فيك نسألك أن ترفعينا الى قمم الروح لكي نتمكن أن نتحرر فكراً وقلباً وإرادة فيحقق الله في كل واحد وواحدةً منا عظائمه عبر تاريخ البشر ومعك نرفع المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس الآن والى الأبد.
وبعد القداس استقبل البطريرك النائب ابراهيم كنعان وعرض معه الاوضاع العامة واكد كنعان بعد اللقاء ان الحلول الجزئية لم تعد تنفع وقال :أهم الأمور هو التأكيد على التواصل الدائم مع غبطة البطريرك بكل الملفات والأمور واليوم الزيارة تندرج في هذا الإطار أما الأولويات فهي معروفة لأن الحلول الجزئية لم تعاد نافعة عشنا من الطائفة الى اليوم الكثير من التسويات التي حصلت إن كان على صعيد رئاسة الجمهورية أو على صعيد كل المواقع الأخرى من قانون الإنتخاب وكل المؤسسات الدستورية والإدارية ورأينا الوضع الذي وصلنا إليه والذي بلغناه. غبطته ونحن وجميعنا إذا إلتقينا على شيء هو على إصلاح أو تصحيح الخلل الوطني الكبير الموجود على مستوى رئاسة الجمهورية على مستوى المجلس النيابي على مستوى الإدارة جميعنا الذي نشهده من تمديد وراء تمديد وراء تمديد.
المطلوب أن يتم احترام هذه الإدراة التي هي ليست فقط إرادة المسيحيين بل إرادة جميع اللبنانيين هي الإرادة الدستورية التي يجب ألا نتناقش بها اليوم هنالك واقع ميثاقي ودستوري يوجد خلل فادح على المتسوى الرئاسي وقانون الإنتخاب هذا الأمر مطلوب معالجته وكل الذي نعيشه الآن ونشهده من إختلالات أخرى تحصل في مواقع أخرى مهمة في الدولة هو نتيجة هذا الوضع الذي أصبح له مدة ستة وعشرون سنة. كانت فرصة تبادلنا بها وجهات النظر حول كل هذه المسائل وأكدنا على الثوابت الوطنية التي ملتزمون بها نحن وبكركي وكل القوى التي تؤمن بالدستور والجمهورية وبالميثاق والشراكة الوطنية في لبنان وسيكون لنا حركة في الأيام المقبلة بإتجاه الوصول الى قواسم مشتركة لأنه أكثر من هذا لا نستطيع أن نحتمل الإستمرار بضرب الدستور وضرب الميثاق وضرب الشراكة الوطنية ودائماً الذهاب الى حلول ليست حلول إنما هي مسكنات رأينا نتائجها السلبية على الدولة والجمهورية وعلينا جميعاً.
كما استقبل غبطته القنصل العام انطوان عقيق الذي قدم دعوة للبطريرك للمشاركة في احتفال كفرزبيان في 28 اب الجاري والتقى ايضا اطفال وشبيبة مخيم "مساعدة ورسالة الذي اقيم في بشري حيث بارك غبطته الاطفال ونوه بالجهود التي يبذلها مسؤول الجمعية الياس مظلوم في سبيل تعزيز الصداقة بين اطفال لبنان وفرنسا .
وظهرا استقبل البطريرك الوزير السابق جان عبيد وعرض معه الاوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية.