لبنان
27 أيار 2024, 08:30

البطريرك الرّاعي في ذكرى ٢٥ سنة لوجود الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة في فيا سيرينيلّا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك الكردينال بشارة الراعي، بالقدّاس الإلهيّ، في دير مار أشعياء النبيّ للرهبان الأنطونيّين، في مناسبة مرور خمسٍ وعشرين سنة على وجود هؤلاء في فيا سيرينيلّا Via Serenella في روما-إيطاليا، في ٢٥ أيّار (مايو) ٢٠٢٤.

 

كانت للبطريرك الراعي عظةٌ توجّه فيها إلى رئيس عامّ الرهبنة الأنطونيّة، والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات الحاضرين، كما إلى سفيري لبنان لدى الفاتيكان، ولدى الدولة الإيطاليّة، وإلى الحضور والمتابعين للقدأس عبر وسائل المتابعة المختلفة، قال فيها:  

"يسعدنا اليوم، أن نعيش مع الآباء الأنطونيّين يوبيل خمس وعشرين سنة على حضورهم في فيلا سيرينيلا في دير مار إشعياء النبيّ والمعهد التابع له....

كلام الله هو كلام لا يمكن أن نسمعه بالأذن وينتهي، بل هو كلام يقتضي منّا أن نسمعه ونعمل بموجبه. وبذلك نشبه رجلًا عاقلًا بنى بيته على الصخر. فعندما عصفت الرياح من كلّ ناحية وضربت ذاك البيت لم يسقط لأنّه مبنيّ على الصخر. أمّا من يسمع كلام الربّ ولا يعمل به فيشبه رجلًا بنى بيته على رمل. فما إن هطلت المياه وضربت ذاك البيت، حتّى سقط. وكان سقوطه عظيما."

تابع البطريرك الراعي: "أتكلّم بهذا ونحن نعيش اليوم صعوبات كثيرة، حتّى إذا ما سمعنا كلام ربّنا وعملنا به، تكون أساساتُ "بيتنا" متينة فلا يسقط ولو ضربته الأزمات من كلّ صوب...وهذا هو المقصود وهذا هو المطلوب لكي نستمرّ على الرغم من صعوبات، لكي نتمكّن من النهوض. نحن نؤمن أن الله يسمع ويرى وينقذ شعبنا المؤمن بكلامه الذي يحمل هذا الكلام ويبنيه على صخر."

قال البطريرك: "هي مناسبة لنقدّم للرهبان الأنطونيّين التهاني لأنّهم، بهذا الدير، يعيشون جمال سماع كلام الله والعمل به. يعيشون جمال كلام الله بالفضائل والصفات الإنجيليّة. وكل ما يؤثّر على مسيرة حياتهم، ويجعل منهم كهنة وآباء أمناء على كلام الله لأنّهم يعيشونه في حياتهم. ونحن في لبنان نتطلّع إلى أن يكون شعبنا هكذا، مؤمنًا بدور كلام الله وغيورًا على العمل به ليرسي أسس "بيته" على "صخرٍ" متين، فنستطيع القول إنْ لا خوف على لبنان من أي جهةٍ كانت.  

مؤكّدٌ أن سيأتي يوم وهو آتٍ، الذي فيه، يسمع الله وينظر إلى الذين يسمعون كلامه ويعملون به. والسماء تحدّثنا في هذه الأيّام، بالطوباويّ البطريرك الكبير إسطفانوس الدويهيّ الذي، في الثاني من آب المقبل، يرفع على المذابح طوباويًّا بين الطوباويّين، وكذلك الإخوة المسابكيّين الثلاثة الذين سيرفعهم قداسة البابا في السنة المقبلة قدّيسين بين قدّيسي السماء."

أردف البطريرك الراعي، قال: "هي السماء تحدّثنا مرّة ثانية وثالثة لتؤكد لنا أنّ شعبنا لن يسقط لأنّه يبني بيته على صخرة، لا على الرمل. فلهذا نحن ننظر بكثير من الرجاء إلى ما يجري في لبنان.

أقول هذا الكلام ونحن في فرحة عيد، في فرحة يوبيل خمسة وعشرين سنة على الحضور الأنطونيّ في مقربة من هذا المكان. في هذا الدير والمعهد فيلا سيرينيلا. أقدّم التهاني لقدس الأب العامّ والآباء المدبّرين وأبناء الرهبنة كلّهم ولِرئيس الدير وجمهور آباء هذا المكان، لأقول لهم إنّكم تبنون هنا في نفوسكم بيت الله.  

أرفع صلاتي معكم اليوم صلاةً نلتمس فيها من الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء وبشفاعة المعلّم الإلهيّ شفيع هذه الكنيسة لكي يبارك سنة اليوبيل هذه، يباركها ويجعلها لكل أبناء الرهبانيّة وللكنيسة ولكل أصدقاء هذا البيت، سنة خير وبركة، بانتظار أن يتدخّل الربّ كيفما يريد وساعة يريد فينجّي لبنان".  

فنرفع المجد والشكر للثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس الآن والى الأبد آمين.