أوروبا
07 كانون الأول 2021, 06:55

البطريرك الرّاعي زار مدرسة مار مارون ودار مار أنطونيوس للعجزة في أنتوبولي- قبرص

تيلي لوميار/ نورسات
زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل ظهر الإثنين، مدرسة مار مارون في أنتوبولي- نيقوسيا حيث استقبله الأطفال بالأعلام اللّبنانيّة والقبرصيّة، ثمّ قدّم له طلّاب المرحلة الابتدائيّة عرضًا تراثيًّا وفنّيًّا أنشدوا خلاله أناشيد روحيّة ووطنيّة.

كما ألقت مديرة المدرسة يورغيا شموتي كلمة ترحيب قالت فيها: "نحن نستقبل اليوم وبكلّ فرح أب هذه المدرسة والمسؤول عن إيمانها وهو راعيها الأعلى بطريركنا الّذي نحبّه ونفتخر به". ثمّ عرضت لبرامج المدرسة ولنشاطاتها ولتطلّعات إدارتها وتحدّياتها.  

من جهته، ألقى البطريرك الرّاعي كلمة جاء فيها: "نحن سعداء جدًّا بوجودنا هنا مع السّادة المطارنة ومطران الأبرشيّة. نحيّي مديرة المدرسة والهيئة الإداريّة والتّعليميّة وكلّ الطّلّاب، كما أشكر المديرة على كلمتها اللّطيفة والغنيّة بالتّربية، كما أحيّي الممثّل المارونيّ في البرلمان القبرصيّ وأيضًا كاهن الرّعيّة الخوري يوسف اسكندر. فمن النّاحية الاجتماعيّة والوطنيّة سعادة المديرة مع الهيئة الإداريّة تهيّئون أفضل المواطنين لقبرص العزيزة، يحبّون ويحافظون على وطنهم كما يسعون دائمًا إلى أن يكون وطنهم على تقدّم وتطوّر.  

أشكركم جميعًا من كلّ قلبي ليس فقط لرعايتكم التّربويّة الوطنيّة إنّما تقدّمون أيضًا الرّعاية التّربويّة والعلميّة والثّقافيّة.  

ومن النّاحية الرّوحيّة مهمّ جدًّا وجود المدرسة مقابل الكنيسة بحيث تزيد تربيتهم على الإيمان ويعيشون إيمانهم بأعمالهم وتصرّفات حياتهم اليوميّة.  

أنتم تعلمون أيّها المربّون أنّكم تعلّمون أجيال لا تدرون ماذا يكونون في المستقبل لكن إن أحسنتم تربيتهم تجدونهم في المجتمع بناة للوطن.  

معلوم أنّ الإنسان هو الّذي يحضّر مستقبله من مقاعد الدّراسة.

أشكركم على العمل العظيم الّذي تقومون به وهو تربية الإنسان من أجل المجتمع والكنيسة والوطن. وأوجّه رسالة لجميع الطّلّاب في هذه المدرسة، عندما تأتون إليها عليكم أن تعتبروا الجميع في خدمتكم، عليكم أن تحبّوا مدرستكم وأن تأتوا إليها بحبّ. لأنّ الهيئة الإداريّة والتّعليميّة يحبّون كلّ فرد منكم.  

نعم لأنّكم خلال أيّام المدرسة تبنون علاقات الصّداقة وهذه الصّداقة الحقيقيّة الّتي تبقى إلى الأبد.

نصلّي لكي يبارك الله هذه المدرسة إدارة ومعلّمين وموظّفين وطلّاب وأهالي والرّبّ يكون معكم خلال فترة الأعياد كما أتمنّى لكم سنة مباركة وموسم خير للجميع."

في ختام اللّقاء، قدّم الطّلّاب هدايا إلى البطريرك الرّاعي صنعوها بأيديهم.  

ومن هناك توجّه البطريرك الرّاعي إلى دار مار أنطونيوس للمسنّين حيث كانت في استقباله وزيرة العمل والشّؤون الاجتماعيّة زيتا إيليانيدو وممثّل رئيس أساقفة قبرص المتروبوليت غريغوريوس مع عدد من الكهنة والرّاهبات الأطونيّات اللّواتي يساهمن في الخدمة الرّوحيّة والاجتماعيّة والنّشاط التّرفيهيّ للعجزة.

في مستهلّ الزّيارة، ألقى السيد أنطوني حجّي روسو مؤسّس المأوى بالتّعاون مع المطرانيّة المارونيّة، كلمة شكر وترحيب اعتبر فيها أنّ إنشاء هذا المركز تمّ بفضل التّعاون المثلّث بين لجنة المركز والدّولة والمطرانيّة آملًا منه الرّعاية الدّائمة له. ثمّ تحدّثت الوزيرة إيليانيدو عن أهمّيّة هذا المركز وعبّرت عن سعادتها بزيارة البطريك الرّاعي إليه ومباركته إيّاه، وشدّدت على ضرورة دعم هذا الدّار وأمثاله لأنّ حماية المسنّين وأصحاب الاحتياجات الخاصّة هو واجب على كلّ إنسان وعلى كلّ دولة. كما أشارت إلى أهمّيّة قيام البطريرك الرّاعي اليوم بتدشين القسم الجديد الّذي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصّة.  

البطريرك الرّاعي ردّ بكلمة جاء فيها:" هذا المركز هو مكان الفرح وهو المكان العائليّ. إنّني أحيّي معالي الوزيرة ومن خلالها الحكومة لأشكرهم بدوري على إنجاز هذا العمل الّذي سبق وتكلّمت عنه معاليها ونقدّره لسبب وجيه وهو ليس فقط يتميّز كعمل اجتماعيّ إنّما عمل روحيّ لاهوتيّ راعويّ عظيم، لأنّنا إن لم ندرك أهمّيّته هنالك مجموعة من العجزة أو الّذين يعانون من حاجات خاصّة سوف يعانون من الحزن أو اليأس ربّما لكن هنا في هذا المركز سوف تتغيّر مجرى حياتهم.

فأنتم تقولون للمتقدّمين في السّنّ أنّهم أمامكم في معترك الحياة وأنّه ما زال باستطاعتهم العطاء، إنّهم شهود الإيمان، رجال الصّلاة، لذلك نحن بحاجة لهم. أكرّر تهنئة الحكومة ومعاليك شخصيًّا على هذا العمل ونفتخر فيه وهو علامة ترقّي كبير من قبل الدّولة القبرصيّة العزيزة.

أمّا بالنّسبة لأصحاب الاحتياجات الخاصّة فنحن في اللّاهوت نعتبر من خلالهم تتواصل آلام المسيح من أجل خلاص العالم.  

لهذا السّبب نعود ونكرّر إنّ عملكم ليس فقط عملًا اجتماعيًّا إنّما عمل روحيّ ولاهوتيّ وراعويّ ولذلك يوجد معنا السّادة المطارنة والرّاهبات لنؤكّد بهذا عمل الكنيسة.

نشكر جميع القائمين على الإدارة والخدمة في بيت مار أنطونيوس كما نشكركم على افتتاح الجناح الجديد اليوم من أجل أخواتنا وأخوتنا أصحاب الاحتياجات خاصّة.

إنّ هذا المركز عزيز على قلبنا وعلى قلب الحكومة القبرصيّة لأنّ لدينا كنوز هنا، ومن بين هذه الكنوز لنا كنز خاصّ هو المونسنيور أورفانو."