لبنان
04 أيلول 2020, 14:45

البطريرك الرّاعي التقى أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، اليوم الجمعة 4 أيلول/ سبتمبر 2020، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في إطار زيارته الى لبنان بعد إنفجار الرّابع من آب/ أغسطس موفدًا من قداسة الحبر الأعظم، وقد شارك في اللّقاء البطاركة يوسف الثّالث يونان، يوسف العبسيّ وغريغوار العشرون بحضور السّفير البابويّ في لبنان جوزيبي سبيتيري.

بعد اللّقاء قال الكاردينال بارولين: "في ختام هذا اللّقاء الأخويّ مع غبطة البطريرك الرّاعي وبطاركة الشّرق الكاثوليك، أودّ أن أحيّي اللّبنانيّين وأن أقول لهم ما قلته مرارًا في خلال زيارتي التي استمرّت ليومين، أنّني هنا لنقل تحيّة قداسة البابا وللتّعبير عن تضامنه  وقربه من الشّعب اللّبنانيّ، الذي عانى وما زال من جرّاء التّفجير الأخير، وقد تمكنت من خلال لقاءاتي في لبنان من لمس حجم هذه المعاناة، وما رأيته في زيارتي لمستشفى الجعيتاوي في بيروت خياليّ من ناحية الدّمار، ولكن من ناحية أخرى لمست إرادة اللّبنانيّين بإعادة الإعمار والاستمرار والتّمسك بالحياة، ونحن هنا بإسم قداسة البابا لتشجيع اللّبنانيّين والكنيسة التي فعلت الكثير في فترة الطّوارىء هذه وبشكل عامّ، على صعيد التّعليم والصّحّة، ورسالتنا اليوم هي أنّ لبنان ليس وحيدًا والكنيسة ستقف إلى جانبه وتساعده على النّهوض مجددًا والقيامة من كبوته.

وعن ما إذا كان يخشى على مستقبل المسيحيّين في لبنان، قال بارولين: "أعتقد أنّ المسيحيّين لا يجب أن يخافوا أبدًا لأنّنا جميعًا بين يدي الله وهذا هو إيماننا، كما أنّ حاضرنا ومستقبلنا في يد الله، وقد ذُكر في الإنجيل المقدّس مرارًا عبارة "لا تخافوا"، وهذا ما ردّدته للبنانيّين، فصحيح أنّ المشاكل والعقبات كثيرة ولكن أؤمن أنّه بإرداة الله سنتمكّن من تجاوز كلّ الصّعوبات وقد أثبت اللّبنانيّون قدرتهم عبر التّاريخ على تجاوز الصّعاب".

وعمّا إذا لمس إستياء ومعاناة الشّعب اللّبنانيّ من جرّاء السّياسة المتّبعة وسلوك السّياسيّين في السّنوات الأخيرة، قال الكردينال بارولين: "لم تتسنّ لي الفرصة للقاء الكثير من النّاس، ولكن أعتقد أنّه من المهم جدًا الإصغاء لمطالب الشّعب، وهنا أعني الإصغاء والتّنفيذ السّريع كي يلمس النّاس التّغيير، فالشّعب يطلب الجدّيّة والمسؤوليّة من السّياسيّين".

أمّا عن الحياد النّاشط الذي طرحه البطريرك الرّاعي، قال بارولين: "لقد اطّلعنا من صاحب الغبطة على فكرة ومضمون الحياد النّاشط، ونحن بصدد درس الفكرة التي أطلقها غبطته بشكل معمّق، وأعتقد أنّ هذا بالنّسبة لنا يعني بشكل خاصّ أن يكون لبنان بعيدًا عن الصّراعات الخارجيّة، وما يهمّنا بشكل أساسيّ أن يحافظ لبنان على هويّته وعلى دوره في منطقة الشّرق الأوسط وفي العالم أجمع".