مصر
07 أيار 2024, 12:30

البطريرك إبراهيم: مخافة الله تحرّرك من كلّ مخاوف وتحوّل خوفك إلى قوّة وحياة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، مساء السبت، قدّاس عيد القيامة المجيد، وذلك في كاتدرائية السيّدة العذراء سيّدة مصر، في مدينة نصر.

 

بعد الإنجيل، ألقى البطريرك عظة قال فيها "المسيح قام" خبرٌ يحمل إلى متلقّيه الفرحة والدهشة والخوف أيضًا. لذلك طمأن الملاك المرأتين بقوله: "لا تخافا… أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب… إنّه ليس ههنا، فقد قام كما قال".  

تابع البطريرك قائلًا: مخافة الربّ تطرد كلّ المخاوف الأخرى. نحن نعيش في عالم يتّسم بالخوف بشكل متزايد. الخوف على سلامتنا، الخوف على صحّتنا، الخوف على مستقبلنا. والأخطر من ذلك: الخوف من قول ما نفكّر فيه، أو الخوف من إعلان الإنجيل، أو الشهادة للمسيح. "لا تخافا".  

أريد أن أتأمّل معكم حول موضوع الخوف وكيفيّة التعامل معه، مَن منّا لم يختبر الخوف؟ ممّا نخاف؟ نخاف من الفشل، نخاف من الرفض، ونخاف أيضًا من الخيانة والوحدة والموت، ونخاف من اتّخاذ قرار اتّباع ربّنا يسوع.

كيف نواجه مخاوفنا هذه؟ هناك طرقٌ عديدة لتجنّب الخوف، على سبيل المثال:  

1.  الانغماس في الأنشطة، حتّى لا نشعر بالخوف العميق في داخلنا؛  

2.  الإنكار ومحاولة السيطرة على مخاوفنا، بتناول أدوية مهدّئة. وللعلم إنكار المخاوف يزيدها قوةً وانتشارًا في مجالات الحياة اليوميّة كافّة؛  

3.  الهرب منها... والهرب يحرمنا عيش ملء الحياة.  

ولن يسمح الخوف لحياتنا أن تتطوّر إلى ما وعد به الربّ يسوع "جئت لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم أفضل". لا بدّ من مواجهة مخاوفي حتّى تتحرّر نفسي من الخوف؛

4.  ممارسة الصلاة بإيمان وإصرار على مواجهة المخاوف وطردها. أسأل نفسي أوّلا ما الذي أخاف منه فعلاً؟ من أين يأتي خوفي؟ وإلى أين يتّجه؟

إنّ الاحتفال بقيامة الربّ اليوم، يذكّرنا أنّنا لا نتّجه نحو العدم، بل سنقوم مع المسيح في نور الحياة. فالخوف من الموت الجسديّ لا يغيّر شيئًا في حياتنا، إنّما المخيف حقّا هو موت الروح.

تابع البطريرك إبراهيم يقول "الربّ المخلّص يدفعنا نحو الحياة وليس الموت. يعلن الملاك للنسوة أن يسوع ليس ههنا لكنّه قام! إنّه ليس في القبر ولا يريدنا أن نبقى في القبر، خرج ويريدنا أن نخرج منه! فالخوف ليس من عمل الله، فهو يريد أن يحرّرنا، ليفتح لنا طريقًا في الوقت الذي نعتقد فيه أنّه لا يوجد مستقبل، أو أنّ الأسوأ آتٍ بالتأكيد.  

 

المسيح القائم يحوّل خوفنا إلى قوّة وحياة... هو قام من أجلنا ومن أجل خلاصنا، ليفتح لنا بانتصاره على الموت، الحياةَ الأبديّة. لذا المسيح القائم يريد أن يحرّرنا ويغيّر حياتنا، فهل أصدق ذلك؟ هل أؤمن به؟ هل أنا مستعدّ لنبذ الشرّ وكلّ ما يؤدّي إلى موت الخطيئة، لأعيش حرّيّة أبناء الله؟

تابع البطريرك ابراهيم إسحق يقول إنّ نعمة القيامة ليست للغد بل الآن وهنا. لكي يتجلّى المسيح القائم ويمنحنا نوره وقوّة انتصاره على الموت وكلّ أشكاله. ويخرجنا من قبر حساباتنا ورباطات أنانيّتنا التي تريد أن تحتكر كلّ شيء لنفسها.  

واجِهْ مخاوفك بنعمة المسيح القائم وحوّلها إلى جسور تعبر عليها متّجهًا نحو الحياة. لا تكن ضحيّة مخاوفك، هلّم تعال إلى يسوع القائم، ليشفي بروحه القدّوس جروحك ويطرد أيّة مخاوف...الله وحده يمنحنا النصرة والغلبة على مخاوفنا التي تعوق حياتنا ودعوتنا أن نصبح شهودًا حقيقيّين لقيامته المجيدة.  

ختم البطريرك إبراهيم عظته بطلب الصلاة: لنصلّ من أجل عالم تسوده الأخوّة والمحبّة...لنصلّ من أجل بلدنا مصر وشعبها والقائمين على خدمته... لنصلّ من أجل العائلة، خصوصًا تلك العائلات التي تمرّ باختبارات صعبة، لتظلّ حجر الزاوية لكلّ ما نطمح إليه من تقدّم ورُقيّ... لنصلّ من أجل الكنيسة...حتى تظلّ شاهدة أمينة لقيامة المسيح، على مثال أمّنا مريم العذراء. آمين.