مصر
29 نيسان 2017, 05:36

البابوان فرنسيس وتواضروس يوقّعان اتّفاقاً تاريخياً غير مسبوق حول إعادة سرّ المعموديّة

وقّع البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال زيارة الاوّل للمقرّ البابوي في الكاتدرائية العباسية، اتّفاقاً تاريخيّاً" ينهي الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية حول إعادة "سرّ المعموديّة".

وكشف المجمع المقدّس، أنّ النصّ الذي تمّ التوقيع عليه هو"طاعةً لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلّى المسيح من أجلها، نحن اليوم البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سرّ المعموديّة الممارس في كنيستينا للشّخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى، حسب تعاليم الكتاب المقدّس، وإيمان المجامع المسكونيّة الثلاث في نيقية والقسطنطينية وأفسس. نطلب من الله الآب أن يقودنا في الأوقات وبالطّرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السّري".
وفي خطابه دعا البابا فرنسيس لأن نشهد للمسيح معاً، وأن نحمل للعالم إيماننا، قبل كل شيء بأسلوب الإيمان الخاص: أي بعيشه. وأكدّ أنّ ما يدعم نضوج مسيرتنا المسكونيّة، وبطريقة سرّية وحاليّة للغاية، هو أيضاً مسكونية الدم الحقيقية والفعليّة.
وقال:"إكرامًا لهذا التراث المشترك جئت كزائر لهذه الأرض، حيث الربّ نفسه أحبّ المجيء:هنا نزل، ببهاءٍ، على جبل سيناء، وهنا، طفلاً، وبكلّ تواضع، وجد ملجأ. وسأل البابا في الختام الربّ ذاته أن يهبنا أن ننطلق اليوم مجدّدًا كحجّاج شَرِكةٍ وكمبشّري سَلامٍ.
وفي خطاب البابا تواضروس الثاني، مرحّباً برمز من رموز السّلام، كما جاء في وصفه البابا فرنسيس، في عالم صاخب بالصّراعات والحروب، عالم يتوق لجهود مخلصة في نشر السّلام والمحبّة ونبذ العنف والتّطرّف".
ومرحّباً به أيضاً في أرض مصر الحبيبة، التي تدفع كل لحظة ضريبة الدم من زكي الدماء وزهرة الشباب لأجل أن تبقى أرض السلام للجميع،
ولفت إلى أنّ حوار الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية يحتفل هذه السنة بعامه الخامس عشر، وأنّ الوحدة في عالم اليوم هي أهمّ وأوضح شهادة للمسيح يمكن أن نقدّمها للعالم، آملاً في كلمته إلى أن"نصبو إلى ذلك اليوم الذي نكسر فيه الخبز سويّاً على المذبح المقدّس، وذلك اليوم الذي تدقّ فيه كل أجراس كنائس المسكونة سويّاً احتفالاً بميلاد المخلّص أو بقيامته،"منوّهاً بعمل الكنيسة الكاثوليكية إثر ما قدّمته لعموم المصريين في مجالات الفكر.
وختمَ البابا تواضروس قائلاً:"فجيعتنا إنّما هي فجيعة وطن مترابط لن يفلح المغرضون أن يشتّتوا قلوبهم ما يضرب القدوة والمثل للأجيال كلّها، هكذا تكون مصر كما يعرفها التاريخ منذ القدم واحة سلام ومهبط الرّسالات، يجد فيها الخائفون والمتخوّفون بلد سلم وأمن وواحة، تتلاقى فيها الحضارات معلنةً أنّ سماء مصر تسع الجميع تحتها في سلام على نهاية الزمن.
وبعدها انتقلا الى الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية في العباسية، واحتفلا بصلاة مسكونية جمعت بين الصّلوات القبطية الأرثوذكسية والتّرانيم الكاثوليكية.