تواضروس واصل زيارته الرّعويّة إلى محافظة أسيوط وألقى عظته الأسبوعيّة في القوصيّة
وفي التّفاصيل، وبحسب "المتحدّث باسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة"، زار البابا معهد ديديموس لإعداد المرتّلين، ورتّل الدّارسون عددًا من الألحان وأثنى عليهم وشجّعهم وشاركهم في التّرتيل.
ثمّ توجّه إلى الكلّيّة الإكليريكيّة حيث عقد لقاءً مع طلّابها وطلّاب معهد ديديموس، وقد حدّثهم عن ثلاثيّة هامّة تؤدّي من خلالها الكنيسة عملها، وهي: التّعليم والتّكريس والرّعاية، والّتي تعد بمثابة مثلّث الخدمة الكنسيّة.
كما افتتح المركز الثّقافيّ بالدّير بعد تجديده، وعقد لقاء مع مجمع رهبان الدّير تمحور حول موضوع "الرّهبنة فرح واستقامة" من خلال مزمور التّوبة.
أمّا مساءً فترأّس البابا اجتماع الأربعاء في كاتدرائيّة السّيّدة العذراء والقدّيس يوسف البارّ بالقوصيّة، وسط مشاركة الآلاف من الجماعة المؤمنة.
وبعد الصّلاة، استكمل البابا سلسلة "أصحاحات متخصّصة"، وتوقّف عند الآية "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا"، حاثًّا على اتّخاذها كشعار يوميّ، شارحًا أهمّيّة هذا المبدأ كالتّالي:
"1- المحبّة هي الله، "اللهَ مَحَبَّةٌ" (١يو ٤: ٨)، والله لا يسقط أبدًا، والمحبّة هي طبيعة الله نفسه، وهي جوهر الله.
2- المحبّة هي الفضيلة الوحيدة الّتي تمتدّ معنا في السّماء، "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (١كو ١٣: ١٣).
3-المحبّة شعار يربطنا بالله، فهي صلة لا تنكسر ولا تختفي، وحاضرة دائمًا في العلاقة مع الله.
4-الأعمال بدون محبّة لا قيمة لها، والدّيّان العادل سيسأل البشر عن مقدار المحبّة الّذي جمعوه في حياتهم، فالمحبّة تبقى أبديّة.
5-المحبّة، لأنّها هي الله، فهي قادرة أن تنتصر على كلّ شيء."
وشرح البابا قوّة المحبّة من خلال الكتاب المقدّس، فهي: لا تسقط مع الزّمن، ولا تسقط أمام الشّرّ ولا أمام الموت، هي لا تسقط أبدًا لأنّ فيها الرّحمة من يد الله، وهي كلمة ثابتة لا تزول.
واختتم عظته مؤكّدًا أنّ "المحبّة هي وصيّة، وهي شعار، وهي أيضًا اختبار لقوّة الله، فـ"غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»" (لو ١٨: ٢٧).