الفاتيكان
22 آب 2019, 12:50

البابا يُذكّر بمتطلّبات الشراكة الأخويّة

مُتابِعاً سلسلة تعاليمه حول أعمال الرسل، توقّف البابا فرنسيس عند مفهوم الشراكة الأخويّة، ضمن المقابلة العامّة التي أجراها مع المؤمنين في قاعة بولس السادس

وقد شرح الأب الأقدس أنّ مشاطرة الوقت والممتلكات المادية ليست خياراً بسيطاً، بل هي شرط أساسيّ للانتماء إلى جماعة مسيحيّة. وأضاف: “إن أردتم أن تكونوا مسيحيّين صالحين، عليكم أن تصلّوا وأن تبحثوا عن التقدّم من المناولة ومن سرّ المصالحة… لكن ما يُحدّد الانتماء إلى الجماعة المسيحيّة وما يُثبت صدق التوبة هو القدرة على استعمال خيراتنا لمساعدة الفقراء، لأنّ التضامن هو ما يبني الكنيسة على أنّها عائلة الله”.

كما وشرح الحبر الأعظم معنى وضع الخيرات في تصرّف الشراكة قائلاً: “في الاتّساق بين الحياة الإفخارستيّة والصلوات والتبشير واختبار الشراكة الحسية، تمكّن الرسل من بناء أوّل جماعات مسيحيّة. وكلّ تاريخ المسيحيّة يشهد على أشخاص عرفوا التخلّي عن أشياء كانت لهم لإعطائها للآخرين. وليس فقط المال، بل الوقت أيضاً”.

شكل جديد من العلاقات مع الآخرين

وتابع الأب الأقدس شرحه قائلاً: “في كتاب أعمال الرسل، أصبحت الشراكة الطريقة الجديدة للعلاقات بين رسل الرب. وهذه الطريقة الجديدة بالتصرّف فيما بينهم أوصلت بعض الشهود من الخارج إلى أن يقولوا: انظروا كيف يحبّون بعضهم البعض. ومع الحبّ الحسّي، عندما يساعد الأقوياء الضعفاء، لا أحد يختبر العوز الذي يذلّ ويُشوّه كرامة الإنسان. إذاً، إنّ الأنجلة تفترض عدم نسيان الفقراء، وليس فقط الفقراء مادياً بل فقراء الروح ومَن يواجهون المشاكل ويحتاجون إلى قُربنا. إذاً، على المسيحيّين ألّا يكونوا سيّاحاً، بل إخوة لبعضهم البعض. ومَن يبحثون عن مصالحهم الخاصّة يواجهون خطر الانزلاق نحو الموت الداخليّ”.

ثمّ وجّه البابا لسامعيه هذا التحذير: “يقول كثر إنّهم قريبون من الكنيسة وإنّهم أصدقاء للكهنة والأساقفة، فيما هم لا يبحثون إلّا عن مصالحهم الخاصّة. الخبث هو ما يقضي على الكنيسة”.

وختم البابا فرنسيس تعليمه في التعبير عن أمله بأن يعكس الرب علينا روح العطف التي تتغلّب على النفاق وتُسوّق للحقيقة التي تُغذّي التضامن المسيحيّ الذي هو بعيد كلّ البعد عن نشاط المساعدة الاجتماعيّة، بل هو تعبير عن طبيعة الكنيسة أمّ الجميع، خاصّة أمّ الفقراء”.