البابا يوحنّا بولس الثاني عن الأب جيرزي بوبيوشكو: الحرّيّة في الحقيقة

على الأرجح، لم يلتقِ البابا يوحنّا بولس الثاني والأب جيرزي بوبيلوسكو وجهًا لوجه أبدًا. في عام 1983، كان البابا يزور موطنه بولندا ورفض النظام الشيوعيّ إصدار تصريح خاصّ لقسيس نقابة "تضامن" العمّاليّة المستقلّة.  

مثل الكهنة الآخرين من جيله، تأثّر الأب جيرزي بشدّة بالبابا البولّندي.

كان البابا يوحنّا بولس الثاني على علم بمهمّة الكاهن كقسيس للعمّال في وارسو وكان على دراية بوعظاته. وأرسل إليه البابا تحيّاته ومسبحة. في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1984، كانت هذه المسبحة التي لفّت حول يدَي الكاهن وهو يرقد في نعشه.

اختُطف الأب جيرزي في 19 تشرين الأوّل/أكتوبر 1984، وطلب البابا يوحنّا بولس الثاني الصلاة وناشد خاطفي الكاهن في خلال المقابلة العامّة وصلاة التبشير الملائكيّ.

ولكن، بعد أحد عشر يومًا، تمّ اكتشاف جثّة جيرزي، وسرعان ما أدرك البابا أنّ هذا الاستشهاد سيلعب دورًا حاسمًا في نضال بولّندا من أجل الاستقلال.  

إبّان المقابلة العامّة في 31 تشرين الأوّل/أكتوب 1984، قال البابا يوحنّا بولس الثاني: "المسيحيّون مدعوّون ليكونوا منتصرين في يسوع المسيح. إنّ النصر بيسوع المسيح لا ينفصل عن التعب وحتّى عن الألم، كما أنّ قيامة المسيح لا تنفصل عن الصليب. لقد انتصر اليوم بالفعل، حتّى لو كان ملقى على الأرض مُداسًا".

وأضاف البابا: "هذا الموت هو أيضًا شهادة. أصلّي من أجل الأب جيرزي بوبيوشكو وصلّوا أنتم أكثر لكي يحمل هذا الموت ثمرة الخير، كما حمل الصليب ثمرة القيامة.

وبعد خمس سنوات، أصبحت بولندا الدولة الأولى في الكتلة الشيوعيّة التي تستعيد حريّتها. في ظلّ هذه الظروف الجديدة، ذكّر البابا يوحنّا بولس الثاني مواطنيه مرّة أخرى بالأب جرزي قائلًا: "فلتكن شهادة هذا الكاهن، الخالدة والصالحة ليس فقط بالأمس، بل اليوم أيضًا، دعوة لنا جميعًا. وربّما أكثر من ذلك اليوم."

طوال حبريّته، واصل البابا يوحنّا بولس الثاني الإشارة إلى شهادة الأب جيرزي كمثال لكيفيّة تعامل الشعب البولّنديّ مع التغيّرات التي تحدث في القارة الأوروبيّة.