البابا ينشئ لجنة بابويّة جديدة لليوم العالميّ للأطفال
نظرة الطفل هي نظرة الرهبة والانفتاح على الغموض، ورؤية ما يفشل الكبار في إدراكه في كثير من الأحيان."
أيّد البابا فرنسيس أهمّيّة الأطفال في رسالةٍ خطيّة ممهورة بتوقيعه، تنصّ على إنشاء اللجنة البابويّة لليوم العالميّ للطفل.
أوكل الأب الأقدس إلى اللجنة البابويّة الجديدة مهمّة "تعزيز اليوم العالميّ للأطفال وتنظيمه وتنشيطه"، وعيّن الأب إنزو فورتوناتو الفرنسيسكانيّ، كالرئيس الأّول لها.
أشار البابا، في رسالته، إلى أنّ الوضع الاجتماعيّ للأطفال تغيّر بشكل كبير عبر تاريخ البشريّة.
قال: "في زمن يسوع، لم يكن الأطفال يحظون بتقدير كبير". "لقد اعتبروا أنّهم "ليسوا رجالًا بعد"، بل واعتبرهم حاخامات يركّزون على شرح أسرار المملكة، مصدرَ إزعاج". لكنّ يسوع، تابع البابا، قلب هذه العقليّة وحثّ تلاميذه على الاقتداء بالدهشة التي يتعامل بها الأطفال مع الحياة.
قال الأب الأقدس: "التلاميذ مدعوّون إلى النمو في الثقة والتخلّي والتعجّب والدهشة - وهي صفات غالبًا ما يطفئها العمر وخيبة الأمل في البشريّة".
وبما أنّ الأطفال افتُدوا بدم المسيح، فإنّ لديهم أيضًا قيمة متأصّلة في مرحلتهم الحاليّة في الحياة، ليس فقط لما سيساهمون به للكنيسة والمجتمع في المستقبل عندما يصيرون بالغين".
قال البابا: "الأسرة والكنيسة والدولة موجودة للأطفال، وليس العكس". "منذ الولادة، ينال كلّ إنسان حقوقًا عالميّة غير قابلة للتصرّف وغير قابلة للانتهاك".
ثمّ حثّ الكنيسة على إعطاء صوت لحقوق الأطفال كواجب لها وكتعبير عن المحبّة.
وقال إنّ الأطفال بحاجةٍ إلى وحقٍّ في "أن تعترف بهم أمّهاتهم وآباؤهم وأسرهم ويقبلوهم ويفهموهم، من أجل الحصول على الثقة. أن يكونوا محاطين بالمودّة ويختبرون الأمان العاطفيّ، سواء كانوا يعيشون مع والديهم أم لا، لاكتشاف هويّتهم؛ وأن يكون لهم اسم وعائلة وجنسيّة، إلى جانب الاحترام والسمعة الطيّبة، وأن يتمتّعوا بالاستقرار العاطفيّ في ظروفهم المعيشيّة والتعليميّة".
وقال إنّ اليوم العالميّ للطفل يوفّر فرصة لوضع الأطفال في قلب العمل الرعويّ للكنيسة وتوحيد الأبرشيّات حول العالم اعترافًا بأهمّيّتهم.
أكمل البابا بأنّ اليوم العالميّ يساعد الأطفال على "معرفة ربّنا يسوع المسيح وحبّه وخدمته في دوره كصديق وراعٍ صالح وترسيخ إيمانهم في تقليد الأطفال القدّيسين الذين تعتزّ بهم الكنيسة كتراث روحيّ".
في الختام، أكّد الأب الأقدس أنّ اللجنة الجديدة ستمنع اليوم العالميّ للأطفال من أن يتحوّل إلى حدثٍ منعزل، بل سيصير هذا اليوم جهدًا مستدامًا لضمان أن "تصبح العناية الرعويّة للأطفال أولويّة مؤهَّلة بشكل متزايد من الناحية الإنجيليّة والتربويّة".