البابا يمنح سرّ التّثبيت لطفلة مصابة بورم خبيث
أمّا البداية فكانت بلقاء الأب الأقدس أطفال التّعليم المسيحيّ وأهاليهم ومربّيهم، فنقل إليهم أهمّيّة مرافقة الأبناء في مسيرة الإيمان، مثمّنًا دور الأجداد ككنز للكنيسة والمجتمع، حاثًّا إيّاهم على تكلُّم لغة الحبّ في البيت واللّعب والتّحدّث مع الأبناء "لأنّهما يشكّلان الفيتامين الضّروريّ لكي ينموا أقوياء وأصحّاء".
من جهة ثانية، دعا البابا الكهنة والأساقفة إلى "القرب" من الشّباب الّذين يجدون صعوبة في الاندماج في الرّعيّة، وهذا "لقد قاله الله الآب نفسه عندما أراد أن يكون ابنه قريبًا منّا. يسوع هو الله القريب منّا. ونحن رسل يسوع علينا أن نسير في هذه الدّرب، إذ لا يتمُّ التّبشير بالإنجيل بالكلمات والبراهين وإنّما بالقرب والشّهادة والصّدق".
وأشار إلى "أنّ فرح الإنجيل وحده هو الّذي يصنع الفرق لا العظات ولا الكلمات لأنَّ الكنيسة لا تنمو بالاقتناص وإنّما بالجذب، بجاذبيّة الشّهادة، فنحن لسنا فريق كرة قدم وإنّما تلاميذ ليسوع يسعون للعيش بحسب ما يقوله لنا الإنجيل وهذا الأمر يولّد الفرح على الدّوام، وهذا ما كان يحصل في بداية الكنيسة، لأنّ الفرح هو شرط لعيش الإنجيل".
ثمّ كان لقاء مع المرضى والمسنّين وهم "ما يجعل شجرة الكنيسة تزهر لأنّهم يعرفون كيف ينقلون الجذور"، وقال: "أنتم تنقلون الإيمان وتنقلون الحكمة؛ أنتم غنى الكنيسة وحُماتها. إنّ المجتمع المعاصر يسعى جاهدًا ليجعلكم تعتقدون بأنَّ زمنكم قد ولّى وأنّه لم يعد لديكم قيمة وأنّكم مجرّد فضلات: هذه كلّها أكاذيب!".
وختم الزّيارة بقدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة الرّعيّة حيث ألقى عظة للمناسبة قال فيها: "إثبتوا في محبّتي" هذه هي الوصيّة الّتي يعطيها يسوع لتلاميذه قبل أن يتألّم ويموت، وهي الوصيّة الّتي يعطيها لنا ولكلِّ فرد منّا. ودعا الجميع للتّأمّل حول المعنى الحقيقيّ للمحبّة الّتي تظهر في ما صنعه يسوع من أجلنا وقال نريد أن نفكِّر حول ما هو الحبّ؟ قد يقول لي أحدكم: "نعم! لقد رأيت مسلسلاً حول الحبّ وكان جميلاً... يتحدّث عن قصّة حبيبين ولكنّه انتهى بشكل حزين للأسف!" لا الحبّ ليس ما تخبرنا عنه الأفلام؛ الحبّ هو شيء آخر. الحبّ هو تحمّل مسؤوليّة الآخرين، وبالتّالي ليس مجرّد أمر رومانسيّ لا! الحبّ هو عمل! فكّروا بأمّهاتكم، وكيف تحبّ الأمّ أولادها؛ بالعمل من أجلهم والعناية بهم... المحبّة هي على الدّوام عمل من أجل الآخرين لأنَّ الحبّ يظهر في الأعمال وليس في الأقوال.
إنَّ المحبّة تكمن في الأعمال وعلى كلّ واحد أن يسأل نفسه: "ماذا أفعل من أجل الآخرين؟" في العائلة هل تحبّ أبناءك؟ أكانوا صغارًا أم كبارًا؛ هل تحبّ والديك؟ هل تحبّ أجدادك؟ ماذا تفعل من أجلهم؟ هكذا يمكننا أن نتأكّد إن كنّا نحبّ فعلاً بهذين السّؤالين: "هل أحبّ؟ ماذا أفعل؟" وفي هذا الإطار يمكن أن تساعدنا لنفتح عيوننا جملة من القراءة الثّانية الّتي تقدّمها لنا اللّيتورجيّة اليوم من رسالة القدّيس يوحنّا الأولى والّتي تؤكِّد لنا أنّ المحبّة هي دائمًا في الطّليعة: "ظَهَرَت مَحبَّةُ اللهِ بَينَنا، بأَنَّ أَرسَلَ ابنَه الوَحيدَ إِلى العالَم لِنَحْيا بِه. تِلكَ هي المَحبّة: نَحنُ لَم نُحِبُّ الله، بل هو الَّذي أَحَبَّنا وأَرسَلَ ابنَه كَفَّارةً لِخَطايانا".
إن تمكّن الأشخاص في هذه الرّعيّة من عدم التّكلّم بالسّوء عن بعضهم البعض فسيستحقّون التّقديس جميعًا، فكّروا بهذا الأمر! هذا ما أقوله دائمًا: اجتهدوا لكي لا تتكلّموا بالسّوء عن الآخرين؛ قد يطلب منّي أحدكم قائلاً: "أعطنا إذًا يا أبتي وصفة لكي لا نتكلّم بالسّوء عن الآخرين" إنه أمر سهل جدًّا وبمتناول الجميع! في كلِّ مرّة تشعر بالرّغبة في التّكلّم بالسّوء عن الآخرين، عضَّ لسانك فسينتفخ وبالتّأكيد لن تتكلّم بالسّوء عن أحد بعد الآن".