البابا يعلن عن سنة خاصّة لـ"عائلة فرح الحبّ"
وفي كلمته أيضًا، شدّد الأب الأقدس على ضرورة المحافظة على ثلاث كلمات في العائلة، وهي: "عن إذنك"، "شكرًا"، و"عذرًا"، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":
"بعد أيّام قليلة من عيد الميلاد، تدعونا اللّيتورجيا إلى التّحديق إلى عائلة يسوع ومريم ويوسف المقدّسة. من الجيّد أن نتأمّل في حقيقة أنّ ابن الله أراد، مثل جميع الأطفال، أن يحتاج إلى دفء العائلة. لهذا السّبب بالتّحديد، فإنّ عائلة النّاصرة هي العائلة النّموذجيّة، حيث يمكن لجميع العائلات في العالم أن تجد فيها مرجعيّتها الأكيدة وإلهامًا أكيدًا. في النّاصرة، أزهر ربيع الحياة البشريّة لابن الله منذ أن حُبل به بواسطة الرّوح القدس في حشا مريم العذراء. وداخل جدران بيت النّاصرة المضياف تمّت طفولة يسوع بفرح، تحيط به العناية الوالديّة لمريم ورعاية يوسف، حيث تمكّن يسوع من رؤية حنان الله.
وتشبُّهًا بالعائلة المقدّسة، نحن مدعوّون لكي نكتشف مجدّدًا القيمة التّربويّة للنّواة العائليّة: الّتي تتطلّب أن تقوم على الحبّ الّذي يجدّد العلاقات على الدّوام من خلال فتح آفاق الرّجاء. في العائلة يمكننا أن نختبر الشّركة الصّادقة عندما تكون بيتًا للصّلاة، وعندما تكون المشاعر عميقة ونقيّة، وعندما يسود الغفران على الخلافات، وعندما يخفّف الحنان المتبادل والاتبّاع الهادئ لإرادة الله من قسوة الحياة اليوميّة. بهذه الطّريقة، تنفتح العائلة على الفرح الّذي يمنحه الله لكلّ من يعرف كيف يعطي بفرح. في الوقت عينه، تجد أيضًا الطّاقة الرّوحيّة للانفتاح على الخارج، وعلى الآخرين، وعلى خدمة الإخوة، والتّعاون من أجل بناء عالم جديد وأفضل على الدّوام، فتصبح بالتّالي قادرة على أن تكون حاملة لحوافز إيجابيّة؛ إنّ العائلة تبشّر بواسطة مثال حياتها.
صحيح، أنَّ هناك مشاكل في جميع العائلات، وقد يتشاجر أفرادها في بعض الأحيان. قد يقول لي أحدكم "يا أبتي، لقد تشاجرت..." - لكنّنا بشر، ونحن ضعفاء، ولدينا جميعًا في بعض الأحيان هذا الواقع أنّنا نتشاجر في العائلة. سأخبركم بشيء: إذا تشاجرنا في العائلة، فلا يجب أن يتنهِ يومنا بدون استعادة السّلام. "نعم، لقد تشاجرت" ولكن قبل أن ينتهي اليوم، استعد السّلام. وهل تعلم لماذا؟ لأنّ الحرب الباردة في اليوم التّالي هي خطيرة جدًّا. ولا تساعد أبدًا. من ثمَّ، يوجد في العائلة ثلاث كلمات، ثلاث كلمات يجب الحفاظ عليها دائمًا: "عن إذنك"، "شكرًا"، "عذرًا". "عن إذنك"، لكي لا تكون متطفِّلاً في حياة الآخرين. وبالتّالي عليك أن تطلب الإذن: هل يمكنني فعل شيء؟ هل يبدو لك أنّه بإمكاني فعل هذا؟ الإذن. دائمًا، لكي لا تكون متطفِّلاً. "عن إذنك"، هي الكلمة الأولى. "شكرًا": هناك الكثير من المساعدة، والعديد من الخدمات الّتي نقدّمها في العائلة: وبالتّالي علينا أن نشكر على الدّوام. الشّكر هو دم الرّوح النّبيلة. ومن ثمَّ تأتي الكلمة الأصعب، "عذرًا"، "أنا آسف". لأنّنا دائمًا نفعل أشياء سيئة، وفي كثير من الأحيان قد يشعر شخص ما بالإهانة من هذا: وبالتّالي علينا أن نقول "عذرًا"، "أنا آسف". لا تنسوا هذه الكلمات الثّلاث: "عن إذنك"، "شكرًا"، "عذرًا". إذا وُجدت هذه الكلمات الثّلاث في العائلة، وفي البيئة الأسريّة، فإنّ العائلة ستكون بخير.
يدعونا عيد اليوم إلى مثال التّبشير في العائلة، ويقترح علينا مثال الحبّ الزّوجيّ والعائليّ، كما تمّ التّأكيد عليه في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الحبّ"، الّذي ستصادف الذّكرى الخامسة لصدوره في التّاسع عشر من آذار مارس المقبل، وسيكون هناك سنة للتّأمّل حول الإرشاد الرّسوليّ "فرح الحبّ" وستكون مناسبة لتعميق محتويات هذه الوثيقة. وستوضع هذه التّأمّلات في متناول الجماعات الكنسيّة والعائلات لمرافقتها في مسيرتها. وإعتبارًا من الآن، أدعو الجميع للانضمام إلى المبادرات الّتي ستنظّمها وتنسّقها خلال هذا العام دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة. لنوكل إلى عائلة النّاصرة المقدّسة، ولاسيّما إلى القدّيس يوسف، الزّوج والأب الغيور هذه المسيرة مع العائلات في جميع أنحاء العالم.
لتنل العذراء مريم، الّتي نتوجّه إليها الآن بصلاة التّبشير الملائكي، لعائلات العالم بأسره بأن تكون أكثر انجذابًا للمثال الإنجيليّ للعائلة المقدّسة، فتصبح هكذا خميرة إنسانيّة جديدة وخميرة تضامن ملموس وعالميّ."
وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، حيا الأب الأقدس العائلات والجماعات والمؤمنين، الّذين يتابعون الصّلاة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وقال: "يتوجّه فكري بشكل خاصّ إلى العائلات الّتي فقدت أحد أفرادها خلال الأشهر الأخيرة أو امتُحنت بسبب عواقب الوباء. أفكّر أيضًا في الأطبّاء والممرّضات وجميع العاملين الصّحّيّين الّذين كان لالتزامهم الكبير في الطّليعة في مكافحة انتشار الفيروس تداعيات كبيرة على الحياة العائليّة. واليوم، بشكل خاصّ، أوكل إلى الرّبّ جميع العائلات، ولاسيّما تلك الّتي تعاني من صعوبات الحياة وجروح عدم التّفاهم والانقسام. ليمنحها الرّبّ جميعًا، المولود في بيت لحم، الصّفاء والقوّة لكي تسير متّحدة في طريق الخير. ولا تنسوا هذه الكلمات الثّلاث الّتي ستساعد كثيرًا على العيش في وحدة في العائلة: "عن إذنك"،- لكي لا تكون متطفّلاً، وتحترم الآخرين- "شكرًا"- لأنّه علينا أن نشكر بعضنا البعض، بشكل متبادل في العائلة - و"عذرًا"، "أنا آسف" عندما نفعل شيئًا سيّئًا، أو عندما نتشاجر، وهذا الـ"أنا آسف" من فضلك قله قبل انتهاء اليوم: إستعد السّلام قبل أن ينتهي اليوم."