الفاتيكان
23 آذار 2020, 11:25

البابا يصلّي من أجل الّذين يموتون بعيدًا عن أحبّائهم بسبب كورونا

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البابا فرنسيس، خلال قدّاس الأحد في كابيلا بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان، الصّلاة على نيّة الّذين يموتون بسبب فيروس كورونا وحدهم بعيدًا عن أحبّائهم، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "نسمع في هذه الأيّام أخبارًا عن العديد من الموتى: رجال ونساء يموتون وحدهم من دون أن يودِّعوا أحبّاءهم. لنفكّر فيهم ولنصلِّ من أجلهم وإنّما أيضًا من أجل العائلات الّتي لا يمكنها أن ترافق أحبّاءها في عبورهم هذا. وبالتّالي ستكون صلاتنا الخاصّة على نيّة الموتى وعائلاتهم."

وتوقّف الأب الأقدس في عظته عند إنجيل القدّيس يوحنّا حول شفاء الأعمى، حاثًّا الجميع على السّهر والتّنبّه إلى عبور يسوع في حياتهم، والعودة إليه، فقال: "إنّ هذا المقطع من إنجيل القدّيس يوحنّا غنيٌّ عن الشّرح. إنّه إعلان ليسوع المسيح وفي الوقت عينه نوع من التّعليم. أريد فقط أن أسلّط الضّوء على أمرٍ واحد. هناك جملة للقدّيس أوغسطينوس تؤثِّر فيَّ على الدّوام وهي "أخاف من مرور المسيح"، "Timeo Dominum transeuntem"، ولكن لماذا تخاف من الرّبّ؟ أخاف من ألّا أتنبّه إلى أنّه المسيح وأتركه يمرّ ببساطة. هناك أمر واضح وهو أنّه وفي حضور يسوع تزهر مشاعر القلب الحقيقيّة وتظهر المواقف الحقيقيّة. إنّها نعمة ولذلك كان القدّيس أوغسطينوس يخاف من أن يعبر المسيح بدون أن يتنبّه لمروره في حياته.

ونجد هذا الأمر واضحًا هنا: يسوع يمرّ ويشفي الأعمى ويسبّب عثرة، ومن ثمّ يظهر الأفضل والأسوأ في الأشخاص. فالأعمى على سبيل المثال، تدهشنا حكمته وكيف يجيب، لقد كان معتادًا على السّير معتمدًا على يديه ليؤمِّن طريقه، لقد كان يملك حاسّة الخطر ويشعر بالأمور الخطيرة الّتي يمكن أن تجعله يتعثّر ويسقط؛ وبالتّالي كان يتحرّك ويسير كأعمى ولكن بتفكير واضح ودقيق ويتمتّع أيضًا ببعض السّخريّة.

أمّا علماء الشّريعة فكانوا يعرفون جميع الشّرائع ولكنّ الأمر كان ينتهي هناك. لم يفهموا مرور الله بينهم. كانوا قساةً ومتشدّدين، متمسِّكين بعاداتهم وهذا ما يقوله يسوع عنهم أيضًا. وإن وجب عليهم أن يرتكبوا الظّلم للحفاظ على هذه العادات لم يكن هذا الأمر يشكّل مشكلة بالنّسبة لهم لأنّ عاداتهم كانت تبرّر ظلمهم؛ وقساوتهم هذه كانت تحملهم غالبًا على ارتكاب الظّلم. وإزاء يسوع ظهرت مشاعر الانغلاق هذه الّتي كانت لديهم.

أطلب منكم هذا الأمر فقط: أنصحكم جميعًا أن تأخذوا نصّ إنجيل اليوم، الفصل التّاسع من إنجيل القدّيس يوحنّا وتقرؤوه بهدوء في منازلكم. مرّة ومرتّين لكي تفهموا جيّدًا ما يحدث عندما يمرُّ يسوع وتظهر إلى العلن جميع المشاعر، ولكي تفهموا أيضًا ما يقوله لنا القدّيس أوغسطينوس: أخاف من أن يعبر المسيح بدون أن أتنبّه لمروره في حياته وبدون أن أتعرّف عليه وأتوب وأعود إليه. لا تنسوا هذا الأمر إذًا: إقرؤوا هذا النّصّ من إنجيل القدّيس يوحنّا، مرّة ومرّتين أو ثلاثة وخذوا وقتكم في التّأمّل به".

وفي ختام الذّبيحة، دعا البابا المؤمنين إلى المناولة الرّوحيّة.