الفاتيكان
18 تشرين الأول 2021, 12:30

البابا يسيم أسقفين جديدين، وهذا ما أوصاهما به!

تيلي لوميار/ نورسات
منح البابا فرنسيس، صباح الأحد، السّيامة الأسقفيّة لأسقف تورتونا الجديد المونسنيور غويدو ماريني، وأمين سرّ مجمع الإكليروس المونسنيور أندريس غابريال فيرادا موريرا، وذلك خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه في بازيليك القدّيس بطرس.

وللمناسبة، دعا البابا فرنسيس الأسقفين الجديدين إلى التّفكير جيّدًا بالمسؤوليّات الكنسيّة الملقاة على عاتقهما، مذكّرًا إيّاهما بأنّ "الرّبّ يسوع، الّذي أرسله الآب ليخلّص البشر، قام بدوره بإرسال الرّسل الاثني عشر، ممتلئين بقوّة الرّوح القدس، كي يعلنوا بشارة الإنجيل على جميع الشّعوب، وليجمعوها تحت راعٍ واحد، كي يقدّسوها ويقودوها نحو الخلاص". ولفت بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ الرّسل الإثني عشر، وكي يضمنوا استمرار هذه الخدمة والرّسالة من جيل إلى جيل، نقلوا هذه المهمّة إلى معاونيهم، من خلال وضع اليد، ومنْحهم هبة الرّوح القدس الّتي نالوها من المسيح، ليبلغ سرّ السّيامة كماله. وهكذا تمّ الحفاظ على هذه الخدمة من خلال الخلافة غير المنقطعة للأساقفة ضمن تقليد الكنيسة الحيّ... إنّ الرّبّ نفسه يكون حاضرًا وسط شعبه من خلال الأسقف المحاط بالكهنة. كما أنّ الرّبّ، ومن خلال الخدمة الأسقفيّة، يستمرّ في إعلان إنجيل الخلاص وفي تقديس المؤمنين، بواسطة أسرار الإيمان. وهو ينمّي أيضًا، عبر أبوّة الأسقف، جماعة المؤمنين الّتي هي جسده، أيّ الكنيسة. وهو يقود شعب الله في مسيرة الحجّ الأرضيّ، نحو السّعادة الأبديّة."

وتوجّه البابا إلى المؤمنين المشاركين في القدّاس، طالبًا منهم أن يقبلوا الأسقفين، اللّذين يلتحقان اليوم بمجمع الأساقفة من خلال وضع اليد. ثمّ خاطب الأسقفين الجديدين ماريني وموريرا ودعاهما إلى التّفكير بأنّه تمّ اختيارهما من بين النّاس، ليكونا من أجل النّاس، وقال: "إنّ "الأسقفيّة" تعني الخدمة، لا الجاه والمقام، لأنّ الأسقف مدعوّ إلى خدمة النّاس لا إلى التّسلّط عليهم، تماشيًا مع وصيّة الرّبّ المعلّم الّذي قال: من هو أعظمكم ليصبح كالأصغر فيكم، ومن يحكم ليصبح كمن يخدم. أكرزا بالكلمة في كلّ مناسبة، وفي كلّ ظرف، ملائمًا كان أم غير ملائم. وبّخا، انتهرا، عظا بكلّ أناة وتعليم. ومن خلال الصّلاة وتقديم الذّبيحة من أجل الشّعب، ابحثا عن ملء قدسيّة المسيح، وعن غنى النّعمة الإلهيّة المتعدّدة الأشكال.

ستكونان حارسي الإيمان والخدمة والمحبّة في الكنيسة، ودعاهما لأن يكونا قريبين من النّاس، كما لا بدّ أن يكون هذا القرب مرتكزًا إلى الرّأفة والحنان، وينبغي أن يكونا قريبين من الله ومن الشّعب ومن الأخوّة الأساقفة والكهنة... إنّ الأسقف هو رجل قريب من الله بواسطة الصّلاة... كما يجب على الأسقف أن يصلّي من صميم القلب، لا أن يردّد الكلمات كالببغاء. ولا بدّ أن يجد الوقت للصّلاة."  

وحذّر البابا الأسقفين من مغبّة الثّرثرة على باقي الأساقفة، مشدّدًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الجسم الأسقفيّ. وأكّد أنّه يتوجّب على الأسقف أن يحافظ على التّواصل مع أقرب النّاس إليه ألا وهم الكهنة، ومع الشّعب، فـ"الأسقف هو رجل تمّ اختياره من بين القطيع، لا بصفته من النّخبة، بل ليرعى القطيع."  

وسأل البابا الرّبّ أن يساعدهما على سلوك هذه الدّرب، لأنّه بهذه الطّريقة يمكنهما الاقتداء به، لأنّه كان وما يزال قريبًا منّا، وقربُه هذا هو فعل رأفة وحنان".