الفاتيكان
08 أيلول 2018, 14:00

البابا يستقبل الرّاهبات المشاركات في لقاء الاتّحاد الدّوليّ للرّاهبات البندكتان

إستقبل البابا فرنسيس، في القصر الرّسوليّ، الرّاهبات المشاركات في لقاء الاتّحاد الدّوليّ للرّاهبات البندكتان. وفي كلمته إلى ضيوفه؛ وصف البابا لقاء الاتّحاد الدّوليّ بفرصة للرّاهبات البندكتيات من جميع أنحاء العالم ليعشن معًا زمن صلاة، وللتّأمّل في الأشكال العديدة التي تواصل من خلالها روح القدّيس بندكتس، وبعد 1500 سنة، العمل اليوم، كما أكّد قربه الرّوحيّ خلال أيام اللّقاء. ثمّ انتقل فرنسيس إلى موضوع اللّقاء والمستوحى من الفصل الـ 53 من القانون البندكتيّ، أيّ الدّعوة إلى استقبال الجميع كاستقبال المسيح، وقال بحسب الفاتيكان نيوز:


"هذه القاعدة قد طبعت الرّهبنة البندكتيّة بدعوة متميّزة إلى الضّيافة في استجابة لدعوة ربّنا يسوع المسيح حين قال "كنت غريبًا فآوبتموني". كثيرون في عالم اليوم يتطلّعون إلى عيش حنان وشفقة المسيح، رحمته واستقباله في حياتهم، ولهؤلاء تقدّم الرّاهبات شهادة ثمينة، حين يصبحن أدوات حنان الله لمن هم في عوز. وتجدر الإشارة إلى أهميّة استقبال الرّهبنة البندكتيّة لأشخاص من تقاليد دينيّة مختلفة ما يساهم في مواصلة الحوار المسكونيّ والحوار بين الأديان بمسحة روحيّة. وفي هذا السّياق، إنّ الأماكن البندكتيّة تُعرَف منذ قرون بأنّها أماكن استقبال وصلاة واستضافة سخيّة، وأرجو أن يسفر تأمّل الرّاهبات خلال اللّقاء عن أشكال مختلفة لمواصلة هذا العمل الإنجيليّ الأساسيّ.
أمّا شعار "الصّلاة والعمل" فهو يجعل الصّلاة في مركز حياة الرّهبنة البندكتيّة. وهذا يجعل أعضاء هذه الرّهبنة في قلب الحياة الكنسيّة مثريين إيّاها بصلاتهم اليوميّة، من هنا تأتي القيمة الكبيرة التي لا يمكن تقديرها لهذه الصّلاة. ومن جهة أخرى، أُريد توجيه الشّكر للرّاهبات البندكتان على عنايتهن بالبيئة والحفاظ على خيور الأرض ليتقاسمها الجميع، وهو أمر معروف عن الرّاهبات البندكتان. فهنّ كنساء يلمسن ويَثمِّن بشكل خاصّ الجمال والتّناغم. كذلك، إنّ أديارهن توجد غالبًا في مناطق جميلة يلجأ إليها الأشخاص للصّلاة والتّأمّل بصمت في جمال الخليقة، وأنا أشجّعهنّ على مواصلة هذا الأسلوب وهذه الخدمة، كي يتواصل الإعجاب بأعمال الخالق التي تُحدِّث كثيرين عن الله.
 أمّا في ما يتعلّق بشهادة حياة الرّاهبات البندكتان، أُريدُ أن أتوقّف لأهميّة المحبّة والاحترام المتبادل، إذ أنّهنّ يأتين من أماكن وخبرات مختلفة، كما أنّهنّ يختلفن فيما بينهنّ، ما يجعل القبول المتبادل العلامة الأولى التي يقدّمنها في عالم يجد صعوبة في عيش هذه القيمة. فجميعنا أبناء الله، وصلاة الرّاهبات وعملهنّ، ضيافتهم وسخاءهنّ تشترك في إبراز شركة في الاختلاف هي تعبير عن رجاء الله من أجل عالمنا، أي وحدة قوامها السّلام والقبول المتبادل والمحبّة الأخويّة.
وأنا أيضاً أُرافقهنّ بالصّلاة، وأشكرهنّ بخاصّة على العطيّة الثّمينة التي يقدّمنها للكنيسة من خلال شهادتهن كنساء للخير والإيمان والعطاء، وذلك في محاكاة لأمّ الكنيسة القدّيسة مريم العذراء."
 ثم منح البابا البركة للرّاهبات وجماعاتهنّ، وجميع مَن يقدّمن لهم الخدمة باسم المسيح.