الفاتيكان
03 تشرين الأول 2024, 10:20

البابا يدعو إلى كنيسة متواضعة ومجمعيّة يقودها الروح القدس

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد البابا فرنسيس، في افتتاح الدورة الثانية للجمعيّة العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، الحاجة إلى كنيسة متواضعة سينودسيّة (مجمعيّة) يقودها الروح القدس لتحقيق رسالة السلام والمغفرة في العالم، مقلًا عن "فاتيكان نيوز".

 

 

تحدّث البابا فرنسيس، في كلمته إبّان افتتاح الدورة الثانية للجمعيّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، عن مسيرة الكنيسة منذ انطلاقة السينودس عام 2021.

 

بدأ بتذكير المشاركين بأنّ الكنيسة في مسيرة مستمرّة، تعكس الرسالة التي وضعها الله أمام شعبه منذ زمن الرسل، مؤكّدًا أنّ رسالة الكنيسة هي إحلال السلام من خلال إعلان يسوع المسيح.  

تأمّل البابا في دور الروح القدس، مذكّرًا بأنّ "الروح القدس يحني القلب والإرادة العنيدة، ويذيب الجمود، ويدفّئ البرد، ويَهدي الخطوات التي تضلّ". وأكّد أنّ الروح حاضر دائمًا، خصوصًا في لحظات الحزن واليأس عندما تواجه البشريّة تجارب اليأس والانقسام. وأضاف الأب الأقدس: "الروح القدس يمسح دموعنا ويعزّينا لأنّه ينقل إلينا عطيّة الرجاء من الله الآب".

ثمّ تابع البابا فرنسيس حديثه عن التواضع المطلوب للاعتراف بحاجتنا إلى المغفرة. وأشار إلى خدمة التوبة التي جرت ليلة الثلاثاء، حيث اختبر المجتمعون نعمة المصالحة.  

 

ثمّ وصف البابا قوّة الروح القدس التحويليّة بأنّها نار تؤجّج المحبّة والابتهاج فينا، محبّة قوية لدرجة أنّها ستحتضن البشريّة جمعاء من دون تمييز. وقال البابا: "هذا لأن الله يحتضن الجميع دائمًا"، مذكّرًا الكنيسة بضرورة المغفرة الدائمة. وحثّ المشاركين على أن يعكسوا رحمة الله اللامتناهية، ودعاهم إلى "مسامحة الآخرين دائمًا، لأنّ الاستعداد للقيام بذلك ينبع من تجربتنا الخاصّة في حصولنا على الغفران".

وفي حديثه عن مسيرة السينودس، قال البابا فرنسيس إنّه ليس مجرّد حدث موقّت، بل هو رحلة مستمرّة، رحلة تتعلّم فيها الكنيسة أن تفهم نفسها بشكل أفضل وتتعرّف على الطرق الأكثر فعاليّة للقيام برسالتها. ووصف الجمعية السينودسية بأنّها "فاعل متعدّد"، حيث يعمل الأساقفة والعلمانيّون والكهنة والمكرّسون من الرجال والنساء معًا لخدمة رحمة الله.

 

كذلك، شدّد البابا فرنسيس على دور العلمانيّين في الجمعيّة السينودسيّة والذي لا يقلّل من مسؤوليّة الأساقفة بل يعزّز طبيعة الكنيسة العلائقيّة، مع التركيز على الحاجة إلى التعاون قائلًا إن "لا أحد يخلص وحده".  

كما استشهد بحكمة القدّيس بولس السادس، الذي أسّس سينودس الأساقفة عام 1965. ووصف السينودس بأنّه عمليّة تعلّم مستمرّ، وانعكاس لرسالة الكنيسة التي يجب أن تتجدّد بالروح القدس وتسير نحو الكمال.  

وفي ختام كلمته، دعا البابا فرنسيس المشاركين إلى البقاء منفتحين على عمل الروح القدس، الذي وصفه بأنه "المرشد والمعزي الأكيد للكنيسة".