البابا يترأس قداس تبريك الزيوت المقدسة في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان
ولفت البابا إلى أن الروح القدس مسح الرب عندما كان في بطن مريم، مشيرا إلى أن العذراء أنشدت "تعظم نفسي الرب"، كما أن الخبر السار ملأ قلب القديس يوسف وجعل الطفل يوحنا المعمدان يرتكض في بطن أمه أليصابات. وشدد فرنسيس على أن البشرى السارة تصبح أيضا حقيقة مطبوعة بالفرح والرحمة. وسلط البابا الضوء في هذا السياق على النعم الثلاث للإنجيل المترابطة فيما بينها ألا وهي: الحقيقة والرحمة والفرح.
وأكد البابا أن حقيقة البشرى السارة لا يمكنها أن تكون حقيقة مطلقة، فيما ينبغي أن ترافق الرحمة على الدوام الأشخاص المحتاجين لتساعدهم على الوقوف على أرجلهم، كما أن إعلان الإنجيل لا يسعه أن يكون حزينا لأنه في الواقع تعبير عن فرح داخلي وشخصي. وذكّر البابا في هذا السياق بما كتبه في "فرح الإنجيل" عندما أكد أن هذا الفرح هو تعبير عن فرح الآب الذي لا يريد أن يهلك أي من صغاره.
تابع البابا فرنسيس عظته متحدثا عن "أفراح الإنجيل" التي ينبغي أن تُحفظ في أوان جديدة. وشدد على أن الرب هو ينبوع المياه الحية كما قال يسوع عندما التقى بالمرأة السامرية عند البئر، وقد فاض الروح القدس في قلب هذه المرأة وسكان المدينة كلها الذين طلبوا من الرب أن يمكث معهم. وأكد البابا أن هذه الأفراح يمكن أن تحفظ أيضا في نوع آخر من الأواني ألا وهي الأواني الكبيرة لقلب الرب المجروح، هذا القلب المتواضع الذي يجذب الناس إليه. ودعا البابا المؤمنين لأن يتعلموا من الرب كيفية مرافقة إعلان الإنجيل على المساكين بالتواضع، مؤكدا أن إعلان البشرى السارة لا يتم من خلال المواقف المتعجرفة.
هذا ثم أكد البابا فرنسيس أن الروح القدس يعلن ويعلم الحقيقة كلها، وهو يقول لنا في كل لحظة ما يجب أن نقوله لخصومنا ويضيء الدرب أمامنا لنقوم بالخطوة المناسبة. واعتبر البابا في الختام أن هذا الموقف المتواضع يحيي قلوب الخطأة ويمنح الفرح للفقراء والمساكين، وينعش الأشخاص الواقعين تحت سطوة إبليس.