الفاتيكان
08 أيلول 2025, 13:20

البابا مفتتحًا قرية "كن مسبّحًا": العناية بالخليقة تمثّل دعوة حقيقيّة لكلّ إنسان

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح البابا لاون الرّابع عشر، عصر الجمعة، قرية "كُن مسبَّحًا" في كاستل غاندولفو، وقد سبق الاحتفال بليتورجيا الكلمة ورتبة البركة جولة في أرجاء القرية شارك فيها، إلى جانب شخصيّات مختلفة، عائلات الموظّفين التّسعة والثّلاثين وجميع الّذين يساهمون، حتّى على نحو تطوّعي، في حياة هذا المكان الجديد.

وخلال الاحتفال اللّيتورجيّ، ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "في نصّ إنجيل متّى الّذي أصغينا إليه للتّوّ، يوجّه يسوع عدّة تعاليم إلى تلاميذه. وأودّ أن أتوقّف عند واحد منها، يبدو مناسبًا بشكل خاصّ لهذا الاحتفال. إذ يقول: "انْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ … تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو". ليس من النّادر أن يشير معلّم النّاصرة إلى الطّبيعة في تعاليمه. فالطّبيعة، نباتًا وحيوانًا، غالبًا ما تكون حاضرة في أمثاله. لكن في هذه الحالة هناك دعوة واضحة إلى الملاحظة والتّأمّل في الخليقة، وهما فعلان يقودان إلى فهم التّصميم الأصليّ للخالق.

كلّ شيء قد نُظِّم بحكمة منذ البدء، لكي تشترك جميع المخلوقات في تحقيق ملكوت الله. لكلّ كائن دور أساسيّ ومميّز في مشروعه، وكلّ واحد منها هو "شيء حسن"، كما يؤكّد سفر التّكوين. وفي المقطع نفسه من الإنجيل، إذ يشير إلى الطّيور والزّنابق يوجّه يسوع لتلاميذه سؤالين: "أفلستم أنتم أفضل منها؟"؛ ثمّ: "فإذا كان عشب الحقل… يلبسه الله هكذا، فما أحراه بأن يلبسكم؟". وكأنّه يعود ضمنًا إلى رواية التّكوين، ليُبرز المكانة الخاصّة الّتي أُعطيت للإنسان في عمل الخلق: الكائن الأجمل، المخلوق على صورة الله ومثاله. لكنّ هذه الميزة ترافقها مسؤوليّة عظيمة: أن يحافظ الإنسان على جميع المخلوقات الأخرى، في الاحترام لمخطّط الخالق.

إنّ العناية بالخليقة تمثّل إذن دعوة حقيقيّة لكلّ إنسان، والتزام عليه أن يقوم به داخل الخليقة، بدون أن ينسى أبدًا أنّه مخلوق بين المخلوقات وليس خالقًا. ولهذا من المهمّ، كما كتب سلفي، "أن نستعيد التّناغم الهادئ مع الخليقة، لكي نفكِّر حول أسلوب حياتنا ومُثلنا العليا، ونتأمّل بالخالق الّذي يحيا بيننا وبالأشياء الّتي تحيط بنا.

إنّ "قرية كن مسبَّحًا"، الّتي نفتتحها اليوم، تُعَدّ إحدى مبادرات الكنيسة الهادفة إلى تحقيق هذه "الدّعوة بأن نكون حرّاسًا لعمل الله": إنّها مهمّة صعبة ولكنّها جميلة وجذّابة، وتشكّل بُعدًا أساسيًّا من الخبرة المسيحيّة. إنّ "قرية كن مسبَّحًا" هي بذرة رجاء، تركها لنا البابا فرنسيس كإرث، "بذرة يمكنها أن تثمر ثمار عدالة وسلام". وستحقّق ذلك من خلال أمانتها لرسالتها: أن تكون نموذجًا ملموسًا في الفكر والبنية والعمل، قادرًا على تعزيز الارتداد الايكولوجيّ عبر التّربية والتّعليم المسيحيّ.

إنّ ما نراه اليوم هو خلاصة لجمال استثنائيّ، حيث تسعى الرّوحانيّة والطّبيعة والتّاريخ والفنّ والعمل والتّكنولوجيا إلى التّعايش في تناغم. وهذه هي في النّهاية فكرة "القرية": مكان قربٍ وألفةٍ إنسانيّة. وكلّ هذا لا يمكنه إلّا أن يكلّمنا عن الله."