البابا لوفد أهالي إنفجار المرفاء: "أرى فيكم كرامة الإيمان ونبل الرجاء"
تذكّر الأب الأقدس مع ضيوفه، من سلبهم الانفجار الذي وقع قبل أربع سنوات، حياتهم وقال، في السياق، إنّ الآب السماويّ يعرف وجوههم فردًا فردًا وهم أمامه. وتابع أنّه يفكّر في الوجه الصغير للطفلة ألكسندرا مضيفًا أنّ الضحايا يرون من السماء آلامهّّم ويُصلّون كي تنتهي.
تابع البابا قائلًا لأهالي الضحايا إنّه يواصل الصلاة ضامًّا دموعه إلى دموعهم، ثمّ شكر الله على تمكّنه من لقائهم ومن أن يعرب لهم بشكل شخصيّ عن قربه.
أضاف البابا: "معكم أطلب الحقيقة والعدالة"، كما أشار إلى إدراك الجميع كون هذه قضيّة معقّدة وشائكة تثقلها قوى ومصالح متضاربة، إلّا أنّ الغلبة لا بدّ من أن تكون للحقيقة والعدالة. "لقد مرّت أربع سنوات"، قال البابا فرنسيس، "وللشعب اللبنانيّ ولكم أنتم أوّلًا الحقّ في كلمات وأفعال تطبعها المسؤوليّة والشفافية. معكم أشعر بالألم أمام مواصلة رؤيتنا كلّ يوم أبرياء كثيرين يموتون بسبب الحرب في منطقتكم"، قال الأب الأقدس لضيوفه مشيرًا إلى ما يُدفع من ثمن للحرب في الأراضي المقدَّسة ولبنان.
هنا، كرّر البابا تأكيده أنّ كلّ حرب تترك العالم أسوأ ممّا كان عليه، وأنّ الحرب فشلٌ للسياسة وللإنسانيّة واستسلام مخزٍ وهزيمة أمام قوى الشرّ.
تابع البابا كلامه: "أتضرّع طالبًا من السماء السلام الذي يجد البشر صعوبة في بنائه على الأرض، السلام للشرق الأوسط وللبنان. في هذا السياق، ذكّر بكلمات البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني، إنّ لبنان هو ويجب أن يظلّ مشروع سلام، فدعوته هي أن يكون أرضًا تتعايش فيها جماعات مختلفة بأخوّة، وتعمل من أجل الخير العامّ ناسيةً المصالح الخاصّة".
كما أكّد البابا فرنسيس لضيوفه رغبته في أن يشعر كلّ واحد منهم، إلى جانب محبّته، بمحبّة الكنيسة كلّها، فالجميع يعرف أنّ لبنان بلدٌ معذّب. وتابع قائلًا لأهالي الضحايا: "أعلم أنّ رعاتكم والرهبان والراهبات قريبون منكم، وأشكرهم على كلّ ما فعلوا وما يواصلون فعله. لستم وحدكم، ولن نترككم وحدكم، بل سنظلّ متضامنين معكم من خلال الصلاة والمحبّة الملموسة".
وفي ختام كلمته، شكر البابا فرنسيس أهالي ضحايا مرفأ بيروت على زيارتهم قائلًا إنّه يرى فيهم كرامة الإيمان ونبل الرجاء، مثل أرز لبنان. وعن الأرز قال: "تدعونا أشجار الأرز إلى رفع أنظارنا إلى الأعلى، نحو السماء، ففي الله رجاؤنا الذي لا يُخيِّب. أتضرع للعذراء كي تسهر عليكم وعلى الشعب اللبنانيّ من مزارها في حريصا"، ثمّ بارك ضيوفه سائلًا إيّاهم أن يُصلّوا هم أيضًا من أجله.