الفاتيكان
02 آذار 2020, 06:55

البابا لن يشارك في رياضة الصّوم ويدعو إلى عدم التّحاور مع إبليس

تيلي لوميار/ نورسات
أعلن البابا فرنسيس أمس الأحد، أعقاب تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، أنّه لن يشارك في الرّياضة الرّوحيّة الخاصّة بالكوريا الرّومانيّة في أريتشا بسبب إصابته بالزّكام، مؤكّدًا أنّه سيتابع التّأمّلات من الفاتيكان، وفق ما نقلت عنه "فاتيكان نيوز".

وكان الأب الأقدس قد أطلّ ظهرًا من على شرفة مكتبه الخاصّ في القصر الرّسوليّ ليتلو مع وفود الحجّاج والمؤمنين صلاة التّبشير الملائكيّ، وتوجّه  إليهم بكلمة توقّف فيها عند إنجيل الأحد الأوّل من زمن الصّوم: تجربة إبليس ليسوع في البرّيّة، فقال:

"إن الرّبّ وبعد معموديّته في نهر الأردنّ توجّه إلى البرّيّة ليجرّبه إبليس، وكان يستعدّ لبداية رسالته وإعلان ملكوت السّماوات، وفعل ذلك من خلال صوم استغرق أربعين يومًا. إنّ إبليس، المجرّب، استغل أوّل فرصة شعور يسوع بالجوع، واقترح عليه أن يحّول الحجارة إلى أرغفة، بيد أن يسوع أجابه قائلاً: إنّه مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وهذا ما ذكّر به موسى شعبَ إسرائيل في البرّيّة معلّمًا إيّاه أنّ حياته تعتمد على كلمة الله.

عند المحاولة الثّانية، اقتبس إبليس من الأسفار المقدّسة، الّتي تقول إنّ الملائكة تهبّ لنجدة من يضع ثقته بالله. وفي هذه الحالة أيضًا أجابه يسوع من الكتاب المقدّس قائلاً إنّه مكتوب أيضًا: لا تجربنّ الرّبّ إلهك. وكان إبليس يدرك أنّ مجيء ملكوت السّماوات يعني بداية هزيمته، فقرّر أن يمنع يسوع من القيام برسالته، مقدّمًا له إمكانيّة أن يكون مسيحًا سياسيًّا. لكن الرّبّ نبذ وثنيّة النّفوذ والمجد البشريّ، وقال له: ابتعد عنّي يا شيطان، مكتوب: الرّبَّ إلهَك وحده تعبد، وله وحده تسجد. وعندها اقترب الملائكة من يسوع الّذي ظلّ أمينًا لرسالة الآب وراحوا يخدمونه.

إنّ يسوع يتحدّث مع الشّيطان بكلمة الله. وإنّنا نسعى أحيانًا إلى الحوار مع التّجارب، بيد أنّ الرّبّ طرد إبليس وأجابه بكلمة الله. يجب ألّا نتحاور مع إبليس إطلاقًا. إنّ الشّيطان يدخل اليوم في حياة الأشخاص ليجرّبهم بمقترحاته المغرية، ويمزج صوته مع الأصوات الكثيرة الّتي تسعى إلى ترويض الضّمير. وتأتي من أطراف عدّة رسائل تدعونا إلى الاستسلام للتّجربة، لكن خبرة يسوع تعلّمنا أنّ التّجربة هي محاولة سلوك دروب بديلة عوضًا عن سلوك دروب الله: دروب تُشعرنا بالاكتفاء الذّاتيّ، وبالتّمتّع بالحياة وحسب. لكن كلّ هذه الأمور هي وهمّيّة: لأنّنا ندرك أنّه كلّما ابتعدنا عن الله، كلّما نشعر بأنّ لا حول لنا ولا قوّة إزاء المعضلات الوجوديّة الكبيرة."  

وفي الختام، طلب معونة مريم العذراء "للتّيقّظ إزاء التّجارب وعدم الرّضوخ لأصنام هذا العالم، واتّباع يسوع في الكفاح ضدّ الشّرّ، كي نخرج من التّجارب ظافرين كما فعل هو".

بعد تلاوة التّبشير، تمنّى البابا أن تكون مسيرة الصّوم غنيّة بالثّمار وأعمال الخير، ودعا إلى الصّلاة من أجل المهجّرين من بلادهم بسبب الحرب، وإلى من يطلبون المساعدة واللّجوء في مختلف أنحاء العالم.