أوروبا
17 كانون الأول 2024, 12:00

البابا للكهنة والرهبان في كورسيكا: "اغفروا كلّ شيء، سامحوا دائمًا"

تيلي لوميار/ نورسات
أتمّ البابا فرنسيس رحلته الرسوليّة خارج الفاتيكان السابعة والأربعين التي حملته إلى جزيرة كورسيكا الفرنسيّة لأقلّ من 12 ساعة، يوم الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2024. نمرّ على أبرز مراحلها معًا، مع ما نقلته "فاتيكان نيوز". ذكرّ البابا فرنسيس، الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيّين في كورسيكا، بأنْ من المهمّ بالنسبة إليهم أن يهتمّوا بأنفسهم والآخرين، وهذا يعني أيضًا المسامحة دائمًا.

 

 

إجتمع أساقفة كورسيكا والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإكليريكّيين فيها، في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال في كورسيكا يوم الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر للانضمام إلى البابا فرنسيس في تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ.  

وفي كلمته أمام مجموعة الرهبان في الحدث الثاني في رحلته الرسوليّة التي استمرّت يومًا واحدًا إلى الجزيرة الفرنسيّة، شكر البابا فرنسيس الحاضرين على جهودهم اليوميّة، حتّى في ظلّ التحدّيات.

من بين هذه التحدّيات، اعترف البابا بالنضال من أجل نشر الإنجيل اليوم في أوروبا، حيث الموارد قليلة، والأعداد صغيرة، والمجتمع غير مبال في كثير من الأحيان. ومع ذلك، وصف البابا فرنسيس هذا "الفقر" بأنّه نعمة لأنّه "يجرّدنا من التظاهر بأنّنا ننجح بجهودنا الخاصّة". وبهذه الطريقة، ذكّر الحاضرين بأنّ الأمر لا يتعلّق بالـ"أنا" بل بالله. وشدّد على أنّ هذا التواضع يحافظ على التركيز على المسيح الذي يعمل من خلال ما نقدّمه.

ثمّ حثّ كلّ شخص حاضر على أن يسأل نفسه: كيف أعيش كهنوتي وتكرّسي وحياتي كتلميذ؟

ثمّ دعا البابا المجتمعين إلى التركيز على نوعيْن من الرعاية: رعاية الذات ورعاية الآخرين.

في تذكير الناس بالاعتناء بأنفسهم، وصف البابا فرنسيس الدعوة الرهبانيّة بأنّها ليست "نعم" لمرّة واحدة بل هي تجديد يوميّ. "لا توجد فيها حياة خارج الربّ". حذّر وشدّد على الحاجة إلى الاحتفال الإفخارستيّ ولحظات الصمت. كما تحدّث عن أهمّيّة تحقيق التوازن في الحياة بشكل جيّد، حتّى لا يُرهَق الشخص. وقال للحاضرين إنّهم في حاجة إلى وقت للراحة والحوار وحتّى للاهتمامات الشخصيّة، مضيفًّا أنّ الأخوّة أيضًا أمر حيويّ.

وفي حديثه عن الشعب الذي يخدمون، اقتبس البابا فرنسيس من القدّيس بولس قوله: "سأنفِق بكل سرور وأنفَق من أجلكم".

أشار البابا إلى أنّ التبشير يتطلّب الإيمان والإبداع والشجاعة لإعادة تقييم الأساليب القديمة وتبنّي طرق جديدة لمقابلة الناس أينما كانوا. لكن قبل كلّ شيء، أضاف، يتعلّق الأمر باللقاء - جلْب رجاء المسيح إلى المتألّمين والضائعين وأولئك الذين يتوقون إلى المعنى. وهذا يعني اعتماد الشفقة والمغفرة، لا سيّما في سرّ المصالحة.

وفي حديثه عن المغفرة، حثّ البابا سامعيه قائلًا: "من فضلكم، سامحوا دائمًا. سامحوا كلّ شيء ودائمًا". وتذكّر كلمات الكاردينال الحكيم الذي نصح الكهنة بعدم طرح الكثير من الأسئلة أبدًا، وحثّهم على ذلك، "إذا تلعثم شخص ما في الخجل، قولوا: "حسنًا، لقد فهمت. دعنا ننتقل". سامحوا دائمًا! كرّر البابا مشيرًا إلى أنّ المغفرة تعكس قلب الله.

"على مدى 55 عامًا ككاهن، لم أنكر الغفران أبدًا. أنا أحبّ سرّ المصالحة. لقد سعيت دائما إلى المغفرة".

في ختام خطابه، استدعى البابا فرنسيس العذراء مريم أو "مادونوتشيا" كما هي معروفة في المنطقة، قبل أن يقود المصلّين في تلاوة الصلاة المريميّة.