الفاتيكان
18 تشرين الأول 2024, 07:00

البابا للاهوتيّين: امضوا قدُما في الإيمان والحوار

تيلي لوميار/ نورسات
في رسالة فيديو إلى كلّيّة اللاهوت الحبريّة "القدّيس يوحنّا الإنجيليّ" في صقليّة، شجّع البابا فرنسيس اللاهوتيّين على السماح للإيمان والحوار والرحمة بتغذية جهودهم "لجعل محبّة المسيح تتألّق"، وفقًا لـ"فاتيكان نيوز".

 

"قدّموا لاهوتًا يستخدم، من أعلى الصليب، وجاثيًا على ركبتيه أمام الآخرين، كلماتٍ متواضعةً ورصينة وجذريّة لمساعدة الجميع على الاقتراب من الرحمة وكلماتٍ تعلّمنا الدنوّ من عتبة السرّ الإلهيّ".  

قدّم البابا فرنسيس هذا التشجيع في رسالة فيديو أرسلها إلى كلّيّة اللاهوت الحبريّة "القدّيس يوحنّا الإنجيليّ" في صقلّية.

في كلمته بمناسبة افتتاح العام الدراسيّ الجديد للمؤسّسة، تحدّث الأب الأقدس عن التنوّع والجمال والتحدّيات في الجزيرة الإيطاليّة، مشيرًا إلى أنّ هذه العناصر يمكن أن تعزّز جهود طلّاب اللاهوت في الكلّيّة المعنيّة.

شجّع البابا فرنسيس مشاهديه قائلا: "إنّ كلّيّتكم، التي ولدت بدعوة كنسيّة قويّة، مدعوّة من قبل التاريخ، وهي منتبهة إلى الشعور بالإيمان الذي يمتلكه شعب الله، لتكون رائدةً في مواجهة التحدّيات التي يفرضها البحرُ الأبيض المتوسّط على اللاهوت".

في ملاحظاته، حثّ البابا اللاهوتيّين على المضيّ قدُمًا في الحوار المسكونيّ مع الشرق، والحوار بين الأديان مع الإسلام واليهوديّة، والدفاع عن كرامة الإنسان في "بحرنا"، "الذي"، كما شجب، "غالبًا ما يتحوّل إلى مسخ في منطق الموت".

كذلك، دعاهم البابا إلى الاستفادة من القوّة الثقافيّة والاجتماعيّة للتقوى الشعبيّة ومن الأدب، "لفداء الكرامة الثقافيّة للشعب".

علاوة على ذلك، كرّر البابا فرنسيس الحاجة إلى الاستماع إلى "صرخة" ضحايا المافيا الذين يتوقون إلى التحرّر من سيطرتهم في الإقليم، وبطريقة خاصّة، أشاد بأولئك الذين كافحوا هذه الآفة بلا خوف، إلى درجة التضحية بحياتهم.

وقال البابا "هذه الأرض تعرف شهودًا وشهداء عظماء" مستذكرًا أولئك الذين عملوا بلا توقّف لمواجهة الجريمة المنظّمة في الإقليم "الذي لا يزال يتّسم بشكل مأساويّ بطاعون المافيا".

ومن هذا المنطلق، شدّد الأب الأقدس على أنّ الانخراط في المناقشات اللاهوتيّة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط يتطلّب "تذكّر أنّ إعلان الإنجيل يمرّ من خلال الالتزام بتعزيز العدالة"، والتغلّب على أوجه عدم المساواة، والدفاع عن الضحايا الأبرياء، حتّى يضيء إنجيل الحياة دائمًا، وينفر الشرّ بأشكاله كلّها".

بهذه الروح، لاحظ البابا أنّنا بحاجة إلى لاهوت "مع وعد" و "التزام"، "ينغمس في التاريخ، وفيه يجعل محبّة المسيح تتألّق".