البابا لكهنة الرعايا: كونوا بناةً لكنيسة إرسالية ومارسوا الحوار مع الروح القدس
في ختام اللقاء بعث البابا برسالة إلى كهنة الرعايا، متوقّفًا عند ثلاث نقاط
هي: التعرّف على بذار الروح القدس لدى المؤمنين
اللجوء إلى التمييز داخل الجماعة
إقامة شركة بين الكهنة والأساقفة
ثمّ حثّ البابا الكهنة على متابعة السير إلى الأمام من أجل خير الكنيسة والرسالة المدعوّين إلى القيام بها، مُسلّطًا الضوءعلى ضرورة وجود كنيسة سينودسيّة تحتاج إلى رعاتها وقال إنّ هذا الأمر لن يتحقّق من دون سعي كهنة الرعايا إلى حمل الأشخاص المعمّدين كلّهم على جعل إعلان الإنجيل عنصرًا يميّز حياتهم، متمنّيًا أن يرى رعايا تتضمّن تلامذة مرسلين ينطلقون ويعودون مفعمين بالفرح، جماعات تتميّز بالصلاة والتمييز والحماسة الرسوليّة، وتتقن الإصغاء للروح القدس وإعلان الكلمة وكسر الخبز.
وأضاف الحبر الأعظم أنّ الربّ الذي دعانا وقدّسنا يدعونا اليوم إلى أن نصغي إلى صوت روحه وأن نسير في الاتّجاه الذي يدلّنا عليه، "لذلك، أدعوكم إلى أن تقبلوا دعوة الرب يسوع هذه لتكونوا كهنة رعايا، وبناة كنيسة سينودسية مرسلة، وأن تلتزموا بحماسة في هذه المسيرة."
ثمّ أوصى البابا الكهنة بأن يقطفوا الثمار التي ينمّيها الروح القدس وسط الشعب وكتب أنّه واثق بأنّ الكهنة يمكنهم بهذه الطريقة أن يكشفوا عن كنوز كثيرة مخبّأة، ولا يجدون أنفسهم وحيدين في مهمة الكرازة بالإنجيل، ويختبرون فرح الأبوّة التي تُبرز لدى الرجال والنساء قدرات ثمينة. وفي هذا السياق دعا فرنسيس إلى ممارسة "الحوار مع الروح القدس" الذي ساعد مسيرة السينودس، وقال إنّ التمييز هو عنصر أساسيّ في العمل الرعويّ لكنيسة سينودسيّة لأنّه ينير واقع الحياة الكنسيّة ويتعرّف على المواهب، ويوزّع بحكمة الأدوار والمهام ويخطّط – في ضوء الروح القدس – لمسارات رعويّة، متخطّيًا البرمجة البحتة للأنشطة.
لم تخلُ رسالة البابا إلى كهنة الرعايا من الحديث عن أهميّة الأخوّة والمقاسمة مع الإخوة الكهنة والأساقفة مشيرًا إلى عدم إمكانيّة أن نكون آباء حقيقيّين إذا لم نكن أولا وقبل كلّ شيء أبناء وأخوة.
وفي ختام الرسالة حثّ البابا فرنسيس كهنة الرعايا على توجيه الأنظار نحو الدورة الثانية للجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة والتي ستلتئم في شهر تشرين الأّوّل (أكتوبر) المقبل، وشدّد على ضرورة أن يصبح الكهنة مرسلين للسينودسيّة حتّى في خدمتهم اليوميّة.
وبعد أن أكّد البابا للكهنة، مرافقته لهم، منحهم بركاته الرسوليّة واعترف لهم بحاجته إلى صلواتهم ثم أوكلهم إلى شفاعة العذراء مريم التي تقود إلى من هو الطريق والحقّ والحياة.