العالم
06 أيلول 2024, 05:40

البابا في مسجد الاستقلال في إندونيسيا: "لِننميَ الصداقة كحجّاج في طريقنا إلى الله"

تيلي لوميار/ نورسات
يزور البابا فرنسيس مسجد الاستقلال في جاكرتا في إندونيسيا لحضور اجتماع بين الأديان، ويشيد "بالهبة العظيمة" التي يتمتّع بها الناس في العمل من أجل الحوار والاحترام المتبادل والتعايش المتناغم، وهي الأمور التي نحن مدعوّون إليها جميعًا، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

 

بدأ البابا فرنسيس اليوم الثالث من رحلته الرسوليّة إلى آسيا وأوقيانوسيا يوم الخميس 5 أيلول/سبتمبر بزيارة مسجد الاستقلال في جاكرتا في إندونيسيا لعقد لقاء بين الأديان في أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا.

كان في استقباله الإمام الأكبر الدكتور نصر الدين عمر. قام الرجلان معًا أيضًا بزيارة "نفق الصداقة"، الذي يوفّر ممرًّا تحت الأرض يربط مسجد الاستقلال بكاتدرائيّة القدّيسة مريم سيّدة الانتقال، الكاثوليكيّة.

كما وقعّا على إعلان (مسجد الاستقلال) المشترك 2024، الذي يؤكّد ضرورة تعزيز القيم المشتركة بين التقاليد الدينيّة كلّها بشكل فعّال من أجل "التغلّب على ثقافة العنف واللامبالاة" وتعزيز المصالحة والسلام.

شكر البابا فرنسيس في كلمته الإمام الأكبر على دفء ضيافته وكرمها، وأشاد بـ"الهديّة العظيمة" للإندونيسيّين في عملهم لتعزيز "الحوار والاحترام المتبادل والتعايش المتناغم بين الأديان".

وقال إنّ تاريخ المسجد شاهد على هذه الجهود، مذكّرًا بأنّ المهندس المعماري المسيحيّ المحلّيّ فريدريش سيلابان فاز بمسابقة التصميم لبنائه.

وحثّ البابا الإندونيسيّين على تنمية هذه العطيّة كلّ يوم، "لكي تكون الخبرات الدينيّة مرجعيّة لمجتمع أخويّ ومسالم".

كما يمثّل "نفق الصداقة" الذي يربط بين مسجد الاستقلال وكاتدرائيّة السيّدة مريم العذراء "علامة بليغة" لاحظها البابا، حيث أنّ مكانَيْ العبادة هذين لا يواجهان بعضهما البعض فحسب، بل يرتبطان ببعضهما البعض، ما يسمح بـ "لقاء وحوار... تجربة أخوّة حقيقيّة".

ثمّ سلّط البابا الضوء على أهمّيّة الحفاظ على أواصر الصداقة من خلال التركيز على ما يوحّدنا وسط ثراء تنوّعنا...  

وأشار إلى أنْ بإمكاننا أيضًا السعي إلى تحقيق الأهداف نفسها معًا، مثل الدفاع عن الكرامة الإنسانيّة ومساعدة الفقراء وتعزيز السلام وحماية البيئة.

وفي الختام قال البابا إنّ "تعزيز الوئام الدينيّ من أجل الإنسانيّة" هو دعوتنا المشتركة وعنوان الإعلان المشترك الذي تمّ التوقيع عليه للتو. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا أن نستجيب معًا للأزمات والحروب والصراعات التي تسبّب الكثير من المعاناة، "والتي تنتج للأسف أحيانًا عن التلاعب بالدين".