البابا في قدّاس إعلان القداسة: "الخدمة هي أسلوب الحياة المسيحيّة"
الأب مانويل رويز لوبيز ورفاقه السبعة، والإخوة فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل مسابكي، والأب جوزيف ألامانو، والأخت ماري ليوني بارادايس، والأخت إيلينا غويرّا، الذين أعلن البابا فرنسيس قداستهم يوم الأحد، جسّدوا الفضيلة البطوليّة وشهدوا للقداسة كلٌّ في دعوته الفريدة.
وكما أشار البابا في عظته في قدّاس التقديس في ساحة القدّيس بطرس في يوم الأحد عشرين تشرين الأوّل/أكتوبر الذي يتزامن مع اليوم العالميّ للرسالة "لقد عاش هؤلاء القدّيسون الجدد طريق يسوع: الخدمة".
"إنّ الإيمان والرسالة التي قاموا بها لم يغذّيا رغباتهم الدنيويّة وجوعهم إلى السلطة، بل على العكس، جعلا منهم خدّامًا لإخوتهم وأخواتهم، مبدعين في فعل الخير، ثابتين في الصعوبات، وكرماء حتّى النهاية"، قال الأب الأقدس.
وأشار إلى أنّ شهادتهم تدعو المسيحيّين إلى الاستجابة إلى دعوة يسوع للخدمة، وليس لطلب المجد.
«هل تستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟»
مقتبسًا من مقطع الإنجيل من مرقس، دعا البابا المسيحيّين إلى التأمّل في الأسئلة العميقة التي طرحها يسوع على تلاميذه، يعقوب ويوحنا: "ماذا تريدان أن أفعل لكما؟" و "هل تستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟" وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ هذه الأسئلة تسلّط الضوء على رغباتنا الخفيّة وتزيل أي أوهام حول المصلحة الذاتيّة.
وأوضح الأب الأقدس أنّ يسوع يدعونا، من خلال هذه الأسئلة، إلى علاقة أعمق معه.
وقال إنّ يعقوب ويوحنّا، على الرغم من كونهما تلميذيْن مخلصين، اقتربا من يسوع بتوقّعات متجذّرة في المجد العالميّ، طالبيْن الكرامة ومناصب السلطة.
لقد اشتاقا إلى مكان عن يمينه وعن يساره في مجده، متخيّلين المسيح المنتصر الذي سيملك بقوّة.
وقال البابا: "إنّ يسوع لا يتوقّف عند طلبهما، بل يتعمّق أكثر ويكشف عن الرغبات الكامنة وراء كلماتهما. إنّه يتحدّاهما، كما يتحدّانا، لكي نرى ما هو أبعد من الطموح البشريّ.
وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ المسيح الحقيقيّ ليس ملكًا ذو قوّة وسيطرة، بل هو ملك خادم لم يأت ليُخدم، بل ليخدُم، حتّى إلى حدّ تقديم حياته على الصليب.
"لن يكون عن يمينه وعن يساره عروش، بل لصّان صُلبا معه يتألّمان ويموتان معه في الذلّ".
وقال البابا إنّ هذا الموت هو الكأس التي يتحدّث عنها يسوع: حياة المحبّة، ومعموديّة المعاناة والخدمة.
وأشار إلى أنّ الطريق الحقيقيّ للتلمذة ليس السعي إلى السيطرة بل تعلّم الخدمة.
واختتم البابا فرنسيس كلمته بدعمها بأمثلة القدّيسين الأربعة عشر الذين تمّ إعلان قداستهم، قائلًا إنّهم رجال ونساء لم يعيشوا لمجدهم بل لمجد الله، وجعلوا أنفسهم خدمًا لإخوتهم وأخواتهم.
ودعا المسيحيّين إلى الصلاة من خلال شفاعتهم، "حتّى نتمكّن نحن أيضًا من اتّباع المسيح، ونتبعه في الخدمة، ونصبح شهود رجاء للعالم".