البابا في صلاة التبشير الملائكيّ: "قدّموا الحنان وابتعدوا عن النفاق"
احذروا النفاق ودعونا نكون مخلصين ومحبّين وموثوقين ...
شدّد البابا فرنسيس على ذلك في كلمته يوم الأحد في صلاة التبشير الملائكيّ في ساحة القدّيس بطرس حيث استذكر قراءة إنجيل اليوم وفقًا للقدّيس مرقس الذي يروي إدانة يسوع النفاقَ في هيكل القدس.
قال البابا إنّ الكتبة لعبوا دورًا مهمًّا داخل مجتمع إسرائيل. بينما كانوا يقرؤون الكتاب المقدّس وينسخونه ويفسّرونه، وكانوا يحظون باحترامٍ كبير، أسف البابا لأنْ، بخلاف المظاهر، فإنّ سلوكهم غالبًا ما لم يتوافق مع ما علّموه.
"البعض، بالاعتماد على الهيبة والسلطة التي يتمتّع بها، ينظر بازدراء إلى الآخرين، ويتصرّف بغطرسة ويختبئ وراء واجهة من الاحترام والشرعيّة المزيّفة".
وصف البابا هذا النوع من السلوك بالقبيح للغاية، مشدّدًا على مدى فظاعة النظر إلى الآخرين بازدراء.
حتّى صلوات العديد من هؤلاء الأفراد، خاطرت بفقدان معناها كلحظة لقاء مع الربّ وباتت، بدلًا من ذلك فرصة لإظهار التقوى والفضيلة الزائفة.
في هذا السياق، أشار البابا إلى أنّ "يسوع يحذّرنا من عدم التشبّه بهؤلاء الناس".
على العكس من ذلك، كلمات الربّ وطريقة عيشه، كما قال البابا فرنسيس، تعلّم أشياء مختلفة جدًّا عن السلطة. "إنه يتحدّث عن السلطة بعبارات التضحية بالنفس والخدمة المتواضعة، والحنان الأموميّ والأبويّ تجاه الآخرين، وبخاصّة المحتاجين".
وأشار الأب الأقدس إلى أنّ الربّ يدعو أولئك الذين هم في مواقع السلطة إلى النظر إلى الآخرين، "لا لإذلالهم"، بل "لرفعهم، ومنحهم الرجاء والمساعدة".
لذلك، دعا البابا المؤمنين إلى طرح بعض الأسئلة على أنفسهم.
"أيّها الإخوة والأخوات، كيف أتصرّف في مجالات مسؤوليّتي؟ هل أتصرّف بتواضع، أم أفتخر بمكانتي؟ هل أنا كريم ومحترِم للآخرين، أم أعاملهم بوقاحة وسلطويّة؟ وسأل أيضا: "مع إخوتي وأخواتي الأكثر هشاشة، هل أبقى قريبًا منهم، ومستعدًّا لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم مرّة أخرى؟"
اختتم البابا فرنسيس بصلاة ثلاثيّة الطلبات إلى الأمّ المباركة من أجل أن نحارب تجربة النفاق في أنفسنا، وأن نفعل الخير من دون تباهي، وأن نتصرّف ببساطة.