البابا في صلاة التبشير الملائكيّ: "تلذّذوا بمعجزات الله اليوميّة"
تذوّقوا، كلّ يوم، "معجزات" نعمة الله ...
قدّم البابا فرنسيس هذه التوصية المُطَمئِنة ضمن كلمته في صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد في الفاتيكان، حيث أخذ إشارته من قراءة إنجيل الأحد وفقًا للقدّيس يوحنّا، والتي تروي معجزة الأرغفة والأسماك.
أشار البابا إلى أنّ أبطال المشهد قاموا بثلاث إيماءات سيكرّرها يسوع في العشاء الأخير، وهي رفْع التقدمة والشكر والمشاركة، والتي، قبل التأمّل في كلّ منها، ذكّر الأب الأقدس بأنّ كلّ واحدةٍ منها يتمّ تنفيذها في الاحتفال الإفخارستيّ.
عن "التقدمة"، قال البابا إنّ هذا العنصر يعترف بأنّ لدينا شيئا جيّدًا نقدّمه، وبأنّنا نقول "نعم"، حتّى لو كان ما لدينا، قليلًا جدًّا مقارنة بما هو مطلوب.
وأشار الأب الأقدس إلى أنّ هذا ما يتمّ تأكيده في القدّاس، عندما يقدّم الكاهن الخبز والخمر على المذبح، ويقدّم كلّ شخص نفسه، حياته الخاصّة.
"حتّى لو كانت تقدمتنا ضئيلة بالنسبة إلى احتياجات العالم، تمامًا مثل الأرغفة الخمسة والسمكتين أمام حشد من الآلاف"، اعترف البابا، "الله يجعلها مادّة لأعظم معجزة موجودة، أي الربّ الذي يجعل ذاته حاضرًا بيننا، من أجل خلاص العالم".
ثمّ انتقل البابا إلى "تقديم الشكر"، وقال بأن ينبغي لنا أن نفرح بالطريقة التي باركنا بها الله.
"أي"، اقترحَ الأب الأقدس، "يجب أن نقول للربّ بتواضع وفرح إنّ "ما لديّ كلّه هو عطيّتك، ولكي أشكرك، لا يمكنني إلّا أن أرّد لك ما أعطيتني إيّاه أوّلًا، مع ابنك يسوع، مضيفًا ما أقدر عليه: حبّي الضعيف".
أدرك البابا أنّ هذه تمثّل لحظة "البركة"، التي نسبّح بها الله على صلاحه، "بينما يقدّس ويكرّس ويضاعف" العملتين النحاسيّتين "لجهودنا الهشّة".
وأخيرًا، انتقل البابا إلى لفتة "المشاركة" الثالثة، مذكّرًا بأنْ في خلال القدّاس، عندما نقترب معًا من المذبح لقبول جسد المسيح ودمه، "أنّ الربّ يكون حوّل ثمر عطيّة كلّ واحدٍ منّا إلى غذاء للجميع".
ثمّ، دعا البابا المؤمنين إلى أن يطرحوا على ذواتهم بعض الأسئلة: هل أؤمن حقًّا أنّني، بنعمة الله، أتمتّع بما هو فريدٌ لأقدّمه إلى إخوتي وأخواتي؟ هل أشعر بالامتنان للربّ؟ هل أعيش المشاركة مع الآخرين كلحظة لقاء وإثراء متبادل؟
واختتم البابا فرنسيس حديثه بالتوسّل إلى الأمّ المباركة أن تساعدنا على عيش كلّ احتفال إفخارستيّ بإيمان، وأن ندرك "معجزات" نعمة الله و"نتذوّقها" كلّ يوم.