البابا في صلاة التبشير الملائكيّ: "الأطفال هم أعظم نعم الله"
في كلمته أمام آلاف المؤمنين المجتمعين في ساحة القدّيس بطرس، روى البابا فرنسيس إنجيل اليوم بحسب القدّيس مرقس الذي فيه يحدّثنا يسوع عن الحبّ الزوجيّ.
وفي هذه القراءة، استذكر البابا أنّ بعض الفريسيّين سألوا الربّ "سؤالًا مثيرًا للجدل حول مسألة مثيرة للجدل وهي طلاق الزوج من زوجته".
وهنا، أشار الأب الأقدس، إلى أنّهم كانوا يعتزمون جرّ يسوع إلى شجار، "لكنّه لم يسمح لهم بذلك". وبدلاً من ذلك، لاحظ البابا أنّ الربّ استغلّ الفرصة للفت انتباههم إلى مناقشة أكثر أهمّيّة حول قيمة الحبّ بين الرجل والمرأة في خطّة الله.
وأشار البابا فرنسيس إلى أنْ في زمن يسوع، كانت حالة المرأة في الزواج سيّئة للغاية مقارنة بوضع الرجل...ولهذا السبب أعاد الربّ محاوريه إلى متطلّبات المحبّة.
وذكّر الأب الأقدس المؤمنين بأنّ يسوع نبّههم بأنّ الخالق أراد للمرأة والرجل أن يكونا متساويين في الكرامة ومتكاملين في التنوّع، ما يمكّن كلًّا منهما من أن يكون "مساعدًا" ورفيقًا للآخر.
ولكي يتمّ ذلك، شدّد على ضرورة أن تكون عطيّتهم المتبادلة كاملة، وجذّابة، من دون "أنصاف التدابير": "أن تكون بداية حياة جديدة (راجع مر 10، 7؛ تك 2، 24)، مقدَّر لها أن تستمرّ إلى الأبد وليس "طالما أرغب في ذلك" متقبّلين أحدهما الآخر وعائشيْن متّحديْن "كجسد واحد" (راجع مر 10، 8؛ تك 2، 24).
وأصرّ البابا على أنّ هذا يتطلّب الإخلاص، حتّى في الصعوبات، والاحترام والصدق والبساطة، وكذلك "الانفتاح على المواجهة، وأحيانًا حتّى على النقاش عندما يكون ذلك ضروريًّا، ولكن أيضًا الاستعداد دائمًا للمسامحة والمصالحة".
ونصح الأزواج أن لا يدعوا نهارهم ينتهي قبل أن يحقّقوا السلام في حال تشاجروا.
نشير إلى أنّ الكنيسة في الولايات المتّحدة تحتفل في الأحد الأوّل من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر، باعتباره أحد احترام الحياة، ومن هنا، عبّر الأب الأقدس عن احترامه الكبير للأطفال باعتبارهم "أعظم نعمة" من الله، وقال: "بالنسبة إلى الأزواج، من الضروريّ أن يكونوا منفتحين على هبة الحياة، وعلى الأبناء"، كما وصفهم بـ"أجمل ثمرة الحبّ"، و"أعظم نعمة من الله"، و"مصدر فرح"، والأمل لكلّ بيت ولكلّ مجتمع".
وفي هذا السياق، حثّ الأزواج المسيحيّين على الانفتاح على إنجاب الأطفال.
ومع اعترافه بأنّ الحبّ أمر متطلّب، إلّا أنّه قال إنّه جميل، "وكلّما سمحنا لأنفسنا بالانخراط فيه، كلما اكتشفنا السعادة الحقيقيّة فيه".
ومن هذا المنطلق، طلب من المؤمنين أن يطرحوا على أنفسهم بعض الأسئلة.
"كيف هو حبّنا؟ هل هو أمين؟ هل هو كريم؟ كيف حال عائلاتنا: هل هي منفتحة على الحياة وعلى هبة الأبناء؟"
واختتم البابا فرنسيس كلمته بالصلاة إلى مريم العذراء لكي تساعد الأزواج المسيحيّين.
"دعونا نتوجّه إليها بالاتّحاد الروحيّ مع المؤمنين المجتمعين في مزار بومبي، من أجل التوسّل التقليديّ لسيّدة الورديّة المقدّسة".