البابا في القدّاس: "الحبّ هو محور الإنجيل"
شكّل جمال سنغافورة، الذي يجعل المدينة "مشهورة ورائعة للغاية"، نقطة البداية لعظة البابا فرنسيس في القدّاس يوم الخميس 12 أيلول/سبتمبر، حيث تأمّل في كلمات القدّيس بولس، "المعرفة تنتفخ بالفخر، لكنّ الحبّ يبني".
أصرّ الأب الأقدس على أنّ الحبّ، وليس في المقام الأوّل "المال أو التقنيّات أو حتّى القدرة الهندسيّة"، هو أساس الأعمال العظيمة التي ينجزها الناس.
وقال معترفًا بأنّ البعض قد يعتبر مثل هذا البيان ساذجًا، إنّ القليل من التفكير يمكن أن يظهر أنّ الأعمال العظيمة، على الرغم من أنّها مستوحاة من الإبداع والعبقريّة، إلّا أنّها تعتمد على عدد لا يحصى من "الرجال والنساء الهشّين" بدافع الحبّ، والذي من دونه "لا يوجد زخم، ولا سبب للعمل، ولا قوّة للبناء".
وتابع أنّ هذه القناعة "تترسّخ وتستنير" بالإيمان الذي يعلّم أنّ الله، أبانا، "هو أصل قدرتنا على أن نُحِبّ ونُحَبّ".
خلق الله كلّ واحد وواحدة منّا مجّانًا وبدافع المحبّة. ومحبّة الله هي التي تفدينا وتحرّرنا "من الخطيئة والموت بموت ابنه الوحيد وقيامته".
لذلك، قال البابا، نقلًا عن سلفه، القدّيس يوحنّا بولس الثاني، "في محبّتنا نرى انعكاسًا لمحبّة الله ... الحبّ الذي يتميّز باحترام عميق للناس جميعًا، بغضّ النظر عن عرقهم أو معتقدهم أو أيّ شيء يجعلهم مختلفين عنّا".
"هذه كلمات مهمّة بالنسبة إلينا"، قال البابا فرنسيس، "لأنّها، بالإضافة إلى الدهشة التي نشعر بها في مواجهة الأعمال البشريّة، تذكّرنا بأنّ هناك عجيبة أكبر يجب أن نحتضنها باندهاشٍ واحترام أكبر: الإخوة والأخوات الذين نلتقي بهم" كلّ يوم.
وتابع البابا فرنسيس قائلا إنّ محبّة الله تدعونا إلى المشاركة مع الآخرين، والاستجابة بسخاء لاحتياجات الفقراء، وتشجيع أولئك الذين يعانون، والاستعداد دائمًا للتسامح والرجاء.
وقال إنّ المحبّة، مقتبسًا من القدّيس يوحنا بولس، "هي مركز الإنجيل"!
إختتم الأب الأقدس عظته بالإشارة إلى مثال قدّيسيْن، الطوباويّة مريم العذراء والقدّيس فرنسيس كزافييه، اللذين يمثّلان هذه المحبة.
في مريم الكلّيّة القداسة، "نرى محبّة الآب تتجلّى في واحدة من أجمل الطرق وأكثرها اكتمالًا"، أي في حنان الأمّ التي لا تتخلّى عنّا أبدًا.
وفي القدّيس فرنسيس، الذي غالبًا ما كان يُستقبل في رحلاته التبشيريّة في سنغافورة، نرى قدّيسًا أدرك أولويّة المحبّة على التعلّم.
دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى أن يحذوا حذو مريم وفرنسيس وأن يتبنّوا كلمات القدّيس "يا ربّ، ها أنا ذا. ماذا تريدني أن أفعل؟"، حتّى "ترافقنا هذه الكلمات ليس فقط في هذه الأيّام، ولكن دائمًا، كالتزام دائم بالاستماع والاستجابة بسهولة لدعوات الحبّ والعيش بالعدل التي لا تزال تأتي إلينا اليوم من محبّة الله اللامتناهية".