البابا فرنسيس يوكل مرشدي الطّيران المدنيّ لسيّدة لوريتو شفيعة الطّيران
"أنتم تشكّلون في المطارات قبل كلّ شيء حضورًا مجّانيًّا: أنتم تمثّلون مجّانيّة محبّة الله في مكان يتواجد فيه الجميع للعمل أو للسّفر لأسباب متعدّدة. في هذا الإطار، أنتم تقدّمون– بشكل محترم وخفيّ– إمكانيّة لقاء "حاضر الله"، لأنّ ذلك اليوم وتلك السّاعة لن تتكرّر. وبالتّالي فشهادتكم والرّسالة الّتي تعطونها "هنا والآن" يمكنها أن تترك أثرًا يستمرّ لمدى الحياة بفضل المجّانيّة.
في إطار عملكم الرّاعويّ، تتضمّن التّنمية البشريّة المتكاملة العناصر المختلفة الّتي تجعلها فعلاً ما هي عليه: الشّخص بأكمله، العمل والثّقافة والحياة العائليّة والدّين، والاقتصاد والسّياسة... أشجّعكم على القيام بخدمتكم بتفانٍ وشغف ناظرين إلى آلاف الوجوه الّتي تمرّ أمامكم بقلب المسيح، لكي يشعر كلُّ فرد منهم بقرب الله. بهذه النّظرة تصبح المطارات "بوّابات" و"جسور" للقاء مع الله والإخوة.
نحن نعلم أيضًا أنّه ليس من السّهل بالنّسبة لطاقم الطّيّارة، طيّارون ومضيفون، تنظيم حياتهم الشّخصيّة والعائليّة، وبالتّالي فإنَّ وجودكم وإصغاءكم مهمّان بالنّسبة لهم أيضًا. كذلك أعرف اهتمامكم لكي لا تغيب في المطارات إمكانيّة لقاء الله في الصّلاة والأسرار. أتشارك معكم الرّغبة بالحلم الرّاعويّ بأن تتكوّن في المطار أيضًا جماعة من المؤمنين يمكنها أن تكون خميرة وملحًا ونورًا في تلك البيئة البشريّة المميّزة.
لا أستطيع هنا ألّا أذكر المهاجرين واللّاجئين الّذين يصلون إلى المطارات الكبرى برجاء أن يطلبوا اللّجوء أو يجدوا الملجأ أو يتمَّ منعهم من العبور. يشكّل جزء أيضًا من عنايتكم الرّاعويّة السّهر لكي تتمَّ على الدّوام من حماية كرامتهم الإنسانيّة وأن تُحفظ حقوقهم في إطار احترام كرامة وإيمان كلّ شخص.
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لقد احتفلنا منذ بضعة أيّام بعيد الصّعود. لينركم الرّوح القدس وليملأكم بعطاياه حتّى تتمكّنوا من استعادة خدمتكم بدفع جديد وقوّة. أوكلكم جميعًا لمريم العذراء أمّ الكنيسة الّتي نحتفل اليوم بعيدها. وبشكل خاصّ نتضرّع لها كسيّدة لوريتو شفيعة الطّيران لكي تساعدكم على تقديم شعلة الإيمان لكلّ شخص تلتقون به في أماكن عملكم لكي يصل الخلاص فعلاً إلى أقاصي الأرض".