الفاتيكان
17 أيار 2021, 06:30

البابا فرنسيس يوجّه نداءً من أجل الهدوء والحوار والسّلام في الأراضي المقدّسة

تيلي لوميار/ نورسات
"بإسم الله الّذي خلق جميع البشر متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم إلى العيش معًا كأخوة فيما بينهم، أوجّه نداء من أجل الهدوء، وإلى من تقع عليهم المسؤوليّة بأن يضعوا حدًّا لضوضاء السّلاح ويسيروا على دروب السّلام بمساعدة المجتمع الدّوليّ". هذا النّداء أطلقه ظهر الأحد البابا فرنسيس بعد صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء"، في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، لوقف الاشتباكات المسلّحة "العنيفة" في غزّة، و"المهدّدة بالتّصعيد إلى دوّامة من الموت والدّمار".

وعبّر الأب الأقدس عن حزنه لموت الكثير من الأبرياء، "من بينهم أيضًا أطفال"، مشيرًا إلى أنّه "أمر فظيع وغير مقبول. إنَّ موتهم هو علامة على أنّه ليس هناك رغبة في بناء المستقبل، وإنّما هناك رغبة في تدميره."

ودعا الأب الأقدس في هذا السّياق إلى الانفتاح على الحوار وبناء السّلام، رافعًا الصّلاة من أجل أن يجد الطّرفان المتنازعان درب الحوار والمغفرة، "ولكي يكونوا بناة صبورين للسّلام والعدالة، وينفتحوا، خطوة بعد خطوة، على رجاء مُشترك، وتعايش بين الإخوة. لنصلِّ من أجل الضّحايا وخاصّة من أجل الأطفال؛ لنرفع صلاتنا إلى ملكة السّلام من أجل السّلام."

وكان البابا فرنسيس قد ألقى قبيل الصّلاة كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "يُحتفل اليوم في إيطاليا وفي بلدان أخرى بعيد صعود الرّبّ. يقدّم لنا الإنجيل– خاتمة إنجيل القدّيس مرقس– اللّقاء الأخير للقائم من الموت مع تلاميذه قبل أن يصعد ليجلس عن يمين الآب. غالبًا ما تكون مشاهد الوداع حزينة، فهي تمنح من يبقى شعورًا بالضّياع والتّرك؛ لكن هذا كلّه لم يحدث للتّلاميذ. على الرّغم من انفصالهم عن الرّبّ، إلّا أنّهم لا يبدون بائسين، بل على العكس، هم فرحون ومستعدّون للانطلاق كمرسلين في العالم.

لماذا لا يحزن التّلاميذ؟ لماذا يجب أن نفرح أيضًا برؤية يسوع يصعد إلى السّماء؟ لأنّ الصّعود يكمل رسالة يسوع بيننا. في الواقع، إذا كان يسوع قد نزل من السّماء، فمن أجلنا أيضًا يصعد إلى هناك. بعد أن نزل إلى بشريّتنا وافتداها، هو الآن يصعد إلى السّماء حاملاً معه جسدنا، إنّه أوّل إنسان يدخل إلى السّماء، لأنّ يسوع هو إنسان حقّ وإله حقّ، وبالتّالي عن يمين الآب يجلس الآن جسد بشريّ، جسد يسوع، وفي هذا السّرّ يتأمَّل كلُّ فرد منّا في وجهته المستقبليّة. إنَّ الأمر لا يتعلّق أبدًا بالتّرك والتّخلّي، لأنّ يسوع يبقى إلى الأبد مع التّلاميذ- معنا- يبقى في الصّلاة لأنّه، كإنسان، يصلّي إلى الآب، وكإله: إنسان وإله، يريه الجراح الّتي بها افتدانا. إنَّ صلاة يسوع حاضرة هناك بجسدنا: إنّه واحد منّا، إله إنسان، وهو يصلّي من أجلنا. وعلى هذا الأمر أن يمنحنا اليقين، لا بل الفرح، فرح كبير!

والدّافع الثّاني للفرح هو وعد يسوع الّذي قال لنا: "سأرسل لكم الرّوح القدس". وهناك، بالرّوح القدس، تقوم تلك الوصيّة الّتي منحها عند ساعة الوداع: "اذهبوا في العالم وأعلنوا الإنجيل". والرّوح القدس هو الّذي سيحملنا إلى هناك في العالم لكي نحمل الإنجيل. إنّه الرّوح القدس الّذي وعد به يسوع في ذلك اليوم، وبعد تسعة أيّام سيأتي في عيد العنصرة. إنّ الرّوح القدس هو الّذي جعلنا جميعًا على هذا النّحو اليوم. إنّها لفرحة عظيمة! رحل يسوع: أوّل إنسان يمثل أمام الآب، رحل مع الجراح الّتي كانت ثمن خلاصنا، وهو يصلّي من أجلنا. ثمّ أرسل لنا الرّوح القدس، ووعدنا بالرّوح القدس لكي نذهب ونبشّر. ولذلك نحن نفرح اليوم في عيد الصّعود.

أيّها الإخوة والأخوات في عيد الصّعود هذا، وفيما نتأمّل السّماء، حيث صعد المسيح وجلس عن يمين الآب، لنطلب من مريم، ملكة السّماء، أن تساعدنا لنكون شهودًا شجعانًا للقائم من بين الأموات في مواقف الحياة الملموسة."

بعد تلاوة الصّلاة، أشار البابا إلى أنّه "اليوم يبدأ أسبوع "كُن مُسبّحًا" لتربيتنا أكثر فأكثر على الإصغاء إلى صرخة الأرض وصرخة الفقراء. أشكر الدّائرة الفاتيكانيّة الّتي تُعنى بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة، وحركة المناخ الكاثوليكيّة العالميّة، ومنظّمة كاريتاس الدّوليّة والعديد من المنظّمات الّتي تشارك في هذا المبادرة كما أدعو الجميع أيضًا للمشاركة".