الفاتيكان
23 أيار 2024, 08:40

البابا فرنسيس يوجّه رسالة إلى المشاركين في ندوة تستضيفها تورونتو حول الرعاية التلطيفيّة

تيلي لوميار/ نورسات
برعاية مشتركة من الأكاديميا الحبريّة للحياة ومجلس أساقفة كندا الكاثوليك، تُقام ندوة دوليّة حول الرعاية التلطيفيّة تستضيفها مدينة تورونتو الكنديّة وتشهد مشاركة ممثلين عن الديانات العالميّة، وفق ما جاء في "أخبار الفاتيكان".

 

بعث البابا فرنسيس برسالة الى المشاركين في الندوة شكرهم فيها أوّلًا على اختيار هذا الموضوع، قال: "إنّ الموضوع الذي اخترتموه: "نحو قصّةِ أمل"، يأتي في وقت مناسب وضروريّ"، وأشار إلى أنّنا نشهد، في الوقت الحاضر، الآثار المأساويّة للحرب والعنف والظلم بمختلف أنواعه، بالتالي من السهل جدًّا أن نستسلم للحزن واليأس.  

أضاف الأب الأقدس: "نحن كأعضاء في العائلة البشريّة وخصوصًا كمؤمنين، مدعوّون إلى أن نرافق، بمحبّة ورحمة، أولئك الذين يجاهدون ويجدون صعوبة في إيجاد أسباب للرجاء، موضحًا أنّ الرجاء هو ما يمنحنا القوّة في مواجهة الأسئلة التي تثيرها تحدّيات الحياة وصعوباتها ومخاوفها."

أكّد البابا "أنّ جميع الذين يختبرون الشكوك، التي غالبًا ما يسبّبها المرض والموت، يحتاجون إلى شهادة الرجاء التي يقدّمها أولئك الذين يعتنون بهم والذين يمكثون إلى جانبهم. وفي هذا الصدد، فإنّ الرعاية التلطيفيّة، في وقت تسعى فيه إلى تخفيف عبء الألم قدر الإمكان، هي قبل كلّ شيء علامةٌ ملموسة على القرب والتضامن مع إخوتنا وأخواتنا الذين يعانون. كما يمكن لهذا النوع من الرعاية أن يساعد المرضى وأحبّاءهم على قبول الضعف والهشاشة اللذين يميّزان حياة الإنسان في هذا العالم."

كما أوضح البابا أوجه الاختلاف بين الرعاية التلطيفيّة والموت الرحيم قائلًا: أودّ أنْ أشير إلى أنّ الرعاية التلطيفيّة الحقيقيّة تختلف اختلافًا جذريًّا عن الموت الرحيم، الذي لا يشكّل أبدًا مصدرًا للأمل أو الاهتمام الحقيقيّ بالمرضى والمحتضرين. بل هو فشل للحبّ، وانعكاس لثقافة الإقصاء عندما لا يُنظر إلى الأشخاص على أنّهم قيمة عليا يجب الاعتناء بها واحترامها، كما جاء في الرسالة العامّة Fratelli Tutti.    

ولفت الأب الأقدس إلى أنْ غالبًا ما يتمّ تقديم الموت الرحيم بطريقة خاطئة على أنّه شكل من أشكال الرحمة، ومع ذلك، فإنّ "الشفقة"، وهي كلمة تعني "المعاناة مع"، لا تنطوي على النهاية المتعمَّدة للحياة، بل على الاستعداد لتقاسم أعباء أولئك الذين يواجهون المراحل الأخيرة من حجّنا الأرضيّ. وأكّد أنّ الرعاية التلطيفيّة هي شكل حقيقيّ من أشكال الشفقة، لأنّها تستجيب للمعاناة، سواء كانت جسديّة أو عاطفيّة أو نفسيّة أو روحيّة، من خلال تأكيد الكرامة الأساسيّة لكلّ شخص تلك التي لا يمكن انتهاكها، بخاصّة في ما يتعلّق بالمحتضرين، ومساعدة هؤلاء على قبول لحظة الانتقال الحتميّة من هذه الحياة إلى الحياة الأبديّة.

وفي ختام رسالته، شجّع البابا فرنسيس المجتمعين جميعهم على جهودهم لـ"تعزيز الرعاية التلطيفيّة للإخوة والأخوات الأكثر ضعفًا"، آملًا أن تثمر هذه الجهود رجاءً، ومحبّة، لمن وصلوا إلى نهاية الحياة، وأن تكون من بين الأسس لمجتمع أكثر عدلًا وأخوّة، سائلًا الله أن يمنح الكلّ بركات الحكمة والقوّة والسلام.