الفاتيكان
09 آب 2023, 13:50

البابا فرنسيس ينقل خبرته في اليوم العالميّ للشّباب إلى المشاركين في المقابلة العامّة

تيلي لوميار/ نورسات
عاد اليوم البابا فرنسيس ليطلّ على المؤمنين في المقابلة العامّة، بعد أن تمّ تعليقها خلال شهر تمّوز/ يوليو للاستراحة الصّيفيّة، وبعد عودته من زيارته الرّسوليّة إلى البرتغال لمناسبة اليوم العالميّ السّابع والثّلاثين للشّباب.

وعن هذا الحدث تحدّث الأب الأقدس اليوم في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان، أمام الحاضرين، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "خلال الأيّام الماضية ذهبتُ إلى البرتغال بمناسبة اليوم العالميّ السّابع والثّلاثين للشّباب؛ وهذا اليوم العالميّ للشّباب في لشبونة، والّذي جاء بعد الوباء، قد شعر به الجميع كعطيّة من الله، الّذي أعاد الحركة إلى قلوب وخطوات شباب العالم: شباب كثيرون جاؤوا من جميع أنحاء العالم لكي يلتقوا ببعضهم البعض ويلتقوا بيسوع.

إنَّ الوباء، كما نعرف جيّدًا، قد أثّر بشكل كبير على التّصرّفات الاجتماعيّة: فغالبًا ما تدهورت العزلة إلى إنغلاق، وقد تأثّر الشّباب بسببها بشكل خاصّ. مع هذا اليوم العالميّ للشّباب، أعطى الله "دفعة" في الاتّجاه المعاكس: فقد طبع بداية جديدة للحجّ العظيم للشّباب عبر القارّات، باسم يسوع المسيح. وليس من قبيل الصّدفة أن يكون ذلك قد تمَّ في لشبونة، مدينة تطلّ على المحيط، مدينة ترمز إلى الاستكشافات العظيمة عن طريق البحر.

وهكذا اقترح الإنجيل في اليوم العالميّ للشّباب نموذج مريم العذراء على الشّباب. ففي أكثر اللّحظات المحرجة بالنّسبة لها، ذهبت لكي تزور نسيبتها أليصابات ويقول الإنجيل: "قامت مريم ومضت مسرعة"، ويطيب لي أن أدعو العذراء مريم بهذا الاسم، "العذراء المسرعة"، الّتي تفعل جميع الأشياء بسرعة ولا تجعلنا أبدًا ننتظر، لأنّها أم الجميع. وهكذا لا تزال مريم اليوم أيضًا، في الألفيّة الثّالثة، تقود حجّ الشّباب لاتّباع يسوع. كما فعلت لقرن من الزّمان في البرتغال، في فاطيما، عندما خاطبت ثلاثة أطفال، وأوكلت إليهم رسالة إيمان ورجاء للكنيسة وفي العالم. ولهذا السّبب، خلال اليوم العالميّ للشّباب، عدت إلى فاطيما، إلى مكان الظّهورات، وصلّيت مع بعض الشّباب المرضى إلى الله لكي يشفي العالم من أمراض الرّوح: الكبرياء، الكذب، العداوة، والعنف. وجدّدنا تكريسنا، وتكريس أوروبا والعالم لقلب مريم الطّاهر. وأنا صلّيت من أجل السّلام لأنّ هناك العديد من الحروب وأجزاء عديدة من العالم.

لقد جاء شباب العالم إلى لشبونة بأعداد كبيرة وبحماس كبير. ولم يكن اليوم العالميّ للشّباب إجازة أو رحلة سياحيّة أو حتّى حدثًا روحيًّا في حدّ ذاته؛ إنَّ اليوم العالميّ للشّباب هو لقاء مع المسيح الحيّ من خلال الكنيسة، يذهب إليه الشّباب لكي يلتقوا المسيح؛ وحيث يكون الشّباب يكون هناك فرح. وقد استفادت زيارتي إلى البرتغال بمناسبة اليوم العالميّ للشّباب من الأجواء الاحتفاليّة لموجة الشّباب هذه. أشكر الله على هذا، ولاسيّما إذ أفكّر بكنيسة لشبونة الّتي، ومقابل الجهد الكبير الّذي بذلته للتّنظيم والضّيافة، ستنال طاقات جديدة لكي تواصل المسيرة الجديدة، ولكي ترمي الشّباك مجدّدًا بشغف رسوليّ. إنَّ الشّباب في البرتغال هم اليوم فعلاً حضورًا حيويًّا، والآن، بعد "نقل الدّم" هذا الّذي نالوه من كنائس العالم أجمع، سوف يصبحون أكثر حيويّة بعد.

وفيما يدور القتال في أوكرانيا وفي أماكن أخرى من العالم، وبينما يتمّ التّخطيط للحرب في بعض القاعات الخفيّة، أظهر اليوم العالميّ للشّباب للجميع أنّ عالمًا آخر هو ممكن: عالم إخوة وأخوات، ترفرف فيه أعلام جميع الشّعوب معًا، جنبًا إلى جنب، بدون حقد، بدون خوف، بدون انغلاق، وبدون أسلحة! لقد كانت رسالة الشّباب واضحة: هل سيصغي إليها "عظماء الأرض"؟ هل سيصغون إلى هذا الحماس الشّابّ الّذي يريد السّلام؟ إنّه مَثلٌ لزمننا، ولا يزال يسوع يقول اليوم أيضًا: "من كان له أذنان تسمعان فليسمع! ومن كان له عينان تنظران فلينظر!". لنأمل أن يُصغي العالم بأسره لهذا اليوم العالميّ للشّباب وينظر إلى جمال الشّباب الّذين يسيرون قدمًا.

أعبّر مجدّدًا عن امتناني للبرتغال وللشبونة، ولرئيس الجمهوريّة الّذي كان حاضرًا في جميع الاحتفالات وللسّلطات المدنيّة الأخرى؛ لبطريرك لشبونة ولرئيس مجلس الأساقفة والأسقف المنسّق لليوم العالميّ للشّباب، ولجميع المعاونين والمتطوّعين. شكرًا لكم جميعًا! وبشفاعة العذراء مريم، ليبارك الرّبّ شباب العالم كلّه ويبارك الشّعب البرتغاليّ."