البابا فرنسيس ينقل أجواء زيارته الرّسوليّة إلى ميانمار وبنغلادش في المقابلة العامّة
وأشار، نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان"، إلى أنّها المرّة الأولى الّتي يقوم بها خليفة بطرس بزيارة ميانمار، وأراد أن يعبّر من خلالها عن قرب المسيح والكنيسة من شعب تألّم بسبب نزاعات وكبت وهو يسير الآن ببطء نحو وضع جديد من الحرّيّة والسّلام، من "شعب تتجذَّرُ فيه الدّيانة البوذيّة بقوّة بمبادئها الرّوحيّة والأخلاقيّة، وحيث يعيش المسيحيّون كقطيع صغير وخميرة لملكوت الله. هذه الكنيسة الحيّة والمندفعة الّتي فرِحتُ بتثبيتها في الإيمان والشّركة في اللّقاء مع أساقفة البلاد والاحتفالين الإفخارستيّين. الأوّل في الاستاد في وسط يانغون وقد ذكّرنا الإنجيل في ذلك اليوم أنَّ الاضطهادات بسبب الإيمان بيسوع طبيعيّة لتلاميذه كمناسبة للشّهادة علمًا أنّه لَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِهم. أمّا القدّاس الثّاني والّذي به اختتمتُ الزّيارة إلى ميانمار فكان مُخصًّصًا للشّباب: علامة رجاء وهديّة خاصّة من العذراء مريم في الكاتدرائيّة الّتي تحمل اسمها. في وجوه أولئك الشّباب المليئة بالفرح رأيت مستقبل آسيا: مستقبل لن يكون لمن يبني أسلحة، وإنّما لمن يزرع أخوّة. وتحت شعار الرّجاء أيضًا باركت الحجارة الأولى لستّة عشر كنيسة وللإكليريكيّة وللسّفارة البابويّة".
هذا ولفت إلى لقاء السّلطات مشجّعًا على جهود تهدئة البلاد متمنِّيًا أن تتمكَّن مختلف مكوِّنات الأمّة، بدون استثناء، من التّعاون في هذه العمليّة باحترام متبادل، وأضاف: "بهذا الرّوح أردت أن ألتقي الممثّلين عن مختلف الجماعات الدّينيّة الحاضرة في البلاد، ولاسيّما للمجلس الأعلى للرّهبان البوذيّين الّذين أظهرتُ لهم تقدير الكنيسة لتقليدهم الرّوحيّ العريق والثّقة بأنَّه يمكن للمسيحيّين والبوذيّين معًا أن يساعدوا الأشخاص كي يحبّوا الله والقريب ويرفضوا كلَّ عنف ويقاوموا الشرَّ بالخير.
تركت ميانمار وتوجَّهتُ إلى بنغلادش حيث كرَّمتُ أوّلاً شهداء الكفاح في سبيل الاستقلال و"أب الأمّة". إنَّ شعب بنغلادش بأكثريّته من الدّيانة الإسلاميّة وبالتّالي فزيارتي– على خطى الطّوباويّ بولس السّادس والقدّيس يوحنّا بولس الثّاني– قد شكَّلت خطوة إضافيّة في سبيل الاحترام والحوار بين المسيحيّة والإسلام. لقد ذكّرتُ سلطات البلاد أنَّ الكرسي الرّسوليّ قد دعم منذ البدء رغبة شعب بنغلادش في أن يشكّل أمّة مستقلّة، مع ضرورة أن تُصان فيها على الدّوام الحرّيّة الدّينيّة. لقد أردت بشكل خاصّ أن أعبِّر عن تضامني مع بنغلادش في التزامها في إغاثة اللّاجئين الرّوهينغا المتدفِّقين بكثرة على أراضيها حيث الكثافة السّكّانيّة هي الأعلى في العالم.
إنَّ القدّاس الّذي احتفلنا به في مُنتزه دكا التّاريخيّ قد اغتنى بسيامة ستة عشر كاهنًا، وكان هذا أحد الأحداث المهمّة والفرحة في الزّيارة. في الواقع، في بنغلادش كما في ميانمار وفي بلدان جنوب شرق آسيا الأخرى، وبنعمة الله، لا تنقص الدّعوات، كعلامة لجماعة حيّة يتردَّد فيها صدى صوت الرّبّ الّذي يدعو إلى اتّباعه. لقد تقاسمت هذا الفرح مع أساقفة بنغلادش وشجّعتهم في عملهم السّخيّ من أجل العائلات والفقراء والتّربية والحوار والسّلام الاجتماعيّ. وتقاسمتُ هذا الفرح مع العديد من الكهنة والمكرّسات والمكرّسين في البلاد، ومع الإكليريكيّين والمبتدئين والمبتدئات الّذين رأيت فيهم نبتات للكنيسة في هذه الأرض."
تابع الحبر الأعظم يقول "لقد عشنا في دكا وقتًا مهمًّا للحوار ما بين الأديان، والحوار المسكونيّ أعطاني الفرصة لأشدِّد على أهمّيّة انفتاح القلب كأساس لثقافة اللّقاء والتّناغم والسّلام. كما زرت أيضًا "بيت الأم تريزا" حيث كانت تقيم القدّيسة عندما كانت تزور تلك المدينة، ويستقبل هذا البيت العديد من الأيتام والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة. هناك، وبحسب موهبتهنَّ، تعيش الرّاهبات يوميًّا الصّلاة في السّجود والخدمة للمسيح الفقير والمتألِّم.
أمّا الحدث الأخير فكان مع شباب بنغلادش، غنيٌّ بالشّهادات والأناشيد والرّقص. فرح أظهر فرح الإنجيل الّذي تمَّ قبوله في تلك الثّقافة، فرح خصّبته تضحيات العديد من المرسلين وأساتذة التّعليم المسيحيّ والوالدين المسيحيّين. وفي هذا اللّقاء شارك أيضًا بعض الشّباب المسلمين ومن ديانات أخرى كعلامة رجاء لبنغلادش وآسيا وللعالم أجمع".