البابا فرنسيس يمنح سرّ العماد لـ32 طفلاً
في عظته، أشار الأب الأقدس إلى أنّ منح المعموديّة لإبن هو عمل برّ "لأنّنا في المعموديّة نمنحه كنزًا: الرّوح القدس. والرّوح القدس يدافع عنه ويعضده خلال حياته كلّها. ولهذا فمن الأهمّيّة بمكان منحهم المعموديّة وهم أطفال لكي ينموا بقوّة الرّوح القدس".
ودعا الوالدين- بحسب "فاتيكان نيوز"- إلى الاهتمام بنموّ أبنائهم بنور الرّوح القدس وقوّته، ومن خلال التّعليم المسيحيّ والمساعدة والمثل الّذي يقدّمونه لهم في المنزل.
أمّا ظهرًا فتلا البابا صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، توجّه إليهم بكلمة قبل الصّلاة سألهم فيها الصّلاة إلى المعمَّدين الجدد، وقال: "إنّ ليتورجيا هذا العام تقدّم لنا حدث معموديّة يسوع بحسب إنجيل متّى (راجع 3، 13 – 17) الّذي يروي الحوار بين يسوع الّذي يطلب المعموديّة ويوحنّا المعمدان الّذي يمانعه قائلاً "أنا أحتاجُ إلى الاعتمادِ عن يدِكَ، أو أنتَ تأتي إلي؟" (متّى 3، 14). إنّ قرار يسوع يفاجئ يوحنّا المعمدان: ففي الواقع لا يحتاج المسيح إلى أن يتنقّى؛ فهو الّذي ينقّي. لكن الله هو القدّوس، وطرقه ليست طرقنا، ويسوع هو طريق الله.
إنّ يوحنّا المعمدان كان قد أعلن أنّ هناك مسافة عميقة بينه وبين يسوع قائلاً "لستُ أهلاً لأن أخلعَ نعلَيْه" (متّى 3، 11). لكن ابن الله قد أتى ليملأ المسافة بين الإنسان والله".
ثمّ توقّف البابا عند كلمات يسوع ليوحنّا المعمدان "دعني الآنَ وما أريد، فهكذا يحسُنُ بنا أن نُتمَّ كلَّ بِرّ" (متّى 3، 15). إنّ المسيح يطلب أن يعتمد لكي يتمّ كلّ بِرّ، كي يتحقّق تدبير الآب الّذي يمرّ عبر درب الطّاعة البنويّة والتّضامن مع الإنسان الضّعيف والخاطئ. إنّها درب التّواضع وقرب الله من أبنائه. أيضًا أشعيا النّبيّ يعلن بِرّ عبد الرّبّ الّذي يحقّق رسالته في العالم بأسلوب يتناقض مع روح العالم "لا يصيحُ ولا يرفَعُ صوته ولا يُسمِعُ صوتَه في الشّوارع. القصبةُ المرضوضةُ لن يكسِرها والفتيلةٌ المُدخّنة لن يُطفئها" (42، 2 – 3). هذا هو تصرّف الوداعة– هذا ما يعلّمنا إياه يسوع بتواضعه، الوداعة– تصرّف البساطة والاحترام الّذي يُطلب أيضًا اليوم من تلاميذ الرّبّ. إنّ التّلميذ الصّالح هو المتواضع والوديع الّذي يفعل الخير بدون إظهار ذلك. في العمل الإرساليّ، تُدعى الجماعة المسيحيّة إلى الذّهاب للقاء الآخرين مقترحة دائمًا لا فارضة، مقدّمة شهادة ومتقاسمة حياة النّاس الملموسة".
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّه "لمّا اعتمد يسوع في نهر الأردنّ، انفتحت السّموات ونزل عليه الرّوح القدس كحمامة، وإذا صوتٌ من السّموات يقول "هذا هو ابني الحبيب الّذي عنه رضيت" (متّى 3، 17). في عيد عماد يسوع نكتشف معموديّتنا، مسلّطًا الضّوء على رسالتنا لنشهد ونعلن لجميع البشر محبّة الآب اللّامحدودة. إنّ عيد معموديّة يسوع يجعلنا نتذكّر معموديّتنا. نحن أيضًا قد وُلدنا مجدّدًا في المعموديّة، من هنا أهمّيّة أن نعرف تاريخ معموديّتنا".
وفي الختام، سأل البابا العذراء مريم أن تساعد الجميع لكي يفهموا أكثر فأكثر على الدّوام عطيّة المعموديّة ويعيشونها بصدق كلّ يوم.